تبدأ محكمة يونانية، غدًا الاثنين، تحقيقاتها مع 10 متهمين مصريين، بتهمة تهريب مهاجرين غير شرعيين على متن مركب كانت في طريقها من مدينة طبرق إلى الليبية إلى السواحل الإيطالية، فيما دافع أربعة أشخاص من أهالي المقبوض عليهم عن ذويهم الذين حمّلتهم السلطات اليونانية مسؤولية حادث غرق المركب.
وبحسب المدير التنفيذي لمنظمة اللاجئين في مصر نور خليل، للمنصة، ألقت السلطات اليونانية القبض المتهمين عقب الحادث مباشرة، على الرغم من أن شهادات الناجين تُشير إلى أن طاقم المركب والمشرفين على الرحلة كانوا 6 أشخاص فقط.
ولم يستبعد خليل تعرض عدد من المتهمين لحالات توقيف عشوائي من قبل السلطات اليونانية في أعقاب الحادث، قائلاً "المهربين المسؤولين عن مثل تلك الوقائع جرت العادة على عدم وجودهم على المراكب".
وطالب خليل بضرورة تدخل السفارة المصرية للحيلولة دون التنكيل بالمتهمين، خاصة وأنه لم يحضر معهم أي محام حتى الآن، مشددًا على ضرورة أن تشمل التحقيقات أيضاً مواجهة خفر السواحل اليونانيين باتهامات التأخر في عمليات الإنقاذ رغم علمهم بأن المركب في محنة منذ يومين.
ووفقاً لتامر سند، زوج شقيقة أحمد عادل، أحد المهاجرين المقبوض عليهم، حددت سلطات التحقيق اليونانية جلسة للتحقيق مع 10 متهمين غدًا، من المقرر أن تستمع فيها إلى أقوالهم وتواجههم باتهامات مسؤوليتهم عن تنظيم رحلة الهجرة غير الشرعية التي راح ضحيتها عشرات المهاجرين.
وأكد سند أن "شقيق زوجته لا علاقة له على الإطلاق بتنظيم تلك الرحلة وكان مجرد مهاجر ضمن المهاجرين فيها"، لافتًا إلى أنه قرر السفر إلى ليبيا ضمن مجموعة من الشباب هربًا عبر الحدود ليهاجر منها إلى إيطاليا، وذلك على عكس رغبة وإرادة أسرته التي عارضت سفره.
"مسكناه قبل ما يسافر ليبيا بيوم وحاولنا منعه من السفر، وأوهمنا بأنه اقتنع بوجهة نظرنا واتفاجئنا تاني يوم أنه أخد شنطة هدومه وسافر"، قال سند.
وأضاف أن "أحمد عادل، ذا الـ32 عامًا، لديه 3 أطفال، ولدين وبنت، أصغرهم عنده سنتين، وكان يعمل في مصر قبل سفره نجار مسلح، إلا أنه كان على علاقة بعدد من أبناء قريته المهاجرين إلى إيطاليا"، مستكملاً : "الشباب المهاجرين دول بيقعدوا يكلموا أصحابهم في مصر ويغروهم ويقولولهم الوضع هنا حلو والدنيا حلوة وبعمل فلوس كتير، فالشباب بيطمعوا ويقرروا خوض التجربة من غير أي تفكير في عواقب الهجرة غير الشرعية والمغامرة".
وحول الإجراءات التي اتخذها أحمد، المقيم بقرية حوض الندى التابعة لمركز بلبيس بالشرقية، قبل سفره ومن الذي سهّل له فكرة السفر؟، قال سند إن كل ما تعرفه الأسرة عن ذلك يقتصر على سداد 140 ألف جنيه لمجموعة أشخاص كان يتواصل معهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، المكتظة بإعلانات تسهيل الهجرة غير الشرعية لليبيا، على حد وصفه.
