في الوقت الذي اعتمدت فيه وزارة الكهرباء والطاقة استراتيجية "تخفيف الأحمال" التي بدأتها منتصف الأسبوع الماضي، وأعلنت عنها رسميًا في بيان، أول أمس السبت، انحصرت اهتمامات المواطنين على سبل الحفاظ على أجهزتهم الكهربائية من التلف في ظل تسجيل أسعار الأجهزة المنزلية ارتفاعًا بنسبة 4.9% في شهر يونيو/حزيران مقارنة بشهر مايو/أيار الماضي، بحسب التقرير الشهري للأرقام القياسية لأسعار المستهلكين الصادر عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.
وسبق أن قال المتحدث باسم وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة أيمن حمزة، في تصريحات إعلامية، إن عودة التيار الكهربائي بعد انقطاعه قد تؤدي في بعض الأحيان، إلى حدوث بعض الأعطال، مؤكدًا أن مهمة وواجب الوزارة يتمثل في الحرص على انتظام الطاقة الكهربائية.
وردًا على سؤال بشأن كيفية الحفاظ على الأجهزة وعلاقة تلفها بالانقطاعات المتكررة للكهرباء، استطلعت المنصة رأي خبيرين في الطاقة والكهرباء، اتفقا بشكل أساسي على فصل الأجهزة كوسيلة أولى لتجنب تلفها.
الحد الآمن
شرح أمين عام جمعية المهندسين المصرية ورئيس جمعية المهندسين الكهربائيين فاروق الحكيم، علاقة تلف الأجهزة بالانقطاعات المتكررة للكهرباء، مشترطًا لسلامة الأجهزة "نحتاج تيار كهربائي مستمر ومنتظم وعلى أعلى مستوى من الجودة".
وبيّن الحكيم للمنصة، أن عودة التيار الكهربائي بجهد أعلى أو أقل من حاجة الأجهزة يعتبر "عطل في الشبكة مش صح يكون موجود بس بيحدث أحيانًا"، لافتًا إلى أن وزارة الكهرباء تعمل على إصلاح أعطال الشبكة من هذا النوع باستمرار "بس بنقول ممكن يحصل".
وأشار إلى أن "الجهد الكهربائي المولد من محطات الكهرباء 220 فولت، ممكن يزيد أو ينقص 5% ضمن المعايير العالمية"، مشيرًا إلى أن مستويات الجهد الآمنة على الأجهزة "225 فولت أو 222 أو 215 أو212، أقل من كده لا وأكثر من كده لا".
وشدد على أن "الجهد المقنن للمنازل للاستهلاك المنزلي والتجاري 220 فولت ممكن ييجي 180 فولت أو 230 و240 فولت فيأثر على الأجهزة".
فصل الأجهزة وترشيد الاستهلاك
ولتفادي إتلاف الأجهزة اقترح عضو مجلس الطاقة العالمي ماهر عزيز، في حديثه للمنصة، مراقبة "مواعيد انقطاع الكهرباء، وزارة الكهرباء أطلقت المواعيد اللي بتقطع فيها الكهرباء فإحنا نراقب المواعيد ونقطع إحنا الكهرباء بأيدينا".
ولفت إلى أن الخطر على الأجهزة ليس فقط في لحظة عودة التيار وقوته من عدمه، مؤكدًا "المشكلة في الانقطاع نفسه ولما بتيجي". واقترح "نطفي الأجهزة قبل انقطاعها ونفتحها لما تيجي".
اتفق معه الحكيم في النصيحة؛ لكنه ربط إعادة توصيل الأجهزة باستقرار التيار، مقترحًا انتظار من دقيقتين إلى ثلاثة لحين استقرار الجهد "ممكن تيجي وتقطع تاني وتأثر على الأجهزة".
وفيما تطرق أمين عام جمعية المهندسين المصرية إلى أهمية ترشيد الاستهلاك كوسيلة لتخفيف الأحمال ومن ثم تقليل الانقطاعات التي تُهدد الأجهزة، اقترح عزيز استخدام منظم الكهرباء "استبليزر"/ مثبت تيار، "يعني جهاز يساعد على استقرار الجهد داخل الشقة. وعند انقطاع الكهرباء بيحمي الأجهزة، وعندما تأتي الكهرباء عالية بيقدر يتحكم فيها بحيث إنها ما تحرقش الأجهزة"، مشيرًا إلى أن "سعره رخيص ويمكن الحصول عليه من محلات بيع الأدوات الكهربائية".
وتتفاوت أسعار جهاز منظم الجهد حسب حجم الكيلوات القادر على تنظيمها، بحسب موقع أمازون، فسجل أقل استبليزر 1200 جنيه، فيما سجل أعلى سعر أكثر من 22 ألف جنيه.
وكانت الحكومة أعلنت اﻷربعاء الماضي، عن تخفيف أحمال الكهرباء حتى منتصف الأسبوع الجاري، بسبب الموجة الحارة الشديدة، وزيادة استهلاك الطاقة الكهربائية والغاز، ما سيسفر عن انقطاعات في التيار الكهربائي.
في سياق مختلف، تساءل الحكيم عن الآلية التي سيعرف من خلالها المواطنون مواعيد الانقطاع بالتحديد، "الناس هتعرف امتى، هل هتبلغ المواطنين هل هتوصلهم رسالة، المفروض يبقى فيه جزء من الانتظام في التيار عشان الناس تحافظ على الأجهزة في ظل ارتفاع الأسعار".
وسبق أن تقدم نائبان بسؤالين برلمانيين موجهين لرئيس مجلس الوزراء ووزير الكهرباء والطاقة المتجددة، بشأن الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي، إذ انتقد رئيس الهيئة البرلمانية للحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي ووكيل لجنة القوى العاملة بمجلس النواب إيهاب منصور، انقطاع التيار الذي وصل في بعض المناطق بمحافظة الجيزة إلى 15 ساعة، وهو ما علق عليه النائب بـ"استوينا".