أعرب 290 أكاديميًا من مختلف دول العالم عن رفضهم الموقف الألماني المؤيد لإسرائيل على نحو مطلق، و"الرقابة والاضطهاد والتهديدات الأخيرة التي يواجهها الأكاديميون الألمان وغير الألمان في ألمانيا بسبب انتقاداتهم لسياسات الدولة الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين"، معتبرين اﻷمر " غير مقبول على الإطلاق".
وفي عريضة للتوقيع حملت عنوان "خروج ألمانيا عن العقل: رسالة علماء عالميين تدين دور ألمانيا في إسكات الفلسطينيين"، أوضح الموقعون أن "التصريحات العلنية لممثلي الدولة الإسرائيلية وقادتها العسكريين والسياسيين تشير بشكل لا لبس فيه إلى رغبتهم في تجريد الفلسطينيين من أراضيهم، واستعمارها، والانخراط في التطهير العرقي".
وشدد الموقعون على أن "إسرائيل تنتهج سياسة إبادة جماعية ضد الفلسطينيين، بهدف تجريدهم من وطنهم"، معتبرين أن "الهجمات العشوائية على المدنيين والمستشفيات والمراكز الصحية، التي ترقى إلى مستوى جرائم حرب بموجب القانون الدولي، تظهر بوضوح رغبة إسرائيل في العمل خارج أي حدود قانونية أو أخلاقية".
ومن بين الموقعين أستاذ الأنثروبولوجيا الفخري في جامعة نورث كارولينا أرتورو إسكوبار، والأستاذة الفخرية في دراسات النوع الاجتماعي في كلية العلوم الإنسانية بجامعة أوتريخت بهولندا جلوريا ويكر، والأستاذة الفخرية بجامعة جورج تاون إيفون حداد، والأستاذة الفخرية بجامعة برازيليا في البرازيل ريتا سيجاتو، والأستاذ الفخري في جامعة لا تروب في ملبورن ومدير شبكة DEEP العالمية بأستراليا ألبرتو جوميز، وغيرهم المئات.
وحسب موقع هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي، تعد ألمانيا موطنًا لأكبر الجاليات العربية والمسلمة في أوروبا وهي جالية تتميز بالتنوع العرقي، فمن بين الخمسة ملايين ونصف مليون مسلم في ألمانيا، الذين يشكلون 6.6% من إجمالي عدد السكان، هناك 2.5 مليون من أصول تركية، نحو 45% من عدد المسلمين في البلاد.
لكن في الآونة الأخيرة، فرضت حرب غزة تحديات غير مسبوقة على بعض المسلمين والعرب في ألمانيا، إذ أصبح التضامن مع الفلسطينيين وكيفية التعبير عن هذا التضامن قضية رأي عام في البلاد.
وصدرت قرارات وتشريعات تضع قيودًا على تنظيم الاحتجاجات، وأخرى تمنع ارتداء أزياء معينة مثل الكوفية الفلسطينية في مدارس العاصمة برلين.
وجاء إعلان ولاية ساكسونيا إدراج شرط جديد للحصول على الجنسية الألمانية، ليكون بمثابة أحد أحدث التشريعات التي أثارت جدلًا في الأوساط العربية والمسلمة في البلاد. إذ فرضت الولاية الألمانية الأسبوع الماضي على المتقدمين للجنسية، إعلان دعمهم حق إسرائيل في الوجود.
وأضاف الموقعون على العريضة أنه "بما أن الأكاديميين الدوليين يتفاعلون بشكل متكرر مع نظرائهم الذين يواجهون التحديات، فإننا نفكر في الاتجاه الذي تتجه إليه الدولة الألمانية والجامعات الألمانية. ويبدو أن كليهما يتخلى عن مبادئ التعددية والديمقراطية، ويختار خطابًا منفردًا، ويضطهد أولئك الذين يتحدون سياساته، ويفرض رقابة وخنق أي خطاب لا يتماشى مع أجندة الدولة، بالتالي تمكين صعود كراهية الأجانب وخطاب الكراهية الحقيقي داخل مؤسساتها".
ودعت العريضة "على نحو عاجل إلى وضع حد لاتجاهات الرقابة والاضطهاد والوصم"، كذلك إلى "استعادة احترام حرية التعبير الأكاديمي والثقافي والفكري".
ومنذ يومين، حصلت الكاتبة الروسية الأمريكية ماشا جيسن على جائزة أدبية ألمانية في مراسم تأجلت وقلصت بشكل كبير بسبب مقال شبهت فيه غزة بالجيتوهات "الأحياء اليهودية" في ألمانيا النازية.
وحسب تقارير إعلامية، اعتبرت المقارنة مثيرة للجدل في ألمانيا، التي تدعم إسرائيل بقوة كنوع من الأسف وتحمل المسؤولية عن مقتل ما يصل إلى 6 ملايين يهودي خلال محرقة النازي "هولوكوست".