توقعات برفع أسعار القمح العالمية 100 دولار بعد انهيار سد خيرسون
كشف مصدر مطلع على ملف القمح في وزارة الزراعة المصرية، أن انهيار سد نوفا كاخوفكا بمنطقة خيرسون، كان له تأثير سلبي على غرق مساحات شاسعة مزروعة بالقمح في أوكرانيا، حيث إن السد يقع جنوبي أوكرانيا وهي منطقة أراضٍ زراعية، وسيؤدي إلى فقدان ملايين الأفدنة؛ التي لم يتم تقديرها بعد.
وقال المصدر في تصريحات خاصة للمنصة، إن اعتماد مصر على القمح الأوكراني "قليل"، بالمقارنة بنسب استيرادنا الضخم من روسيا، مشيرا إلى أنه تم استيراد نحو 200 ألف طن فقط من أوكرانيا حتى الآن، مقابل ملايين الأطنان من روسيا.
ولفت إلى أن تعرض أوكرانيا لخسائر فادحة في تصدير القمح للمناشئ المختلفة، سيضطر الجميع البحث عن بدائل، وستكون روسيا في المقدمة، ومع تزايد الطلب قد ترفع روسيا وبعض المناشئ الكبرى أسعار القمح 100 دولار على الطن كزيادة عن السعر الحالي؛ وهذا على فترات متفاوتة وليس مرة واحدة، ليصل إلى 350 دولارًا الشهور المقبلة.
وبيّن أن متوسط سعر القمح العالمي في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي كان 355 دولارًا على الطن، بمصاريف الشحن، وانخفض في ديسمبر/كانون الأول إلى 345 دولارًا للطن، وتقلّص مجددًا إلى 340 دولارًا للطن في يناير/كانون الثاني، مشيرًا إلى أن متوسط سعر القمح حاليًا من 240 إلى 250 دولارًا للطن.
وأشار إلى أن هيئة السلع التموينية رفضت مناقصة قمح أمس الأربعاء من شركة روسية كان سعرها 240 دولارًا للطن، مشيرًا إلى أنه لا يعلم أسباب الرفض، إلا أنه يجب استغلال تلك الفترة التي تراجعت فيها أسعار القمح العالمية، في شراء القمح قبل ارتفاع ثمنه.
من ناحيته، قدّر الباحث الاقتصادي بالمركز المصري للفكر والدراسات الدكتور محمد شادي، الخسائر الأولية لمحصول القمح في أوكرانيا لـ21 مليون طن، وهذا اعتمادًا على أن المنطقة تنتج 6% من إجمالي القمح الأوكراني، وهذه الخسارة ناتجة عن غمر المياه للقمح.
وأشار محمد، في منشور له عبر صفحته على فيسبوك، إلى أن انهيار سد خيرسيون وقع في مرحلة حساسة من زراعة القمح الأوكراني، متوقعًا انخفاض مساحة الموسم المقبل من زراعة القمح في أوكرانيا، ملوّحا إلى حدوث زيادة قريبة لأسعار الخبز نتيجة الخسارة الأوكرانية وليست سياسة الدولة.
وتستورد مصر نحو 10 ملايين طن قمح سنويًا، وتنتج 10 ملايين طن قمح مماثلة، باكتفاء ذاتي يقدر بنحو 50%، فيما تستورد مصر ثلثي احتياجها من روسيا فقط، بحسب المصدر في وزارة الزراعة، مشيرًا إلى أنه متوقع تراجع الإنتاجية إلى 9 ملايين طن هذا العام، بعد تراجع المساحة المزروعة، مقابل زيادة الاعتماد على الاستيراد.
وتراجعت مساحات زراعة القمح في مصر إلى 3.2 مليون فدان، مقابل 3.650 مليون فدان، بنقص في المساحة بلغت 450 ألف فدان، نتيجة إقبال المزارعين على زراعة محاصيل الأعلاف التي قفزت أسعارها بشكل غير مسبوق تجاوزت خلاله الأسعار العالمية، وهذا بعد الأزمة التي ضربت مصر، وتمثلت في عدم القدرة على الإفراج عن الأعلاف بالمواني منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي.