في يونيو/حزيران عام 2011، تلقى د. عمار علي حسن مكالمة من اللواء محمد العصار، يدعوه فيها للقاء في فندق "تريومف" إلى جانب شخصيات عامة أخرى. في طريقه تذكر د. عمار أحاديثه مع الجنود الواقفين حول الدبابات في ميدان التحرير قبل تنحي مبارك.
يسألهم عمار: ما هي الأوامر التي تلقيتموها؟
- حماية المنشآت الحيوية والمواطنين.
- هل لديكم أوامر بفض المظاهرات بالقوة؟
يردون بالنفي.
- وإن صدرت لكم مثل هذه الأوامر فماذا ستفعلون؟
قالوا بكل بساطة: لن ننفذها.
- لماذا؟
- لأنكم إخوتنا ونحن معكم في مطالبكم.
في اللقاء وجد د. عمار الدكتور حسام عيسى والكاتب محمد المخزنجي، ثم لحقت بهم المذيعة ريم ماجد، وبمجرد أن وصل قال له اللواء عبد الفتاح السيسي: "قبل كل شيء، سنسلم الحكم للمدنيين".
في كتابه "عشت ما جرى" الذي صدر في سلسلة "كتابات الثورة" عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، وهو كتاب صغير الحجم، 230 صفحة من القطع الصغير، يروي الباحث والكاتب د. عمار علي حسن شهادته على الأحداث التي تَلَت 25 يناير، حيث كان الكاتب موجودًا ومشاركًا في العديد من الكواليس التي لم نعرِف عنها الكثير، مما يجعل الكتاب لمؤلفه الحاصل على الدكتوراه من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية وصاحب العديد من الكتب التي تنوعت بين الأدب والسياسة والدين، من أبرز الأعمال التي تؤرخ لأحداث الثورة المصرية.
شارك عمار حسن في فعاليات حركة كفاية، التي تأسست عام 2004، والتي كسرت حواجز كثيرة في عصر مبارك، ونظمت مظاهرات عديدة لم تكن كبيرة العدد، ولكن كان لها أثر ظهر فيما بعد حين خرجت الحركة من نطاق "وسط البلد"، وامتدت المظاهرات إلى الأحياء الشعبية مثل "السيدة زينب"، و"شبرا"، ونالت بعض التعاطف من الناس، وبعد حدوث نوع من الفتور من حركة كفاية، تشكلت "الجمعية الوطنية للتغيير" بقيادة محمد البرادعي والتي كان د. عمار عضوًا في أمانتها العامة.
و قبل 25 يناير بثلاثة أيام كان د. عمار يشارك في ندوة لمناقشة كتاب للمستشار الإعلامي لجماعة الاخوان، في الندوة صرّح عصام العريان أن الإخوان لن يشاركوا في مظاهرات 25 يناير لأن أحدًا لم يقم بدعوتهم، فرد عليه عمّار علي حسن: "إنها ليست حفل عرس أو وليمة حتى ينتظر الإخوان دعوة للحضور ،وأن عدم مشاركتهم سيكون بمثابة تقاعس وصمت على سلطان جائر". وعند خروجه من الندوة أخبره مجموعة من شباب الإخوان أنهم سوف يشاركون دون انتظار موقف مكتب الارشاد، ثم أخبره العريان بعد يومين أن الجماعة لم تتخذ موقفًا رسميًا بالمشاركة ولكنها لن تمنع أعضاءها من المشاركة بشكل شخصي.
ذكريات عمار علي حسن مع الإخوان تعود إلى ما قبل ذلك التاريخ، ففي عام 2010 التقى د. عمار بعصام العريان لتهنئته بالخروج من المعتقل، وعندما اقترح عليه انضمام الإخوان للجمعية الوطنية للتغيير كان جواب العريان: "جماعة الإخوان عمرها أكثر من ثمانين سنة، وليس من المعقول أن تندمج في كيان جديد لا قوام له، وينظر إليه كثيرون علي أنه هزل أكثر مما هو جد".
