أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي سراح الشاعر والكاتب الفلسطيني مصعب أبو توهة، الحائز على جائزة الكتاب الأمريكي 2023، حسب متحدث جيش الاحتلال وأصدقاء له تحدثوا لمواقع غربية.
ولم تتضح حسب سي إن إن ملابسات اعتقال الشاعر الفلسطيني، ونقل الموقع الأمريكي عن متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، لم يسمه، إنه "ليس لديه معلومات بشأن الوضع"، وأشار الموقع إلى تأكيد جيش الاحتلال الإسرائيلي أن أبو توهة من بين "مجموعة من المدنيين الذين تم استجوابهم" عندما كانت هناك "معلومات استخباراتية تشير إلى عدد من التفاعلات بين مدنيين ومنظمات إرهابية داخل قطاع غزة"، قبل أن يطلق سراحه.
ومن جهة، قالت صديقة مصعب المحامية الفلسطينية الكندية ديانا بوتو، إنه تعرض للضرب أثناء وجوده في المعتقلات الإسرائيلية و"يتلقى العلاج الطبي بعد إعادته إلى عائلته"، كما أكد رئيس تحرير مجلة النيويوركر ديفيد ريمنيك أن الشاعر "عاد إلى غزة والتقى عائلته".
فيما قالت منظمة القلم الأمريكية "نشعر بالارتياح والامتنان لنبأ إطلاق سراح الشاعر مصعب أبو توهة وعودته إلى عائلته".
وكان حمزة أبو توهة كتب على إكس، "أنا شقيق مصعب، الجيش أخذ مصعب الاثنين الماضي عندما وصل الحاجز مغادرًا من الشمال إلى الجنوب الذي أمر الجيش بالانتقال إليه. زوجته وأولاده دخلوا الجنوب، وقام الجيش باعتقال أخي ولا ندري عنه شيئًا، مع العلم أن السفارة الأمريكية أرسلت له ولعائلته للسفر عبر معبر رفح"، موجهًا النداء لأصدقاء مصعب الأجانب للتواصل مع الصليب الأحمر بهذا الشأن.
وعقب إعلان حمزة اعتقال شقيقه، قالت صديقة مصعب المحامية الفلسطينية الكندية ديانا بوتو للجارديان، إن مصعب وزوجته وأولاده كانوا يحاولون النزوح من الشمال إلى الجنوب، وطلب الاحتلال منهم رفع أذرعهم وأمر مصعب بإلقاء ابنه على الأرض، ثم اعتقله مع نحو 200 شخص، ولم تسمع زوجته عنه منذ ذلك الحين".
وبينما أكد الموقع البريطاني عدم استجابة وزارة الخارجية الأمريكية أو جيش الاحتلال الإسرائيلي لطلبات التعليق، قالت بوتو إن "مصعب أحد أكثر كتابنا إنتاجًا"، فيما قالت الصحفية والمحررة الفلسطينية وصديقة أبو توهة، لورا ألبست للجارديان إن "قصائده بقدر سهولتها تصف لنا ما يحدث هناك، تصف كيف ركب دراجته في محاولة للوصول إلى المنزل بينما تتساقط القنابل فوقه".
وفي 29 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، نشر مصعب فيديو على فيسبوك، يوثق قصف منزله خلال العدوان الإسرائيلي، وكتب "لم يكن من السهل التقاط هذا الفيديو".
وساهم أبو توهة مؤخرًا بقصيدة ومقالتين لصحيفة النيويوركر، التي انضمت إلى منظمات أخرى في الدعوة إلى عودته سالمًا، وقالت إن مصعب يعيش مع زوجته وأطفاله الثلاثة في غزة، ولجأ وعائلته إلى جباليا، حيث سمعوا أن منزلهم في بيت لاهيا تعرض للقصف.
وكان آخر ما كتبه أبو توهة على فيسبوك، في 15 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري "أنا على قيد الحياة، شكرًا لصلواتك، ليس لدينا أي إمكانية للحصول على الغذاء أو المياه النظيفة. الشتاء قادم وليس لدينا ما يكفي من الملابس. الأطفال يعانون. نحن نعاني. الجيش الآن في مستشفى الشفاء. المزيد من الموت، المزيد من الدمار. من يستطيع إيقاف هذا؟".
ويستمر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ47 على التوالي، الذي راح ضحيته حتى الآن أكثر من 14 ألف قتيل، حسب وكالة الأنباء الفلسطينية وفا، فيما أشارت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" إلى مقتل 5350 طفلًا حتى الآن في القطاع.
ومصعب أبو توهة شاعر وكاتب قصة قصيرة ومقالات صحفية مولود في غزة، يكتب باللغتين العربية والإنجليزية، وأسس عام 2017 "مكتبة إدوارد سعيد" العامة في غزة، ونشر قصائده في مجلات شعرية متخصصة، وكان شاعرًا زائرًا في قسم الأدب المقارن في جامعة هارفارد الأمريكية بين عامي 2019 و2020، كما نال جائزة "فئة الإبداع" ضمن "جوائز كتاب فلسطين" في لندن عام 2022.
وحاز أبو توهة "جائزة الكتاب الأمريكي" في دورتها الرابعة والأربعين، التي تمنحها مؤسسة "The Before Columbus" في ولاية كاليفورنيا، وذلك عن مجموعته "أشياء قد تجدها مخبّأة في أُذني: قصائد من غزة"، الصادرة عن دار "City lights" الأمريكية.
وقال موقع الجائزة إن أبو توهة يكتب "عن حياته تحت الحصار في غزة، أولًا كطفل، ثم كأب شاب. لقد نجا من 4 هجمات عسكرية، وهو يشهد على دورة طاحنة من الدمار والاعتداء. ورغم ذلك، فإن شعره مستوحى من إنسانية عميقة".
وتشارك المنصة في نشر سلسلة الفيديوهات القصيرة "هنا غزة"، بمبادرة من مؤسسة العمل للأمل، وبالاشتراك مع أفلام سين، وبالتعاون مع رصيف22.
وتقدم السلسلة قراءات لنصوص صاغها شعراء وكتاب سرد ومسرحيون تحت القصف الإسرائيلي، كإشارة تدل على الحياة، خلال الأسابيع التي تلت يوم 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وتؤدي هذه القراءات شخصيات فنية وأدبية وإعلامية معروفة من المنطقة العربية والعالم.
ونشرت المنصة منذ 17 نوفمبر الجاري حتى الآن 4 نصوص أدبية كتبت تحت القصف، ضمن سلسلة فيديوهات "هنا غزة"، بدأتها بقراءة من الفنان جمال سليمان لنص الشاعرة نعمة حسن بعنوان "الأم في غزة"، وقراءة من الفنان فتحي عبد الوهاب لنص الشاعرة هند جودة "ماذا يعني أن تكون شاعرًا في زمن الحرب؟".