(*)في الولايات المتحدة، عادة ما يطلق على باسم يوسف "جون ستيوارت مصر". لم يعد باسم يحيا في مصر، ولكنه صرح مؤخرًا "أعتقد أن بقية المقارنة سليمة، لأن جون لم يعد [يقدم برنامجه] على الهواء، وأنا أيضًا بعيد عن الهواء".
بعد انتفاضة التحرير في 2011، بدأ يوسف في استضافة برنامج إخباري ساخر؛ انتهى لحصد أعلى نسبة المشاهدة في تاريخ البلاد، على خلاف ستيوارت، عندما تم انتخاب محمد مرسي رئيسًا لمصر في 2012، أطلق باسم النكات ضد حزب مرسي؛ الإخوان المسلمين[1]. في العام التالي استولى جنرال من الجيش، عبد الفتاح السيسي، على الحكم[2]، فأطلق باسم النكات ضد الجيش كذلك.
"الأصوليون المسلمون كالأصوليين العسكريين، لا فارق بينهما" يقول يوسف "كلاهما يود أن يتجاهل الحقائق وأن يحل محلها الدعاية". عندما كان مرسي في السلطة أُلقِي القبض[3] على باسم يوسف بتهمة إهانة الرئيس وإهانة الإسلام وتهديد السلم العام، وبعد ست ساعات من الاحتجاز للاستجواب، أُطلق سراحه مع تحذير. عندما وصل السيسي لمقعده، أُجبر باسم على إلغاء البرنامج فقرر ترك البلاد. هو يحيا الآن في لوس أنجيليس مع زوجته وابنته.
في العام الماضي قدم باسم عرضًا على مسرح فيوجن، وقام برحلة برية على نمط "توكفيل يقابل بورات" في أنحاء الولايات المتحدة. وخلال هذا الشهر ستُنشر مذكراته المعنونة بـ"الثورة للأغبياء" كما سيُعرض فيلم تسجيلي عنه يدعى "دغدغة العمالقة". "نظريًا، يمكنني العودة إلى مصر في أي وقت. السؤال الوحيد هو: هل سيتركوني أغادر مرة أخرى؟"
قال المدير "بالتأكيد سنقوم بفحص حقائب الجميع عبر آلات المسح". قال يوسف "ليست المسألة كذلك، هؤلاء الناس يتقاضون أجورًا لإثارة الشغب ومقاطعة العرض". وقالت مها "هم مصريون محافظون يعيشون هنا، يستأجرهم نظام السيسي لإثارة الشغب. يحدث هذا في كل عرض نقدمه".
وقال باسم "بإمكاني أن أتعرف عليهم دومًا، هم أكبر سنًا من باقي الحضور، ويجلسون كلهم في صف واحد مرتدين حللاً فضفاضة، ولا يتفاعلون مع العرض ولا يضحكون". بينما أكملت مها "لكن في لحظة ما يقاطع أحدهم العرض، ويقوم زملاؤه بتصويره بكاميرا الموبايل، ويقومون بمونتاج الفيديو ليصوروا لمن يراه أن كل الجمهور في الصالة يرفض رسالة باسم".
قال مدير المسرح "وااو.. ليس هذا ما نتعامل معه عادة، هذا شيء جديد تمامًا".
في لحظة رفع الستار، طلب باسم من مدير الأمن ويدعى كيفين ماسون أن يعلن أن أي شخص يستخدم موبايله سيُطرد من العرض "اِبد جادًا وحادًا عندما تقول لهم هذه الرسالة". ماسون الأسمر الذي يبلغ طوله مترين تقريبًا هو أيضًا كوميديان يقدم عروضه في "بيج كيف". رد ماسون على باسم "أفهم ما تريد. يمكنني أن أبدو مخيفًا". أعلن ماسون رسالته ثم وقف أسفل خشبة المسرح محدقًا في تهديد.
بدأ يوسف أداء دوره. عرض على الجمهور فيديو يلخص بعض لقطات برنامجه، يليها مشاهد لحشد مصري يتهمونه بالكفر والعمالة للمخابرات الأمريكية، وبأنه جاسوس درّبه "الصهيوني جون ستيوارت". قال باسم إن رغم النجاح المشكوك فيه للثورة المصرية "نجحنا في إزاحة مبارك بعد 30 عامًا من الحكم، ندعوها في الشرق الأوسط (الفترة الأولى)" إلا أن العالم لا يزال مليئًا بالديماجوجيين غير القادرين على تحمل النكات.
بعد عشرين دقيقة من بدء العرض بدأ الهتاف "سيسي.. سيسي" جاء الهتاف من بضعة أفراد جالسين في نفس الصف. النساء كن يرتدين الحجاب، والرجال يرتدون حللاً فضفاضة قال باسم بالإنجليزية "ياجماعة، اهدوا شوية واعملوا إنه الزفت العرض عاجبكم"، فصفق له الحضور.
واحدة من المشاغبين وقفت، ورفعت إصبعها المرتجف نحو باسم وصرخت فيه "لم لا تُبدِ بعض الاحترام؟" فرد باسم "سيكون هناك وقت مخصص لتلقي الأسئلة والإجابة عليها في نهاية العرض، ممكن تستني وتشتميني ساعتها؟"
لكن المشاغبة استمرت في الصراخ، بينما كان الرجل الجالس بجوارها مستغرقًا في تصوير المشهد بموبايله. "خلاص ماشي هنرد ع الأسئلة دلوقت" قالها باسم وجذب كرسيًا وجلس عليه، بدا ساخطًا ونافذ الصبر وهو يقول "أهلا بكم في حياتي".
تتابعت محاولات مقاطعته. بعد ساعتين ونصف تقريبًا، تلقى يوسف تصفيقًا وتحية وقف له فيها الجمهور. غادر المسرح وألقى بجسده على كنبة في الحجرة الخضراء. وقف ماسون بقربه ناظرًا للجمهور المغادر للقاعة "أنا معرفش مين السيسي دا، لكن الناس دي متسخنة جامد" يواصل ماسون "أنا متعود اتعامل مع المشاغبين أنا كمان باعتباري كوميديان. لكن عمري ما شفت حاجة زي كدا".