قناة حركة حماس على تليجرام
الدفعة الثالثة من تبادل المحتجزين مع إسرائيل، 30 يناير 2025

إسرائيل: مصر اشترطت على حماس نزع السلاح لإكمال المفاوضات

سالم الريس
منشور الأربعاء 16 أبريل 2025

زعم وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس، اليوم، اشتراط مصر ولأول مرة، نزع سلاح حركة حماس من قطاع غزة كواحد من الشروط الأساسية للتوصل إلى اتفاق شامل وإنهاء الحرب في غزة.

ومساء أمس الأول، ذكرت القاهرة الإخبارية نقلًا عن مصادر لم تسمها، إن مصر وقطر سلمتا حركة حماس مقترحًا إسرائيليًا جديدًا لوقف إطلاق النار في غزة، ونقلت سكاي نيوز عن مصدر فلسطيني مطلع على اجتماعات تمت في القاهرة اليومين الماضيين، قوله إن "المقترح الإسرائيلي يشترط نزع سلاح حماس ويقلص مدة الهدنة إلى 45 يومًا فقط بدلًا من 70 يومًا".

وقال كاتس عبر إكس، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي تمكن حتى الآن من إجلاء مئات الآلاف من سكان غزة من مناطق سكنهم واستحوذ على مساحات واسعة من أرض قطاع غزة وضمها للمناطق الأمنية الإسرائيلية بجانب الترويج لخطة التوطين الطوعي لسكان غزة في عدة دول، وذلك في إطار الضغوط على حماس لإجبارها على قبول صفقة وصفها بـ"الكبيرة".

وحول مخططات جيش الاحتلال في غزة، قال إنه يضع ضمن أولوياته إطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين في إطار خطه المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، التي تركز على إنهاء ملف الأسرى لدى فصائل المقاومة الفلسطينية.

وأشار إلى أن المهمات العسكرية لجيش الاحتلال تركز على بناء منظومة ومخططات قادرة على هزيمة حماس في وقت لاحق خلال المعارك والسيطرة على الأرض والسكان، بالإضافة إلى اعتماد سياسة وقف ومنع دخول المساعدات الإنسانية والتي من شأنها إضعاف حكم وسيطرة حركة حماس داخل غزة.

وأطلق جيش الاحتلال، اليوم، سراح 10 معتقلين من قطاع غزة كان اعتقلهم قبل عدة أشهر خلال عملياته البرية على شمال القطاع.

ووصل الأسرى العشرة إلى مستشفى غزة الأوروبي بخانيونس عبر سيارات تابعة لمنظمة الصليب الأحمر الدولية والتي عملت على استلامهم ونقلهم من معبر كرم أبو سالم جنوب شرق رفح جنوب القطاع إلى المستشفى.

وقال مصدر صحفي لـ المنصة، إن الأسرى المحررين بدى على جسدهم الإعياء والتعب جراء اعتقالهم عدة أشهر في سجن سدي تيمان بمنطقة النقب جنوب إسرائيل، موضحًا أنهم خضعوا إلى فحوصات طبية قبل أن يتم نقلهم في سيارات الصليب الأحمر إلى جسر وادي غزة على شارع البحر جنوب غرب مدينة غزة حتى يتمكنوا من العودة إلى مناطق سكنهم وعائلاتهم شمالاً.

وتعتبر هذه الدفعة الثالثة لأسرى جرى اعتقالهم خلال الحرب من قطاع غزة دون عملية تبادل محتجزين خلال أقل من عشرة أيام ماضية، حيث سبق ووصل دفعتين سابقتين عن طريق معبر كيسوفيم وسط شرق القطاع ونقلهم في سيارات الصليب الأحمر إلى وسط القطاع ثم إلى منازلهم، وضمت كل منهما 10 معتقلين.