وعند مفاتحة سعد الكتاتني في نفس الاقتراح كان جوابه أن أوضاع القوة علي الأرض ليست لصالح الجمعية الوطنية، و يفسر المؤلف هذه المواقف بما عَلِمه من وجود صفقة بين الحزب الوطني والإخوان ليحصلوا بموجبها علي 20 مقعدًا في برلمان 2010 بدلًا من 88 مقعدًا في برلمان 2005 وكانت تلك اللقاءات تجري في مكتب مفكر مقرب من الإخوان وفي جهاز أمن الدولة، ولكن تنكر الدولة لهذا الاتفاق دفع الإخوان للانضمام لحملة جمع التوقيعات التي أطلقها البرادعي.
هناك مواضع كثيرة هاجم فيها الكتاب جماعة الإخوان، رغم أن الكتاب صدر أثناء فترة حكمهم، 2013، ويخصص عمار علي حسن جزءًا من الكتاب لمهاجمة دستور الإخوان (2012) الذي تمت الموافقة عليه. ولكن جزءًا كبيرًا من هذا الهجوم يبدو مُبَررًا بمواقف كثيرة اتخذها الإخوان أثناء الثورة وأثارت استياء القوى الأخرى، كذلك كان تَنَصُّل الإخوان من وعودهم التي أعطوها قبل جولة إعادة الانتخابات الرئاسية سببًا في توحد قوي المعارضة (المدنية) ضدهم.
وبعيدًا عن الإخوان يبين د. عمار أن المقولات التي ظهرت بعد 25 يناير من بعض المنتمين لنظام مبارك مثل "كلنا فلول" و "كلنا كنا صامتين" ليست صحيحة، فهناك من رفض التعاون مع النظام، ويروي تجربته الشخصية عندما كان حاضرًا بـ"مؤتمر الاصلاح العربي" ليعرض عليه الدكتور محمد كمال، زميله في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، عرضًا خاصًا للانضمام الي أمانة السياسات بالحزب الوطني للاستفادة من قلمه الرصين لخدمة الثقافة المصرية، وعندما أخبره د. عمار أنه يعتبر ذلك خيانة للكادحين والفقراء الذين تعلم بأموالهم، رد عليه محمد كمال بقوله إنه يمكنه خدمة هؤلاء الفقراء من خلال إصلاح البلاد وإصلاح الحزب الوطني، وهو ما اعتبره عمار علي حسن ضحكًا علي النفس، إذ أن النظام هو من يستخدم المثقفين لصالحه، وهو الموقف الذي أيده الدكتور أسامة الغزالي حرب.
الثورة
يحل يوم 25 يناير عام 2011، ويشارك د. عمار في المظاهرات في شارع قصر العيني، ولكن يحدث تراجع بسبب الغاز المسيل للدموع والمصفحات، ليتفرق المتظاهرون، قبل أن يعاودوا الدخول من ناحية الكورنيش، ليصلوا للميدان وسط ابتسامات ضباط الشرطة الذين بدوا وكأنهم ينصبون فخًا للمتظاهرين. ولكن زيادة الأعداد وتجاوزها للتوقعات أدت إلى أن يجتمع المتظاهرون في ميدان التحرير حتى حلول الظلام، ليصدر أول بيان للثورة في العاشرة مساء ويقرأه الدكتور عبد الجليل مصطفي والذي طالب بعدم ترشح مبارك وابنه للانتخابات المقبلة وحل جميع المجالس المنتخبة وإلغاء الطواريء وتشكيل حكومة إنقاذ وطني.
كان الجميع متحمسًا بفعل الثورة التونسية التي أجبرت (بن علي) على الرحيل، ولكن بعد منتصف الليل بأربعين دقيقة بدأ هجوم جنود الأمن المركزي مصحوبًا برصاص الصوت وقنابل الدخان ليتفرق المعتصمون، ولكن كان هناك موعد آخر للعودة.
بدأ يوم الجمعة 28 يناير بانقطاع شبكات المحمول والإنترنت، وهو ما أشار إلى أن هناك خوفًا كبيرًا من شيء هائل يمكن أن يحدث.
