"التعليم" تحقق في محاولة جديدة لتشكيل لجان لـ"أولاد الأكابر"
فتحت وزارة التربية والتعليم تحقيقات موسعة، حول محاولة تشكيل لجان جديدة لـ"أولاد الأكابر" في الثانوية العامة، بعدما اكتشفت أن مئات من الطلاب قاموا بالتحويل إلى مدرسة بعينها في محافظة سوهاج، بحسب مصدر قيادي في قطاع الشؤون القانونية تحدث للمنصة، مشيرًا إلى أنها ستقود لإحالة مسؤولين عن إدارات تعليمية للمسائلة.
وتعاني الوزارة من تكرار وقائع الغش داخل لجان محددة اشتهرت خلال السنوات الماضية باسم لجان "أولاد الأكابر"، حيث يقوم الطلاب بالتحويل إليها من كافة المحافظات، وهو ما دفع وزير التربية والتعليم إلى تشكيل لجنة مختصة بالموافقة أو الرفض على الطالبات التي تقدم إليها بالتحويل، لمنع التحويلات المخالفة.
وقال المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه وهو على صلة وثيقة بسير التحقيقات، إن جميع التحويلات التي حدثت في محافظة سوهاج، لم تمر على اللجنة المختصة بالتحويل في الثانوية العامة، وبالتالي فإنها مخالفة، معقبًا "اكتشفنا الموضوع لما لقينا 670 طالب حولوا على مدرسة خاصة، رغم إنهم كانوا في مدارس حكومية".
وأوضح المصدر "لما طالب يكون بيدرس في مدرسة حكومية، وفجأة في تالتة ثانوي يحول لمدرسة خاصة، يبقى فيه مشكلة، ومن هنا اتحركنا.. واكتشفنا إن المدرسة الخاصة دي طلابها في الامتحانات بيتسكنوا على لجان مدارس حكومية معينة، بتشهد بعض الشغب ومحاولات الغش الجماعي كل سنة".
ولفت إلى أن التحقيقات المبدئية توصلت إلى أن التحويلات المخالفة في محافظة سوهاج تشمل أكثر من ألف طالب، في إدارات دار السلام، وجهينة، والمنشاة، والبلينا، لكن جميع الطلاب قاموا بالتحويل داخل المحافظة نفسها، أيّ من إداراتهم إلى إدارات أخرى، مع أن المتعارف عليه كل عام، أن سوهاج تكون مقصدًا للتحويلات المخالفة من محافظات عدة، معقبًا "السنة اللي فاتت اتحول لها 1800 طالب من كذا محافظة، منها محافظتي القاهرة والجيزة".
وقال "طبعًا المدرسة الخاصة اتحولت للتحقيق، وملفها هيتعرض على لجنة التعليم الخاص في الوزارة، لأنها ارتكبت مخالفة جسيمة وقبلت كل الأعداد دي فوق الكثافة وبشكل غير قانوني، وجمعت مصروفات بمئات الآلاف من الطلاب، وكل مسؤول وافق على التحويلات دي هيتحول للنيابة".
وبشأن القرار المرتقب تجاه الطلاب المحولين بالمخالفة، قال المصدر إنه سيتم رفع توصية إلى الوزير بعودة كل الطلاب إلى مدارسهم القديمة، وإلغاء تحويلهم، أو تفريقهم بين اللجان، "لو منفعش إنهم يرجعوا مدارسهم تاني، هنخلي كل 20 واحد منهم في لجنة، لا يمكن يتجمعوا مع بعض، لكن أي حد وافق على تحويلهم هيتحاسب".
والعام الماضي، أعلن الوزير السابق طارق شوقي، فتح تحقيقات موسعة بشأن النتائج المرتفعة لأبناء "العائلات المهمة"، في صعيد مصر، ومحافظة سوهاج تحديدًا، لكن الوزارة لم تعلن نتيجة التحقيقات، أو تتحدث عن محاسبة أي مسؤول عن هذه النتائج.
ومنذ سنوات، ارتبط مصطلح لجان "أولاد الأكابر"، بتكرار وقائع الشغب والغش الجماعي في عدد محدود من اللجان التي كانت تجذب الطلاب على أمل تجمع العشرات، وربما المئات منهم في لجنة واحدة، وترهيب المراقبين والضغط عليهم لإجبارهم على عدم التشدد والسماح لهم بالغش.
وكان القرار الأبرز من نوعه في عام 2018، عندما تم حجب نتيجة 83 طالبًا في الثانوية العامة من لجنة عبد الحميد رضوان بمدينة دار السلام في سوهاج، بعد ارتكاب واقعة للغش الجماعي، وثبوت تطابق أوراق إجابتهم.
والعام الحالي أعلن وزير التربية والتعليم، أنه لن يتم عقد الامتحانات في أي لجنة، سبق وشهدت حالات شغب أو غش جماعي، وذلك ضمن الإجراءات المتخذة لعدم تكرار نفس الشواهد السابقة، وضبط لجان الامتحانات.