وبحسب سند رفض المسؤولون عن المركب استكمال الرحلة بسبب تعطل الجهاز المشار إليه، و طالبوا خفر السواحل اليونانية بمساعدتهم في صيانة المركب لاستكمال الرحلة، ومن ثم قرر مركب الإنقاذ قطر المركب المنكوب في اتجاه الساحل، لافتاً إلى أنه ووفقًا للرواية التي وصلتهم أدت عملية القطر إلى تمايل مركب المهاجرين يمينًا ويسراً بعدها انقلب المركب بالمهاجرين في المياه وغرق.
المنصة تواصلت أيضًا مع أسرة الشاب إسلام مرزوق، 23 عامًا، أحد المتهمين المحتجزين لدى السلطات اليونانية، وقال شقيقه أحمد إن إسلام سافر إلى ليبيا قبل نحو شهرين وبالتحديد منذ ثالث أيام عيد الفطر الماضي.
وأضاف أن والدهم متوفي من 3 سنوات، وحاولت اﻷسرة إثناءه عن فكرة الهجرة غير الشرعية إلى إيطاليا إلا أنه وبحسب قول شقيق إسلام "حطّنا قدام الأمر الواقع وسافر"، وتابع "وبعدها اضطررت لبيع توك توك ورهن البيت لسداد مبلغ 150 ألف جنيه للمسؤولين عن سفره".
وحول تفاصيل سفر شقيقه إلى ليبيا، أشار مرزوق إلى أن شقيقه أوهمهم في البداية بسفره إلى القاهرة للعمل بها، ثم تلقوا اتصالا منه بعد 15 يومًا من سفره أبلغهم فيه بأنه سافر هربًا عبر الحدود إلى الأراضي الليبية ويرغب في الهجرة عبر وسطاء لإيطاليا.
وأكد أنه تلقى اتصالاً من أحد الوسطاء الليبين الذي طالبه بإرسال مبلغ 150 ألف جنيه له عبر أحد تطبيقات تحويل الأموال، قائلاً "لما قولتله أنا عايز أخويا يرجع ومش عايزه يسافر إيطاليا قالي كدا كدا هتدفع أخوك رجع هتدفع أخوك سافر هتدفع".
"حطنا قدام الأمر الواقع" جملة تكررت أيضاً على لسان عزت خضري، والد أحمد خضري أحد المتهمين العشرة المحتجزين من قبل السلطات اليونانية، والذي أكد أن نجله يبلغ من العمر 26 عاماً، نافيَا علمه بنية نجله الهجرة عبر البحر إلى أيطاليا.
ولفت عزت إلى أن نجله واثنين آخرين من أطفال قريتهم التابعة لمركز مشتول السوق بمحافظة الشرقية أقلتهم سيارة ميكروباص أجرة من محال إقامتهم قبل 25 يومًا وأدخلتهم إلى ليبيا هربًا عبر الحدود الشمالية، لافتًا إلى أن آخر اتصال هاتفي تلقوه منهم كان قبل 15 يومًا وبعدها انقطعت أخباره.
ومن جانبه، قال أشرف غراب، شقيق المهاجر المتهم من قبل السلطات اليونانية أحمد غراب، إن شقيقه سافر هربًا إلى ليبيا منذ شهر رمضان الماضي، واستمر فيها شهرين كاملين، قبل محاولته الهجرة لإيطاليا.
وأكد غراب أنه تلقى رسالة من شقيقه البالغ 38 عامًا، وأبلغه فيها بأنه على قيد الحياة، كما أبلغه باتهامه من قبل السلطات اليونانية بالتسبب في غرق المركب، وقال "المتهمين مظلومين وأخويا كان شغال عامل نقّاش باليومية هنا قبل ما يسافر، وهو لا له في مركب ولا له في حاجة".
وطالب وزارة الخارجية بالتدخل عبر السفارة المصرية لدى اليونان لإطلاق سراح شقيقه، كما طالب الأمن بإجراء تحريات أمنية عن شقيقه للتأكد من عدم مسؤوليته عن تلك الرحلة وأنه كان مجرد مهاجر عادي فيها.
وأشار إلى أن شقيقه استدان مبلغ الـ 150 ألف جنيه الخاصة بتكاليف الرحلة، وسددهم هو بعد سفر شقيقه للوسطاء الليبين عبر أحد تطبيقات تحويل الأموال أيضًا.