وفي سياق التصعيد العسكري المتواصل على قطاع غزة، قُتل عشرة مدنيين وأُصيب أكثر من عشرين آخرين جراء سلسلة من الغارات الإسرائيلية التي استهدفت منازل مأهولة وخيام نازحين، بحسب ما أفاد به مصدر طبي في وزارة الصحة بغزة لـ المنصة.

واستهدف القصف منزلين بشكل متتابع في شارع النخيل بحي التفاح شرق مدينة غزة، ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص من عائلة الجاروشة وثلاثة آخرين من عائلة حرز الله، وفق ما أكده شاهد عيان لـ المنصة، مشيرًا إلى أن القصف تم باستخدام قذائف مدفعية وبشكل منفصل.

وأضاف الشاهد أن الجيش الإسرائيلي يتعمد قصف منازل المدنيين مع إصدار أوامر إجلاء للسكان في أحياء شرق المدينة قبل أيام، موضحًا أن عددًا من العائلات رفضت الامتثال لتلك الأوامر وأصرت على البقاء في منازلها، رفضًا للنزوح القسري والإقامة في خيام وسط شوارع غرب غزة.

وأضاف الشاهد ل المنصة، "الناس أنهكها النزوح والتنقل المستمر، وأرهقها العيش في خيام بالشوارع تحت لهيب الشمس وقسوة البرد، من دون أدنى مقومات للحياة، تعبوا من إذلال كرامتهم وتدمير حياتهم، ولهذا قرر كثيرون منهم رفض الأوامر الإسرائيلية، فكان مصيرهم القتل أو الإصابة".

وفي سياق متصل، شنّ جيش الاحتلال غارة استهدفت منزل عائلة الهسي في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، ما أسفر عن مقتل ثلاثة مواطنين بينهم أطفال، وإصابة تسعة من أفراد العائلة بجروح متفاوتة. وأفاد شاهد عيان لـ المنصة أن شدة الانفجار أدت إلى تطاير أشلاء الأطفال الضحايا، حتى علقت على الأشجار المحيطة بالمنزل المستهدف.

وأوضح الشاهد أن قوة القصف كانت مدمرة إلى درجة أن أجساد الضحايا تمزقت وتوزعت أشلاؤها بين ركام المنزل ومحيطه، في مشهد مروّع، ويعكس حجم العنف المستخدم في الهجوم.

وفي مخيم النصيرات، استهدف جيش الاحتلال بصاروخ من طائرة استطلاع تكية طعام مجانية حيث كان القائمون عليها يعملون على تجهيز وجبات طعام للنازحين قسرًا، ما أسفر عن مقتل شاب وهو الطباخ الرئيسي الذي يعد الطعام للنازحين، حيث قتل وأصيب آخرون من المتطوعين معه.

وكانت الوساطة المصرية الأمريكية القطرية نجحت منتصف يناير/كانون الثاني الماضي، في التوصل لاتفاق وقف النار في غزة، بدأ تنفيذ المرحلة الأولى منه يوم 19 من الشهر نفسه، وكان من المفترض أن تبدأ إسرائيل الانسحاب من محور فيلادلفيا بنهايتها، بالتوازي مع المحادثات بشأن تنفيذ المرحلة الثانية. 

لكن إسرائيل لم تنسحب من فيلادلفيا ولم تبدأ في محادثات المرحلة الثانية، وطالبت بتمديد المرحلة الأولى واعتمدت مقترح مبعوث الرئيس الأمريكي ستيف ويتكوف لوقف إطلاق النار في قطاع غزة خلال شهر رمضان وعيد الفصح، في وقت رفضت حركة حماس المقترح، مطالبة بتطبيق المرحلة الثانية من اتفاق وقف النار.

ومطلع مارس/آذار الماضي، أعلنت إسرائيل وقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة "حتى إشعار آخر" بعد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف النار، ما اعتبرته حماس "ابتزازًا رخيصًا، وجريمة حرب وانقلابًا سافرًا على الاتفاق"، وذلك قبل أن يشن جيش الاحتلال هجومًا جديدًا على غزة في 18 مارس.