أثار الإعلان عن مشروع تنفيذ 7 محاور جديدة بحي المرج موجة من الغضب بين سكان شوارع التي ستطرق بابها معدات ومعاول الهدم، رافضين للتعويض المادي من الحكومة مقابل إزالة مساكنهم ومحلاتهم التجارية، والبحث بمفردهم عن بدائل أخرى سواء سكنية أو تجارية.
يأتي ذلك في الوقت الذي دافعت عنه الحكومة ممثلة في محافظة القاهرة، عن "عدالة" التعويض المادي "وفقًا لسعر سوق العقارات بالمنطقة".
وقال مصدر مسؤول بمحافظة القاهرة ومطلع على ملف المنطقة الشرقية، إن "المحافظة انتهت من حصر 293 عقارًا، بإجمالي 1212 وحدة سكنية من المقرر إزالتها خلال الفترة المقبلة، لتنفيذ مسار المحاور الـ 7 الجديدة التي سيتم إنشائهم في حي المرج شرق العاصمة، وهي محاور محمد نجيب، والترولي، وعبد الله الرفاعي، ومؤسسة الزكاة، والمرج الغربي، والشيخ منصور، والشهيد".
وأضاف المصدر للمنصة اليوم الخميس، "الانتهاء أيضًا من حصر 581 محلًا و27 مخزنًا و12 صيدلية، إضافة إلى 6 مساجد"، مؤكدا عدم إزالة أي مسجد أو كنيسة إلا بعد تخصيص قطعة أرض قريبة من المنطقة.
وكشف المصدر أن المقيم العقاري بدأ في تثمين العقارات المقرر إزالتها بشارع مؤسسة الزكاة، وفقًا لسعر سوق المنطقة، ويبلغ ثمن سعر المتر السكني للوحدات السكنية تحت بند "الطوب الأحمر"، بـ 3 آلاف جنيه للمتر، وتحت بند التشطيب من 4 إلى 4,5 آلاف جنيه، وذلك وفقًا لجودة التشطيب.
وتابع "أن المقيم العقاري ثمن سعر المتر التجاري، ليبدأ من 7 آلاف جنيه وحتى 20 ألف جنيه، وفقا لطبيعة كل نشاط، على سبيل المثال سعر المتر للصيدلية يصل إلى 20 ألف".
ميدانيًا، قال محمد الصعيدي صاحب محل تجاري بشارع مؤسسة الزكاة، إنه تم وضع علامة على المحل الخاص به، بواسطة الأجهزة التنفيذية بحي المرج، لتنفيذ أحد المحاور الجديدة التي أعلنت عنها الحكومة مؤخرًا، مؤكدًا غضبه الشديد ورفضه التام للتعويض المادي دون بديل معنوي آخر.
وأضاف الصعيدي للمنصة "أختلف مع الحكومة في جزئية التعويض المادي، ولازم عليها تعويضنا بمحلات تجارية بديلة حتى لو اتبنت في منطقة فاضية في نطاق حي المرج".
ورفض "تمامًا فكرة التعويض المادي، وسط الطفرة الجنونية في سوق العقارات عقب تعويم سعر الجنيه المصري مقابل الدولار".
أما كرم الهواري، صاحب وحدة سكنية بشارع التروللي، قال "الحكومة هتعوضنا بفلوس وتسيبنا ندور على سكن تاني، وده هياخد وقت والأسعار بتزيد يوم عن التاني". والتقط حسين الكردي، صاحب مخزن بشارع محمد نجيب طرف الحديث، "أنا مش طمعان في أكثر من حقي وهو التعويض بالبديل المعنوي وليس المادي، كوننا نعلم جميعًا أن التعويض المادي لا يغني ولا يثمن من جوع وسط الارتفاعات البالغة في سوق العقارات".
وسبق أن كشف تقرير للمنصة عن مخالفة الحكومة المصرية للمادة 35 من الدستور المصري لعام 2014 التي تنص على حرمة الملكية الخاصة وعدم نزعها إلا مقابل تعويض عادل، ومخالفتها قانون نزع الملكية رقم 10 لسنة 1990 وتعديلاته في 2018 و2020، الذي ربط قيمة التعويض بالأسعار السائدة وقت صدور قرار نزع الملكية مضافًا إليها نسبة 20% من قيمة التعويض، وأن يُصرف خلال ثلاثة أشهر من وقت صدور القرار.
وخلال التقرير المشار إليه، أشار المحامي بمحاكم الاستئناف محمد القرموطي، أنه حتى في حال رفع دعاوى قانونية لإعادة التقييم العادل للتعويض، فإن الحكومة لديها تحوط آخر وهو مدى مراعاة تلك العقارات لـ"حرم الطرق".
وحرم الطريق هي مساحة فضاء تُترك على جانبي الطرق كما حددها قانون الطرق العامة رقم 84 لسنة 1968.
وبحسب المادة العاشرة من قانون الطرق العامة، فحرم الطرق السريعة، مثل الطريق الدائري، 50 مترًا على جانبيه والطرق الرئيسية مثل محور 26 يوليو، 25 مترًا، وتشرف عليهم هيئة الطرق والكباري، أما الطرق الإقليمية التي تكون داخل المدن والقرى وتخضع للإدارات المحلية، فحرمها 10 أمتار.