أطلقت المفوضية المصرية للحقوق والحريات موقع منصات، لتوثيق الأبحاث الحقوقية من 10 منظمات بهدف إتاحة المعلومات وتسهيل عمليات البحث، في وقت أطلقت المبادرة المصرية للحقوق والحريات خريطة الحريات الدينية في مصر والتي توثق وقائع الانتهاكات الدينية من العام 2017 إلى 2021.
ويوثق موقع "منصات.. ذاكرة مصر الحقوقية" المنتج المعرفي في ملفات متنوعة، خلال الفترة من يناير/كانون الثاني 2010 وحتى سبتمبر/أيلول 2022، لعشر منظمات من ضمنها إنتاج المبادرة المصرية صاحبة خريطة الحريات، وبينما توثق الخريطة أي واقعة ولو بخبر حتى وصلت إلى 1000 واقعة، فإن موقع منصات اعتمد على نقل الأبحاث الحقوقية والملفات فقط، التي زادت عن 1000 دراسة وبحث وتقرير.
وتضم منصات إلى جانب المبادرة، أبحاثًا من الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، المركز الإقليمي للحقوق والحريات، المفوضية المصرية للحقوق والحريات، مؤسسة حرية الفكر والتعبير، مركز تدوين لدراسات النوع الاجتماعي، معهد التحرير للدراسات، منصة العدالة الاجتماعية، منظمة العفو الدولية، هيومن رايتس ووتش.
واتفقت كل من المبادرة والمفوضية على هدف المشروعين في إتاحة المعلومة. وقالت المبادرة عبر موقعها إن توافر المعلومة لصانعي السياسات والباحثين والإعلاميين والموطنين تسهل دراسة تطورات ملف الحريات الدينية والتدخل لتحسين أوضاعه.
وبخصوص منصات، فأكّد المدير التنفيذي للمفوضية المصرية للحقوق والحريات محمد لطفي، للمنصة، أن ما قامت به المنظمات من دراسة للمشكلات وقدمت حلولًا لها، وأحيت الأبحاث بجمعها في مكان واحد، فإن ذلك يسهل عمل الباحثين والصحفيين، على وجه التحديد.
ويعيد لطفي فكرة "منصات" إلى عام مضى، كنتاج ورش أقامتها شبكة أريج لصحفيين استقصائيين وتقنيين وباحثين حقوقيين من وحي الإجابة عن سؤال "إيه اللي ناقصنا عشان نظهر الرسالة الحقوقية والواقع الحقوقي على الميديا؟"، مضيفًا أنه من خلال عصف ذهني استمر ستة أشهر تقريبًا، بمشاركة المفوضية، بدأت "منصات" في التبلور.
وتابع لطفي أن المنظمات في الفترة ما بعد 2010 كانت كثيرة مقارنة بالوضع الحالي، مشيرًا إلى أن معيار اختيار المنظمات كان الخلط بين الحديثة والقديمة، فضلًا عن مراعاة تنوع الموضوعات.
ولا يخفي لطفي قلقه على موقع منصات من الحجب الذي "تمارسه السلطات ضد عديد من المواقع التي تقدم محتوىً ناقدًا" سواء كان بحثيًا أو صحفيًا، متابعًا "عشمنا أن ما يحصلش حجب ولو حصل هنلجأ لطرق تقنية حديثة في تجاوز الحجب".
ووصف لطفي مشروع منصات بأنه "خطوة جيدة في أفق انغلاق سياسي وتراجع للحريات"، قائلًا إن "التوثيق الحقوقي للتجاوزات اليوم محفوف بمخاطر وصعوبات تهدد أمن الموثقين".
في الوقت نفسه، أقر بوجود أساليب تكنولوجية حديثة لم تكن موجودة في الماضي، تسهل اليوم على الباحثين إجراء مقابلاتهم وجمع المعلومات، "انتشار السوشيال ميديا بين المصريين وإتاحة الانترنت ساعد على توافر المعلومات".
ولكن لطفي استدرك أن ذلك غير كافٍ لأن "أي باحث عنده كم هائل من المعلومات والحالات، لكن التوثيق الدقيق هو الصعب".
وضرب مثالًا بانتشار خبر تعذيب شخص بأحد الأقسام على السوشيال ميديا، قائلًا "زمان كان ممكن الباحث يقابل الشخص دا بالساعات بعد خروجه، ويوثق شهادتها ويمكن كمان تبقى أثار الضرب لسه موجودة". وتابع "النهاردة لو الشخص اتعذب بيختفي بالشهور والسنين، وما بيقابلش إلا المحامي لبضع دقائق، دا لو المحامي معاه مش فيديو كونفراس".
ولفت إلى أنهم في المفوضية يراقبون الآن ردود الفعل على المشروع ومدى قدرته على لفت النظر لتحديد خطوته القادمة، مرجحًا أن تكون الخطوة الأقرب هي ضم مخرجات عشرة منظمات إضافيين مثل مركز النديم لمناهضة العنف والتعذيب ومركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان.