
نص كلمة السيسي خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع الرئيس الأنجولي 29/4/2025
بسم الله الرحمن الرحيم،
أخي العزيز فخامة الرئيس جواو لورينسو، رئيس جمهورية أنجولا الشقيقة،
السيدات والسادة الحضور،
يسعدني أن أرحب بفخامة الرئيس جواو لورينسو في زيارته الكريمة إلى بلده الثاني مصر، متمنيا لفخامته والوفد المرافق له إقامة طيبة وزيارة مثمرة، حيث تأتي هذه الزيارة لتؤكد العلاقات التاريخية الراسخة التي تربط مصر وأنجولا والتي تعود جذورها إلى ستينيات القرن الماضي، وشكلت أساسا قويا لشراكة بناءة نعتز بها.
والحقيقة إن إحنا سنحتفل في نوفمبر القادم بمرور 50 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
لقد عقدت وفخامة الرئيس لورينسو جلسة مباحثات ثنائية مثمرة وبناءة، عكست تطابقا في الرؤى، وإرادة سياسية مشتركة نحو الارتقاء بعلاقتنا الثنائية إلى آفاق أرحب، بما يسهم في تعظيم الاستفادة من إمكانات بلدينا ويخدم مصالح شعبيناا لشقيقين، حيث اتفقنا على ضرورة تعزيز أوجه التعاون في مختلف المجالات، لا سيما السياسية والاقتصادية والاستثمارية، والعمل على تكثيف الجهود المشتركة لدفع هذه العلاقات قدما بوتيرة أسرع بما يتناسب مع عمقها التاريخي.
ومن هذا المنطلق، فقد تم التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم في مجالات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والإسكان والبنية التحتية بما يسهم في توثيق أطر التعاون في تلك المجالات بين البلدين.
كما أكدت لفخامة الرئيس استعداد مصر لتقديم كافة أشكال الدعم والمساندة للأشقاء في أنجولا، لا سيما في مجالات تنمية وبناء القدرات في قطاعات متعددة، منها الشرطة والدفاع والصحة والإعلام والسياحة والزراعة ومكافحة الفساد والطاقة المتجددة والدبلوماسية، بالإضافة إلى دعم تطوير مؤسسات الدولة.
كما ناقشنا أيضا فرص التعاون بين بلدينا في إطار مشروع ممر لوبيتو الاستراتيجي الذي يمثل محورا واعدا للتنمية في القارة، وركيزة أساسية للتعاون المشترك في قطاعات التعدين، والطاقة، والبنية التحتية، بما يعود بالنفع على دولنا وشعوبنا.
السيدات والسادة الحضور،
تناولنا خلال المباحثات أيضا رؤية الرئيس لورينسو الحكيمة لرئاسة الاتحاد الإفريقي خلال العام الجاري، وتبادلنا الرؤى إزاء عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك على الساحة الإفريقية والتي شملت القرن الإفريقي والسودان ومكافحة الإرهاب والأوضاع في شرق الكونغو الديمقراطية.
وفي هذا السياق، أود بشكل خاص أن أعرب عن تقديرنا العميق للدور المحوري الذي قام به فخامة الرئيس لورينسو للوساطة في أزمة شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية. كما تناولنا أيضا مباحثاتنا ضرورة الحفاظ على المواقف الإفريقية الموحدة إزاء مختلف القضايا الدولية، وضمان التمثيل العادل لإفريقيا في المؤسسات الدولية لا سيما في إطار جهود إصلاح وتوسيع مجلس الأمن الدولي، واتفقنا أيضا على أهمية الإسراع بعملية الإصلاح المؤسسي للاتحاد الإفريقي، وناقشنا كذلك الأوضاع في غزة، والتحديات الاقتصادية وندرة المياه وتغير المناخ، حيث عكست مباحثاتنا توافقا في الرؤى إزاء تلك القضايا، واتفقنا على استمرار التنسيق والتشاور المشترك بين القاهرة ولواندا، في مختلف المحافل الإقليمية والدولية.
أخي فخامة الرئيس لورينسو،
لقد أسعدني لقاؤكم اليوم، وأؤكد مجددا التزام مصر بتعميق أواصر التعاون مع جمهورية أنجولا الشقيقة لما فيه خير بلدينا وشعبينا وقارتنا الأفريقية العريقة. وأجدد الترحيب بفخامتكم والوفد المرافق لكم في بلدكم الثاني مصر، متمنيا لكم زيارة ناجحة ومثمرة تعود على شعبينا بمزيد من التقدم. أشكركم، واسمحوا لي فخامة الرئيس أن أعطي الكلمة لكم فلتتفضلوا.
ألقيت الكلمة في القاهرة بقصر الاتحادية، حيث استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي الرئيس الأنجولي جواو لورينسو، وشهد الرئيسان التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين البلدين، وعقدا مؤتمرًا صحفيًا مشتركًا.