طالب مدير المبادرة المصرية للحقوق الشخصية حسام بهجت، مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بالقيام بـ"دوره في التصدي للوضع في مصر التي تمر حاليًا بأسوأ أزمة حقوقية في تاريخها"، وذلك في بيان ألقاه أمام المجلس في جلسته المنعقدة بجنيف، عبر الفيديو في ضوء استمرار منعه من السفر.
وتناول البيان، المقدم نيابة عن 17 منظمة حقوقية مصرية وإفريقية ودولية، "أزمة حقوق الإنسان المتفاقمة في مصر، وذلك في البند المخصص لأوضاع المدافعين عن حقوق الإنسان".
واستعرض بهجت صمود الحركة الحقوقية المصرية على مدى العقود الأربعة الماضية في "مواجهة المضايقات والقيود والتجريم الذي وصل إلى الزج بالحقوقيين المصريين في السجون"، على حد قول البيان.
وتضامنت المنظمات، وفق بيانها الذي ألقاه بهجت، في مطالبة المفوض السامي للحكومة المصرية بإطلاق جميع السجناء السياسيين ورفع القيود المفروضة على المجال العام.
وبين بهجت "استمرار خضوع أغلب الحقوقيين المستقلين في مصر للمنع من السفر والتحفظ على أموالهم وممتلكاتهم منذ سنوات على ذمة التحقيقات في القضية 173 سيئة السمعة".
وتعود القضية 173 لسنة 2011 والمعروفة إعلاميًا بقضية “التمويل الأجنبي”، إلى أكثر من 10 سنوات، ما جعلها القضية الأطول في تاريخ القضاء المصري الحديث.
وبدأت القضية في يوليو/تموز 2011 عندما أمر المهندس عصام شرف رئيس مجلس الوزراء آنذاك وزير العدل بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق للنظر في التمويل الأجنبي الذي تحصل عليه منظمات المجتمع المدني المصرية والأجنبية وتحديد ما إذا كانت هذه المنظمات مرخصة بموجب القانون أم لا.
ولا تزال هناك العديد من الشخصيات والمنظمات البارزة في مجال حقوق الإنسان تحت قيد المنع من السفر وتجميد الأموال بل يواجهون تهما قد تصل الى المؤبد.
وأشار بهجت في كلمته إلى خطاب المفوض السامي لحقوق الإنسان أمام المجلس الأممي الأسبوع الماضي والذي تناول أحكام السجن القاسية الصادرة خلال الشهر الجاري بحق أربعة من نشطاء "التنسيقية المصرية للحقوق والحريات" بعد اتهامهم بـ"الإرهاب دون دليل وإدانتهم في محاكمة غير منصفة أمام محكمة طوارئ لا يمكن الطعن على أحكامها".
وفي الخامس من الشهر الجاري، أصدرت محكمة جنايات أمن الدولة العليا طوارئ، وهي محكمة استثنائية تباشر عملها في ظل حالة الطوارئ وتصدر أحكامًا غير قابلة للطعن، أحكامًا بالسجن المؤبد والمشدد على 30 متهمًا، من بينهم عائشة خيرت الشاطر والمحامية هدى عبد المنعم والمحامي الحقوقي عزت غنيم، وبراءة متهمة واحدة، في القضية المعروفة إعلاميًا بقضية التنسيقية المصرية للحقوق والحريات.
وألزمت المحكمة في الحكم المتهمين المدانين بقضاء فترة مراقبة بأقسام الشرطة لمدة خمس سنوات بعد انتهاء مدة العقوبة، وأدرجتهم على "قوائم الإرهاب".
وصدرت أحكام السجن المؤبد لـ17 متهمًا، والسجن المشدد 15 سنة لـ6 متهمين، والسجن المشدد 10 سنوات لـ4 متهمين والسجن المشدد 5 سنوات لمتهمتين، بعد إدانتهم بـ"تكوين جماعة إرهابية وتمويل الإرهاب".
وقبل ساعات صدور الحكم طالبت 9 منظمات حقوقية بإسقاط كافة الاتهامات الموجهة لأعضاء التنسيقية المصرية للحقوق والحريات، وأشارت إلى مجريات المحاكمة "شهدت خروقات قانونية عدّة".
كما تطرق البيان إلى "استمرار حبس المحامي الحقوقي البارز محمد الباقر، بعد أربع سنوات من القبض عليه داخل مبنى المحكمة أثناء قيامه بعمله في الدفاع عن أحد السجناء السياسيين".