التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليوم، للمرة الأولى، بالرئيس الأمريكي جو بايدن، في المملكة العربية السعودية، على هامش قمة جدة، والتي تجمع بايدن بعدد من قادة المنطقة، وسط توقعات أن يتطرق اللقاء للملف الحقوقي، الذي تتلقى القاهرة انتقادات أمريكية في شأنه.
ويعكس تأخر اللقاء بين بايدن والسيسي، إلى الآن، برودة الأجواء بين الإدارة الأمريكية والنظام المصري، على خلاف العلاقات الدافئة التي جمعت السيسي بالرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
وكان السيسي سافر إلى الولايات المتحدة للمشاركة في قمة المناخ في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، غير أن برنامج الرحلة لم يشمل لقاء مع الرئيس الأمريكي.
ولا يعد تأخر اللقاء المؤشر الأول، إذ تأخر أول اتصال هاتفي بين بايدن والسيسي حتى مايو/ أيار من العام 2021، إي بعد 5 شهور من وصول بايدن للبيت الأبيض، وذلك على خلفية تصاعد المواجهة العسكرية آنذاك بين حماس وإسرائيل.
وقال المتحدث باسم الرئاسة السفير بسام راضي، إن الرئيس الأمريكي رحب بلقائه الأول مع السيد الرئيس، مؤكداً تطلع الإدارة الأمريكية على تفعيل أطر التعاون الثنائي المشترك، وتعزيز التنسيق والتشاور الاستراتيجي القائم بين البلدين الصديقين وتطويره خلال المرحلة المقبلة، لاسيما فى ضوء الدور المصري المحوري بمنطقة الشرق الأوسط بالقيادة الرشيدة للسيد الرئيس، التى تمثل دعامة رئيسية لصون السلم والأمن ونشر السلام لسائر المنطقة.
ومن جانبه أعرب السيسي عن ترحيبه بلقاء الرئيس الأمريكي لأول مرة، مؤكداً حرص مصر على تعزيز وتدعيم علاقات الشراكة المتميزة بين البلدين الصديقين، ومشيراً إلى أهمية دور تلك الشراكة في تعزيز السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وتطلع مصر لمزيد من التنسيق والتشاور مع الولايات المتحدة بشأن مختلف قضايا المنطقة.
وأوضح المتحدث الرسمي أن اللقاء تطرق إلى استعراض أوجه التعاون الثنائي بين مصر والولايات المتحدة، فى عدة مجالات خاصةً على صعيد التعاون فى مجال كيفية مواجهة تداعيات الظروف العالمية الخاصة بازمة الغذاء واضطراب امدادات الطاقة، كما تم خلاله كذلك بحث عدد من الملفات والقضايا الإقليمية، حيث أكد السيد الرئيس الموقف المصري الثابت المستند إلى ضرورة تدعيم أركان الدول التي تمر بأزمات وتقوية مؤسساتها الوطنية، بما ينهى معاناة شعوبها ويحافظ على مقدراتها.
كما تم التباحث بشأن القضية الفلسطينية وسبل إحياء عملية السلام، حيث أكد السيد الرئيس موقف مصر الثابت تجاه القضية الفلسطينية وأهمية التوصل إلى حل عادل وشامل يضمن حقوق الشعب الفلسطينى وإقامة دولته المستقلة وفق المرجعيات الدولية، معرباً عن حرص مصر على التعاون مع الولايات المتحدة لبحث سبل إحياء ودفع عملية المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، في حين أعرب الرئيس الأمريكي عن التقدير البالغ للإدارة الأمريكية تجاه الجهود المصرية الممتدة لإرساء السلام في المنطقة، إلى جانب دورها الأساسي في التهدئة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي ومبادرات إعادة إعمار غزة.
وتم أيضاً مناقشة مستجدات قضية سد النهضة، حيث أكد الرئيس على موقف مصر الثابت من ضرورة التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم لعملية ملء وتشغيل السد، بما يحفظ الأمن المائي المصري ويحقق المصالح المشتركة للدول الثلاث.
وكان المتحدث قال في وقت سابق صباح اليوم عبر صفحة الرئاسة على فيسبوك، إن الرئيس إلى المملكة العربية السعودية للمشاركة في "قمة جدة".
وأضاف أن "مشاركة الرئيس تأتي في إطار حرص مصر على تطوير المشاركة بين الدول العربية والولايات المتحدة الأمريكية على نحو يلبي تطلعات ومصالح الاجيال الحالية والقادمة من شعوب المنطقة، ويعزز من الجهود المشتركة لمواجهة التحديات الاقليمية والعالمية، وكذلك التشاور والتنسيق بشأن مساعي الحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، فضلاً عن تدعيم وتطوير أواصر العلاقات التاريخية المتميزة مع جميع الدول المشاركة بالقمة".
ويشارك في قمة جدة أيضًا العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي.