تقدمت ثلاث منظمات نسوية، اليوم الاثنين، ببلاغ إلى النائب العام، المستشار حمادة الصاوي، ضد مؤسسي جروب على تليجرام، بعد نشر القائمين عليه بيانات شخصية لفتيات وسيدات وقيامه بالتحريض على العنف ضدهن بدعوى مخالفتهن للأخلاق والعرف المجتمعي، في وقت، تقدمت أمس طالبة جامعة سيناء مي عبد الله ببلاغ لدى مباحث الإنترنت، ضد "أحد الأشخاص الذين قاموا بالتحريض ضدها والتشهير بها".
وخلال الأشهر الماضية، انتشرت على تليجرام مجموعات يقوم أعضاؤها بنشر بيانات فتيات بدعوى أنهن ينخرطن في علاقات "غير شرعية" أو يعبّرن عن آراء ناقدة لبعض الفتاوى أو التوجهات الدينية، بل والتواصل مع أهلهنَّ.
وقالت المنظمات الموقعة على البيان ومنها، مؤسسة القاهرة للتنمية والقانون ومؤسسة المرأة الجديدة ومبادرة سند للدعم القانوني للنساء، إنها " تابعت ما تعرضت له الكثير من النساء والفتيات سواء كن ناشطات نسويات، أو غيرهن عن طريق تطبيق تليجرام من بعض المجموعات، والأفراد مجهولي الهوية".
وطالب مقدمو البيان بـ"ضرورة الإسراع بالكشف عن هوية المسؤولين عن هذه الجرائم واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة تنفيذًا للمسؤوليات الدستورية والقانونية التي تلتزم الدولة المصرية بأدائها".
واستند البلاغ على المادة 57 من الدستور المصري الصادر في 2014، التي نصت على "للحياة الخاصة حرمة، وهى مصونة لا تمس، وللمراسلات البريدية، والبرقية، والإلكترونية، والمحادثات الهاتفية، وغيرها من وسائل الاتصال حرمة، وسريتها مكفولة، ولا تجوز مصادرتها، أو الاطلاع عليها، أو رقابتها إلا بأمر قضائي مسبب، ولمدة محددة، وفى الأحوال التي يبينها القانون".
يتزامن ذلك مع بلاغ تقدمت به طالبة جامعة سيناء مي عبد الله لدى مباحث الإنترنت، مساء أمس الأحد، ضد "أحد الأشخاص الذين قاموا بالتحريض ضدها والتشهير بها"، بحسب المفوضية المصرية للحقوق والحريات التي نقلت ذلك على لسان محاميها المسؤول عن الدفاع عن الطالبة. وأفادت المفوضية أن البلاغ حمل رقم 28 أحوال.
ويأتي ذلك عقب أيام من نشر أحد زملائها في الجامعة تعليق لها أدبت فيه عدم إيمانها بالنبي محمد، وبناء على ذلك قررت جامعة سيناء التحقيق مع الطالبة، الخميس الماضي في حضور عدد من المحامين بينهم محامي المفوضية المصرية للحقوق والحريات، فيما انتهت التحقيقات دون اتخاذ أي إجراءات ضد الطالبة، وأشارت اللجنة إلى إمكانية عودة الطالبة إلى الجامعة والدراسة بشكل طبيعي.
بدورها كشفت مديرة برنامج الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للنساء في مؤسسة المرأة الجديدة، مي صالح، عن أن الضرر الواقع على الطالبة متعدد الأوجه، مشيرة في تصريحات خاصة للمنصة، إلى أنه بخلاف التشهير بها والتحريض عليها، فهي "اضطرت إنها تسيب السكن اللي كانت عايشة فيه بناء على طلب زميلاتها في السكن".
ولفتت إلى أن مؤسستها تأمل من خلال البلاغ المقدم ضد جروب تليجرام أن يكون فرصة لتشجيع النساء اللاتي يتعرضن للابتزاز الإلكتروني للحكي.
وانتقدت صالح الموقف الرسمي من مثل هذه الجرائم، مؤكدة إن الأداء غير مرضي "واللي بتعمله الدولة في الشأن دا لصالح المرأة بيبقى مش من نفسها ولكن تحت ضغط وتحرك المنظمات".
واستبعدت أن يكون هناك حل نهائي لمسألة الابتزاز الإلكتروني، مؤكدة أن أقصى طموحاتهم هو حدوث تحسن على هذا المستوى. وشددت "دا مرهون بالتغير التشريعي وثقافة المجتمع وتصرف الأهالي في تقبل بناتهم مش التخلي عنهم".
ونوهت صالح إلى تواصل المؤسسة مع عدد من الفتيات اللاتي تعرضن للتشهير من مجموعات تليجرام، لتقديم الدعم النفسي والقانوني لهن.
وكانت 40 شخصية مهتمة بالشأن العام و32 منظمة مجتمع مدني وحزبًا سياسيًا، أدانوا في بيان الخميس الماضي، ظاهرة مجموعات تليجرام التي تمارس الابتزاز والتشهير بحق النساء.