توجه د. عمار إلى مسجد "صلاح الدين" في حي المنيل وهو مسجد معروف بسيطرة تاريخية لجماعة الإخوان عليه، وهذا أوحى للكاتب بأن المسجد سوف يشهد مظاهرة كبيرة تنطلق منه، خاصة أنه شاهد شبابًا ينتمون للجماعة في ميدان التحرير في يوم 25. ولكن خطيب المسجد ركّز في خطبته على آية "وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم"، ووصف المظاهرات بـ"الفتنة" ليصرخ فيه د. عمار "حرام عليك" مخالفًا لقواعد الاستماع لخطبة الجمعة.
ومع انتهاء الصلاة كانت هناك ثلاث عربات أمن مركزي وعشرات الجنود لينصرف الناس ويتجه د. عمار إلى شارع المنيل، ويشاهد مجموعة من المصريين جالسين على مقهى ويحتسون الشاي والقهوة ويدخنون النارجيلة ويلعبون الطاولة، وفي المقابل شاهد مجموعة من البلطجية وفي أيديهم عصي غليظة، ليسأل نفسه "هل خذلنا الناس؟" ولكن من قلب هذا المشهد الدرامي لاح لعينيه حشد قادم من ميدان "الباشا" ويجد سيلًا من البشر، ,ويقول د. عمار لنفسه "لم يخذلونا".
يروي الكاتب أنه تحرك مع طوفان من الناس، انضم لهم المزيد من الشوارع الجانبية، وسط هتافات مثل "مش هنخاف من ابوك يا جمال ..صوتنا العالي يهد جبال" وليتحرك الحشد من أمام مسجد "صلاح الدين" وينظر لهم البلطجية في ضعف واستكانة بسبب العدد الضخم، واضطر النقيب الواقف مع الجنود أن يفتح الطريق للمتظاهرين بعد التشاور مع رتبة أعلي منه من خلال اللا سلكي لتكون المعركة الرهيبة في شارع "القصر العيني". هراوات وقنابل ودروع ومصفحات، دخان وماء وضرب مبرح واقتراب من الموت خنقًا، وبصل وخل وزجاجات مياه وكوكاكولا من الشرفات لمواجهة العطش والغاز.
ساعتان من الصد والرد ثم انسحاب مفاجيء للجنود ليدخل الزاحفون الي الميدان بشعار "الشعب يريد إسقاط النظام"، وتمضي أيام الثورة الـ18 بين محاولات للحلول الوسط عن طريق "لجنة الحكماء" التي رفضها شباب الميدان و بين مناورات جماعة الإخوان التي قبلت اللقاء مع اللواء عمر سليمان لإبقاء كل الخطوط مفتوحة مع كل الأطراف، و"موقعة الجمل" التي استخدم فيها مؤيدو مبارك السيوف والجمال والجياد والشوم وكسر السيراميك المَسنون، ليشارك الكثيرون في المعركة ويُبلي شباب الالتراس بلاء حسنًا ومعهم شباب الإخوان، لتنتهي هذه المرحلة بتنحي مبارك وتسلم المجلس العسكري للسلطة بدلًا منه.
لقاء الجنرالات
كان انطباع د. عمار أن الجنرالات يعتبرون ما جرى في 25 يناير مجرد انتفاضة أراحتهم من التوريث وأن موقف الجنرالات من الشباب هو "لقد صنعتم ثورة عظيمة، شكرًا لكم، عودوا إلى منازلكم ونحن سندير كل شيء". رغم أن حوار د. عمار مع السيسي، رئيس المخابرات العسكرية وعضو المجلس العسكري في يونيو 2011، أشار إلى أن الثورة الشعبية حَمَت الجيش أيضًا مثلما ساهم الجيش في حماية الشعب.
قال عمار للسيسي: "قوات الأمن كانت أضعافنا وانهزمت أمام الشعب مع أنها مدربة علي مواجهات الشوارع".
فرد السيسي: "مبارك جعل قوات الأمن جيشًا موازيًا لا ينقصه الا الدبابات والطائرات".
