أعربت دار الخدمات النقابية والعمالية، عن رفضها لجميع أشكال عمالة الأطفال في مصر، إثر مقتل طفلين وإصابة 40 آخرين في حادث أثناء ذهابهم للعمل بمزارع على طريق وصلة أبو سلطان التابعة لمدينة فايد بمحافظة الإسماعيلية على طريق السويس.
وأضافت دار الخدمات في بيان أمس الأربعاء، أن "الحادث بكل تفاصيله لم يكن الأول ولا الأخير بالطبع، فلا يمر شهر دون وقوع حوادث الأطفال العاملين بمهن مختلفة، والأكثر شيوعًا بها حوادث انقلاب السيارات أثناء ذهابهم أو عودتهم من العمل".
وقالت الدار إن "ضحايا الحادث أصيبوا بإصابات بالغة تراوحت بين كسور بالعظام ونزيف داخلي وغيبوبة تامة، علما بأن جميع الأطفال تتراوح أعمارهم بين 7 سنوات، و18 سنة، ومن الجنسين إناث وذكور".
وكشف المسح القومي لعمل الأطفال في مصر، الذي أجراه الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء والبرنامج الدولي للقضاء على عمل الأطفال، عن وجود 1.6 مليون طفل تتراوح أعمارهم بين الـ 12 و17 سنة، يعملون، ويمثلون 9.3% من الأطفال "أي طفل من كل 10 أطفال" مدفوع إلى العمل.
كما ذكر البيان أن "ارتفاع معدل عمل الأطفال يأتي في المركز الأول في المناطق الريفية عنه في الحضر، ويبلغ ذروته في ريف صعيد مصر، ثم ريف الوجه البحري، ثم المحافظات الريفية الواقعة على الحدود، أما عن الحرف التي يمارسونها، جاء العمل بالزراعة، على رأسها، رغم خطورته، بنسبة 63%، ثم العمل في المواقع الصناعية كالتعدين والتشييد والصناعات التحويلية بنسبة 18.9%".
هذا في الوقت الذي ينص الدستور المصري 2014 في المادة 80 على حق الطفل في الرعاية الصحية والأسرية والتغذية، ومأوى آمن والحق في التعليم، كذلك التزام الدولة برعاية الطفل وحمايته من جميع أشكال العنف والإساءة وسوء المعاملة والاستغلال الجنسي، وأكد حظر تشغيل الطفل قبل تجاوزه سن إتمام التعليم الأساسي، وكذلك حظر تشغيله في الأعمال التي تعرضه للخطر.
كما نص قانون الطفل المصري رقم 126 لسنة 2008، في مادته 64 على حظر تشغيل الأطفال قبل بلوغهم 15 سنة ميلادية كاملة، وفي المادة 65 حظر تشغيل الطفل في أي نوع من أنواع الأعمال التي يمكن بحكم طبيعتها أو ظروف القيام بها أن تشكل خطرًا عليه.
وأكدت الدار رفضها الكامل لجميع أشكال عمالة الأطفال في مصر، وحظر تشغيل الأطفال وفقًا للسن المحدد لعمل الأطفال بقانون العمل، وقانون الطفل، أكثر من 6 ساعات يوميًا تتخللها فترة أو أكثر لتناول الطعام والراحة، بحيث لا يعمل الطفل أكثر من 4 ساعات متصلة، مع حظر العمل فترات إضافية أو في أيام العطلات.
وطالبت بتوفير البيانات الخاصة بعدد الأطفال المنخرطين في العمل المنزلي، وتوفير نظام رقابة وإشراف لهذه المهنة، وتوسيع مظلة الحماية الاجتماعية التي تضمن عدم لجوء الأسرة محدودة الدخل لعمل الأطفال وضمان عدم تسريبهم من العملية التعليمية، وتعديل التشريعات التي تجيز عمل الأطفال في مجال الزراعة.
يأتي ذلك في وقت يناقش البرلمان مشروع جديد لقانون العمل، لكنه يواجه الكثير من الانتقادات، باعتباره لا يوفر الحماية اللازمة للعاملين في القطاع الخاص، وضمان حصولهم على الحد الأدنى للأجور، فيما يتجاهل بعض الفئات فيه مثل العاملين في الزراعة وعاملات المنازل.