تسلمت رئيسة تحرير موقع مدى مصر الزميلة لينا عطا الله، مساء أمس الأربعاء، الجائزة الفرنسية الألمانية لحقوق الإنسان ودولة القانون، وذلك لدورها في دعم حرية الصحافة، في وقت يرفض المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام منح ترخيص للموقع الذي تحجبه السلطات المصرية عن قرائه.
وجرت الاحتفالية داخل السفارة الألمانية في القاهرة، وسط أجواء عائلية، بحضور مجموعة من الزملاء العاملين في مدى مصر، وعائلة وأصدقاء لينا.
وتعد لينا واحدة ضمن 15 ناشطًا حول العالم حصلوا على الجائزة التي أطلقت عام 2016 وتمنح كل عام، لتكريم المدافعين عن حقوق الانسان في جميع أنحاء العالم، والمحامين والصحفيين الذين يناضلون من أجل نشر الحقيقة.
وأعلنت أسماء الفائزين هذا العام في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، فيما تتولى السفارات الألمانية والفرنسية تنظيم احتفالات تسليم الجوائز لكل فائز على حدة.
وفي كلمته خلال الاحتفالية ثمَّن السفير الألماني في مصر فرانك هارتمان تجربة مدى مصر "التي تنتج صحافة مستقلة داخل مصر"، موجهًا الشكر للفريق الذي "إذا غادر مصر وعمل من الخارج، فلن يقوم أحد بالعمل الذي يقومون به"، في إشارة إلى ما يواجهوه من تحديات وصعوبات.
وفي السياق نفسه، أشاد السفير الفرنسي في القاهرة مارك باريتي، بتجربة مدى مصر "في إنتاج صحافة مستقلة وشجاعة وعلى درجة كبيرة من الدقة والتحقق من المعلومات، على مدار عقد من الزمن"، منذ انطلاق الموقع لأول مرة في العام 2013، وشدد "سنظل نقرأكم وندعمكم".
ويصدر مدى مصر نسختين واحدة بالعربية والأخرى بالإنجليزية.
من جانبها، قالت لينا في كلمة فوضت الزميلة سارة سيف الدين لقراءتها بالعربية والزميل عثمان الشرنوبي بالإنجليزية "إن فريق السفارتين يعلمان مدى عدم ارتياحي للحصول على هذه الجائزة في ظل وجود تضييق حقوقي مصري عبر السنوات، أبطاله مدافعين عن حقوق الإنسان، مؤسسات وجماعات، وبالطبع نضالات تحديدًا في آخر 10 سنوات".
وأضافت أن هؤلاء المدافعين والمؤسسات "يعتمدون حقوق الإنسان كمرجعية وآلية في نضالاتهم المحلية، من أجل حياة أكثر كرامة.. نعتبر أنفسنا جزءًا من هذه الجماعة، وذلك لإنه إلى جانب القيام بعملنا الصحفي علينا أن ندافع عن بديهيات حقنا في الوجود وتنظيم أنفسنا وطبعًا حق قرائنا في الحصول على معلومة".
وتابعت "لن أشكر فريق مدى على هذه الجائزة، ولكن سأعتبرهم فائزين بها. عملي في مدى يكتسب معناه فقط من عمل كل أحد آخر في مدى، كل صحفي يجري ورا خيط من الفضول، وكل صحفي يصنع أرشيفًا لتطورات الوضع في تخصصه، وكل محرر ينهض بالمادة المجمعة، وكل محرر لغوي يدقق ويحسن الأسلوب، وكل منتج ملتيميديا يحول محتوانا لمادة محسوسة أكتر، وكل مسؤول سوشيال ميديا يسارع من أجل أن نكون متشافين على هذه المنصات، وكل مسؤول إداري يسارع مع بيروقراطية شغلتها تعطيلنا بالأساس، وكل مسؤول استدامة يسارع مع سؤال الاستقلالية المادية".
وأشارت لينا إلى جزء استوقفها مؤخرًا "من نص كتبته الفيلسوفة الروسية أوكسانا تيمو فيفا والنص اسمه 'كيف تحب وطننا' والجزء اللي عجبني اقتباس بخطاب بريخت لمناهضي الفاشية في العام 1933، في الخطاب يتحدث بريخت عن الشجاعة ويصفها بفعل الخطاب من الحقيقة، وكتابتها عندما يتم طمسها في كل مكان".
وتابعت "لكتابة الحقيقة المطموسة في كل مكان، يقول بريخت لمناهضي الفاشية ولنا، يجب علينا التمتع بذكاء التعرف على الحقيقة عندما تكون مخفية، ونحولها إلى آلية نضال، ونجد آلية لوضعها ونشرها بينهم، نتعلم هذه الأشياء كل يوم، نتعلمها مع قبيلة الأصدقاء اللي بيتحولوا لأهل، خاصة في اللحظات الصعبة.. شكرًا على الإلهام على طول الطريق، شكرًا على كل المعاني المختلفة".
واختتمت "احب أشكر عيلتي على المساندة غير المشروطة، فيه أهالي بيسندونا عشان إحنا ولادهم، وفيه أهالي بيقروا مدى، وأنا أمي واختي بيقروا مدى وأنا فخورة بيهم".
وفازت لينا بالعديد من الجوائز، من بينها وسام الآداب والفنون برتبة فارس من الحكومة الفرنسية في مارس/ آذار الماضي، كما حصلت على جائزة نايت لتكريم الصحافة المتميزة المؤثرة، وجائزة الاستقلالية التي تمنحها منظمة مراسلون بلا حدود.
وتمارس لينا الصحافة منذ حوالي عشرين عامًا، وكانت مديرة تحرير النسخة الإنجليزية لصحيفة المصري اليوم إيجيبت إندبندنت، قبل إغلاقها عام 2013، لتشارك في تأسيس موقع مدى مصر وتصبح رئيسة تحريره.
وبخلاف عطا الله فاز بالجائزة تلك العام نسويات ومدافعون عن حقوق العمال، ومدافعون عن البيئة، من بينهم العديد من العرب، إذ ضمت القائمة المحامي والمدافع السوداني عن حقوق الإنسان سامير مكين، والناشطة الأردنية هديل عبد العزيز، وهي المديرة التنفيذية لمنظمة مركز العدل للمساعدة القانونية، والناشطة الفلسطينية النسوية سما عويضة، مؤسسة أول منظمة نسوية شعبية في الأراضي الفلسطينية، الاتحاد الفلسطيني للجان العمل النسائي.