طرد أمن الأمم المتحدة اليوم الثلاثاء النائب في البرلمان عن تنسيقية شباب الأحزاب عمرو درويش، من مؤتمر صحفي نظمته لمجموعة DCJ الناشطة في مجال العدالة المناخية، بعد هجومه لفظيًا على سناء سيف، شقيقة المبرمج والناشط المصري البريطاني علاء عبد الفتاح، واتهامها بالاستقواء بالخارج.
واستعرضت سناء خلال المؤتمر الصحفي المخصص للحديث عن ملف الحريات في مصر، وضع شقيقها المضرب عن الطعام منذ سبعة أشهر وعن الماء منذ يومين بالتزامن مع انطلاق فاعليات قمة المناخ 6 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، مشيرة إلى أن حياته في خطر، وأن عائلته لا تستطيع الوصول إليه للاطمئنان.
في غضون ذلك، طلب النائب عمرو درويش الكلمة في أول مداخلة، وانتقد المؤتمر والقائمين عليه.
وبدأ النائب كلمته بالتنويه إلى أنه سيتحدث بالعربية كونه "مصريًا على أرض مصرية". وأضاف منتقدًا سناء وعائلتها "بتحاولوا تستدعوا دول أجنبية وتستعينوا بالغرب للضغط على الحكومة المصرية، وهو تدخل في الشأن المصري، غير مقبول وغير مسموح به".
وزعم النائب أن علاء "تهمته جنائية، وليست سياسية أو سجن عن رأي"، قبل أن يتهمه بأنه "يسيء إلى الحكومة المصرية والجيش المصري والدولة، ولا بد من أنه يعاقب على ذلك".
ويقضي علاء حكمًا مشددًا بالسجن خمس سنوات، أصدرته محكمة استثنائية في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بعد أن أدانته بـ "نشر أخبار كاذبة تقوض الأمن القومي"، على خلفية بعض ما كتبه على السوشيال ميديا عام 2019.
وحاولت سناء ترجمة كلمته حتى يتسنى للمشاركين الأجانب على المنصة التعليق، لكنه قاطعها قائلًا إنه يستطيع الترجمة، وأعاد عباراته بالإنجليزية.
في غضون ذلك، وعند الشروع على الرد على النائب قالت سناء إنها سترد على سؤال السلطة المصرية في إشارة إلى مداخلة درويش، غير أن الأخير قاطع المتحدثين دون ميكرفون وقال إن "بداية الرد تأتي بتدليس" إذ أنه هنا بصفة شخصية وليس بصفته البرلمانية، "أنتِ نفسك ليكي فيديوهات من على السوشيال ميديا"، دون توضيح ما يقصده.
وكانت سناء نظمت اعتصامًا أمام وزارة الخارجية البريطانية منذ 18 أكتوبر/ تشرين الثاني الماضي، للضغط على الحكومة للإفراج عن شقيقها الذي حصل على الجنسية البريطانية. ودأبت سناء على نشر مقاطع على حساب "الحرية لعلاء" على تويتر، من الاعتصام، والمشاركات فيه، وأحدها كان للنائب البريطاني ديفيد لامي.
وواصل النائب البرلماني الهجوم على سناء، وكذلك بعض المتحدثين الأجانب على المنصة بعبارات لم يتسنَّ لنا استيضاحها، ما أدى إلى استدعاء أمن الأمم المتحدة، وهي الجهة المسؤولة عن تنظيم المؤتمر وتأمينه، إلى النائب وطلب منه مغادرة القاعة.
وكان عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان سعيد عبد الحافظ تحدث معقبًا على كلمة سناء في المؤتمر الصحفي، وقال إن "نهج الضغط الخارجي ليس الأمثل في مثل تلك الحالات"، موضحًا أنه "هيسمح بالحصول على الحرية لشخص، وهيحرم باقي المساجين الحصول على عدالة، لا بد من وجود آلية من الداخل كي تكون العدالة معممة، وليست منتقاه لصالح أفراد بعينهم على حساب آخرين".