انتقد الاتحاد الأوروبي الانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيون سواء على خط النار في الدول التي تشهد مواجهات مسلحة، أو في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى ما تتعرض له الصحفيات من تصيد وعنف جنسي، لافتًا إلى أن 73% من الصحفيات تعرضن لانتهاكات، وقال "نشهد اليوم أعلى عدد من الصحفيات المعتقلات عرفه التاريخ".
وشدد الاتحاد في بيان اليوم، بمناسبة ذكرى اليوم العالمي للصحافة، على حق كل فرد في حرية الرأي والتعبير. ويشمل هذا الحق حرية اعتناق الآراء دون تدخل، والسعي للحصول على المعلومات والأفكار وتلقيها ونقلها من خلال أي وسائط وبغض النظر عن الحدود.
ونبه الاتحاد الأوروبي إلى أن "الصحفيات معرضات بشكل خاص للتهديدات والاعتداءات المتزايدة، سواء على الإنترنت أو خارجه، حيث يتعرضن للوصم، وخطاب الكراهية الجنسي، والتصيد، والعنف الجنسي والجنساني، وحتى القتل".
وأشار الاتحاد إلى أنه وفقًا للإعلان العالمي لحقوق الإنسان قبل 75 عامًا، تظل حماية حرية التعبير أولوية رئيسية لعمل الاتحاد الأوروبي في مجال حقوق الإنسان. وأضاف "في هذا العام، ننضم إلى اليونسكو في التأكيد على أن حرية التعبير، تمثل اليوم أكثر من أي وقت مضى، أمرا بالغ الأهمية بالنسبة لجميع حقوق الإنسان الأخرى وتساهم بشكل حاسم في "تشكيل مستقبل من الحقوق".
ولفت الاتحاد إلى أنه في الوقت الذي يعد فيه الحفاظ على وسائل الإعلام الحرة والمستقلة والتعددية أمرا حيويا للديمقراطيات السليمة القادرة على الصمود، فإن حرية الصحافة معرضة للخطر في معظم أنحاء العالم اليوم.
وأوضح أن الصحفيين والعاملين في مجال الإعلام، وكل من يقدمون معلومات مستقلة ذات جودة إلى الجمهور، ممن يسلطون الضوء على الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والفظائع ويحاسبون من هم في السلطة، "يتعرضون بشكل متزايد لتشويه السمعة والتهديدات والهجمات، بما في ذلك من خلال المعلومات المضللة".
واستشهد الاتحاد الأوربي بالصحفيين في أوكرانيا التي تتعرض للهجوم، والصحفيين في بيلاروسيا وأفغانستان، ووسائل الإعلام المستقلة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والصحفيين المحليين في أمريكا الوسطى، والحائزين على جائزة نوبل في الفلبين وروسيا والعديد من العاملين في وسائل الإعلام في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك أوروبا، معتبرًا أنهم "يدفعون ثمنًا باهظًا لممارسة مهنتهم".
في غضون ذلك، أدان الاتحاد الأوروبي جميع أشكال التهديدات والعنف ضد الصحفيين، مشيرًا إلى دعمه العاملين في مجال الإعلام المعرضين للخطر من خلال البعثات المحلية وعبر البرامج المخصصة، مثل منصة Safejournalists في غرب البلقان، ومشروع دعم الإعلام المستقل والحريات الأساسية في كمبوديا، وبرنامج صمود وسائل الإعلام في أفغانستان.
كما استعرض الاتحاد الإجراءات الأخرى داخله مثل "مواجهة الدعاوى القضائية الاستراتيجية ضد المشاركة العامة (SLAPP)، وتنظيم الخدمات والأسواق الرقمية، واقتراح قانون حرية وسائل الإعلام في الاتحاد الأوروبي".
ولفت البيان أيضًا إلى قيام الاتحاد ببناء القدرات الحاسمة لمواجهة التلاعب بالمعلومات و التدخل الأجنبي، ولمساعدة المواطنين في أوروبا على تعزيز قدرتهم على الصمود أمام المعلومات المضللة والتلاعب والدعاية، من خلال مبادرات مثل منصة EUvsDisinfo ومرصد الوسائط الرقمية الأوروبية.
كما جدد الاتحاد التزامه "بالتواصل مع الحكومات ووسائل الإعلام والمجتمع المدني، سواء في المنتديات الدولية أو على المستوى المحلي، لأخذ زمام المبادرة وتعزيز حرية الصحافة في جميع أنحاء العالم".
وكانت الأمم المتحدة رصدت أمس زيادة معدلات الانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيون خلال العام الماضي 2022 بنحو 50%.