فقال له عمار: "كان يجهز هذا الجيش الموازي لحماية عملية التوريث، ولو كنتم أبديتم رفضًا قاطعًا لمجيء نجله جمال إلى الحكم لواجهتكم قوات الأمن تلك".
فهز السيسي رأسه موافقًا علي الكلام بينما واصل د. عمار:
"هذا معناه أن الثورة العظيمة أنقذت الجميع من هذا السيناريو الكارثي".
فرد السيسي وقال: "الحمد لله".
شهد اللقاء، الذي ضم عدة كُتّاب إلى جانب اللوائين محمد العصار والسيسي، اقتراحات كثيرة لم يقم بتنفيذها المجلس العسكري، ويذكر د. عمار أن وجهي اللواءين امتقعا عندما طالب بتكوين مجلس رئاسي مكون من ثلاثة مدنيين و عضوين من العسكريين، وأن اللواءين لم يذكرا أو يعترفا بـ "الشرعية الثورية"، وإن تحدثا عن شراكة بين الجيش والثورة، وإن وصفها د. عمار بنظرية "الشريك المخالف"وعندما أبدى مخاوفه بشأن حدوث مواجهة بين الجيش والشعب كانت طمأنة اللواء السيسي بأن هذا اليوم لن يأتي أبدًا وأن قيمة "تماسك" القوات المسلحة تدمرها مثل هذه المواجهة.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2011 قابل د. عمار ضابطي صف في القوات الجوية قام بتوصيلهما من السويس للقاهرة، ومن خلال الحديث عرف أن المجلس العسكري أجري استطلاعًا داخل صفوف القوات المسلحة ما بين 25 يناير و 11 فبراير حول إمكانية تدخل الجيش لتظهر النتيجة وتشير أن الأغلبية الساحقة مع الشعب وضد أي تدخل عنيف لفض المظاهرات، بينما كان المجلس العسكري في ما بعد التنحي متراخيًا في حل المجالس المحلية ومواجهة أعضاء الحزب الوطني ليقول د. عمار للفريق سامي عنان في أحد اللقاءات التي كان يجريها مع الكُتّاب والخبراء:
"أنتم جزء من الثورة المضادة".
يسقط حكم العسكر
يَصِف الدكتور عمار مذبحة "محمد محمود" التي جَرَت في نوفمبر/تشرين الثاني 2011 بالفارقة والدالة حيث نزل إلى التحرير مع مَن نزلوا بعد أن شاهد في التلفزيون جنود الأمن المركزي وهم يركلون شابًا ويلقونه مع النفايات ليمتليء الميدان وتتدخل قوات الشرطة العسكرية بالرصاص الصوتي وقنابل الغاز والرصاص المطاطي والضرب بالهراوات دون هوادة، ليتقهقر المتظاهرون نحو كوبري قصر النيل و يولد هتاف "يسقط يسقط حكم العسكر" هادرًا بعد أن كان يقال همسًا.
وفي اليوم الثاني من المظاهرات التي اعتبرها د. عمار موجة ثورية ثانية اتصل بعصام العريان ليدعوه للمشاركة في المظاهرات أو على الأقل الكف عن مهاجمة الثوار، ولكن رد العريان كان: "تقديراتنا مختلفة، ولن نشارك، لأنها مؤامرة لتأجيل الانتخابات البرلمانية"، واستفاد الإخوان من تلك الموجة بإعلان المجلس العسكري تحديد موعد لانتخابات الرئاسة، ومع سقوط القتلى من المتظاهرين كان د. عمار يطالب في مداخلاته مع القنوات الفضائية بمحاكمة المشير طنطاوي بتهمة قتل المتظاهرين أسوة بمبارك.
