أصدرت أسرة السياسي المصري الراحل ألبير آريه بيانًا، تنفي فيه اتهام دار الشروق والمترجمة منى أنيس بالسطو على جهد الكاتبة والصحفية هند مختار في كتاب "مذكرات يهودي مصري" الذي يحكي سيرة آريه، وصدر عن الدار مطلع العام الجاري.
ووصف البيان هذه الاتهامات بأنها بدت "حملة مُنظمة للنيل من شخص آريه نفسه، واختزال الأشخاص الكثيرين ممن تكاتفوا لإخراج المذكرات في شكلها النهائي، في شخص واحد بعينه".
وكانت مختار اتهمت دار الشروق بالسطو على كتابها "مذكرات يهودي مصري" والذي صدر بتحرير أنيس، فيما ردت الأخيرة بأن مختار عملت على "تفريغ التسجيلات وحصلت على أجرها".
وشدد البيان على أن دور هند مختار اقتصر على تسجيل وتفريغ ما يرويه آريه، من خلال جلسات جرت بينهما بداية من 2019، من خلال الاتفاق مع الناشر مصطفى الطناني، "وكان المبلع المتفق عليه كأتعاب لهند قدره اثني عشر ألف جنيه. وقد عرفنا فيما بعد أن الطناني سدد ما تسلمه على سبيل أجر التفريغ وهو سبعة آلاف جنيها، على دفعات".
وقال البيان "أثناء انتهاء مراسم عزاء آريه، وبناءً على رغبة الأسرة، عرض صديق ألبير والأسرة الدكتور محمد أبو الغار، المذكرات على مالك دار الشروق إبراهيم المعلم، فرحب بطبعها على الفور، ومع نشر أول أخبار عن التعاقد المزمع عقده في الجرائد، طالب الطناني عبر اتصال هاتفي بحقوق الملكية، وأن يكون الاتفاق مع دار الشروق من خلاله هو! وعندما رفض (نجل ألبير) سامي، بدأ (الطناني) حملة تشهير على فيسبوك، مدعيًا أنه المالك الوحيد لحقوق النشر، ومتهما الدكتور أبو الغار بأنه قد تحايل مع سامي لسرقة التسجيلات منه، وهو ما يشكل افتراء على شخص هذا الرجل" بحسب البيان.
وأشار البيان إلى أنه "من الناحية القانونية، وبناء علي العقد المبرم بين دار الشروق والعائلة، فإن الدار قد تسلمت مخطوطة من الأسرة بصفتها وريثة للراحل ألبير آريه، ولا علاقة لها بمن أعد المسودة أو كيف أعدها، ومن بنود العقد أن أية مسؤولية ناجمة عن حقوق الملكية الفكرية تقع علي عاتق الأسرة أو الورثة".
وأضاف "طلبت الأسرة وضع اسم هند مختار في الصفحة الداخلية للمذكرات، كواحدة من ضمن من ساهموا في خروج المذكرات إلى النور، اعترافًا من الأسرة بمجهودها في تفريغ تسجيلات المذكرات".
وتابع البيان "الإدعاء أن المذكرات هي نتاج عصف ذهني قامت به هند مختار لشخص مثل ألبير آريه بذاكرته الحديدية وثقافته وخبراته الشخصية وتشكيله السياسي، هو في حد ذاته محض افتراء عليه، وعلى تاريخه السياسي، لأنها بالتأكيد ليست الشخص الذي يملك المعرفة والثقافة لإجراء تلك الحوارات عن اليسار أو عن اليهود الشيوعيين ويكفي شهادة الأستاذة أمينة شفيق والتي يشهد لها الكثيرين بخبراتها في مجال الصحافة بأنها شخصيا لا تستطيع ان تحاور شخص مثل ألبير لعدم امتلاكها لهذا لكم من المعلومات والخبرات التي يمتلكها"
وأردف البيان "التسجيلات التي بحوزتنا هي الفيصل فيما إذا كانت هند مختار قد قامت بمحاورات، أم بعملية التفريغ".
وسبق أن قالت مختار في حديث للمنصة، بأنها بدأت في العمل على الكتاب منذ سبتمبر/ أيلول 2019، من خلال لقاءات عقدتها على نحو دوري مع ألبير آريه، "كنت أوجه له اﻷسئلة ويستسرل في الحكي، واتفقنا أن أصيغه بالفصحى وهو ما اعترض عليه آريه أولًا، وبعد الاطلاع على النسخة وافق".
وأردفت مختار أنها خلال التسجيلات التي استمرت قبيل وفاته أبريل/نيسان 2021، "ناقشته في كل شيء، وعملت على جمع المعلومات اللازمة، وإعادة صياغة ما يحيكه ألبير وإعادة بناء المادية دراميًا"، مستدركة "حافظت على روحه".
وآريه واحد من ثلاثة يهود بارزين من مصر انضموا للحركة الوطنية ضد الاستعمار الإنجليزي ورفضوا الهجرة لإسرائيل، واندمجوا مع عائلاتهم الجديدة في المجتمع المصري، وهم المحامي شحاتة هارون (توفي 2001)، والمحامي يوسف درويش (توفي 2006).