وفي اليوم الثالث من موجة "محمد محمود" كان هناك إلحاح من شباب "حملة البرادعي" لإقناعه بتولي رئاسة مجلس الوزراء وهو في صمت وابتسامة رافضة، وعند اجتماع الجمعية الوطنية وبعد لقاء البرادعي مع الفريق سامي عنان كانت المعلومة أن المشير طنطاوي رافض لتولي البرادعي المنصب، وعند محاولة طرح الأمر علي الميدان للحصول علي قوة ضغط باقتراح البرادعي رئيسًا للوزراء مع وجود نائبين له هما د. حسام عيسي و د. أبو الفتوح، كان الانقسام في الميدان وهو ما كان يحدث كثيرًا ويُضعِف القوة الثورية. ويري د. عمار أن هناك قوى كانت تغذي الانقسامات وهما قوى النظام السابق وأجهزتة الأمنية من جهة، ومن جهة أخرى جماعة الإخوان التي كانت تستفيد من الانقسامات لتجني الثمار.
ويستدل الدكتور عمار على انتهازية الإخوان بواقعتين، الأولى قبل الثورة وأثناء اجتماعات الوطنية للتغيير، كان الاتفاق أن تكون البداية بصناعة الدستور لو سقط مبارك وهو ما خالفه الاخوان، والواقعة الثانية عندما قامت القوى السياسية بإعداد قانون الانتخابات لتكون المقاعد مناصفة بين "الفردي" و "القائمة" حتي لا يتم الطعن علي نتيجة الانتخابات، ولكن الإخوان اعترضوا وتغيرت النسبة الي الثلث والثلثين مع إمكانية ترشح مرشحي الأحزاب على مقاعد الفردي وهو ما أدى إلى حل البرلمان لاحقًا.
المرشح الثوري
انضم د. عمار لـ "لجنة المائة" التي كان هدفها وضع معايير محددة يتم التوحد بها وراء مرشح من التيار الثوري، على شرط أن يكون كفؤًا ولديه فرصة كبيرة في الفوز بالانتخابات. كانت الفكرة هي إقناع أحد المرشحين الأكبر حظًا، وبالتالي حاولت اللجنة إقناع حمدين صباحي وعبد المنعم أبو الفتوح بأن يتنازل أحدهما لدعم الآخر، مع إعلان أنه سيتم اختياره نائبًا بعد نجاح المرشح الآخر.
الانتخابات نفسها أثبتت أهمية هذا الطرح حيث حصل كلا المرشحين مجتمعين على أصوات تفوق محمد مرسي وأحمد شفيق، وعندما قابلت اللجنة أبو الفتوح كان من المتوقع أن يكون هو المرشح المختار، ولكنه سأل اللجنة عن حازم صلاح أبو اسماعيل، وهل يمكن ضمه إلى الفريق الرئاسي، وهو ما لم تقتنع به اللجنة لابتعاد أبو اسماعيل عن فكرها، بينما كان أبو الفتوح يبحث عن أصوات السلفيين ومؤيدي أبو اسماعيل وفي نفس الوقت كان أبو الفتوح متخوفًا من أن يؤثر تحالفه مع صباحي علي أصوات الاسلاميين التي كان يسعي وراءها. في حين كان "صباحي" دبلوماسيًا و لم يقم بإعطاء إجابة واضحة بموافقته أو رفضه للفكرة.
يشير عمار علي حسن إلى أنه كان هناك أثر للمنافسة الطلابية القديمة بينه وبين أبو الفتوح، والتي بدا أنها ما زالت في الأذهان، والغريب أنه من بين المرشحين الثلاثة الأقل حظوظًا وهم المستشار البسطاويسي و أبو العز الحريري و خالد علي لم يقم أي منهم بالاستجابة للفكرة والانسحاب، بل ظلوا في السباق الرئاسي حتي النهاية لتضيع فرصة هامة ومؤثرة.
كتاب "عشت ما جري" للدكتور عمار علي حسن شهادة مليئة بتفاصيل كثيرة هامة، خاصة ونحن نعيش أجواء من التزوير الفاضح للتاريخ و المبني على روايات مختلقة لا يساندها سوي تكرارها وإفساح المجال لها حتي تصنع المزيد من الوهم عما حدث وما سوف يحدث.
كتاب "عشت ما جرى"
عمار علي حسن
سلسلة "كتابات الثورة
الهيئة العامة لقصور الثقافة، 2013