تتقدم قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي نحو خانيونس مع تكثيف القصف على عدة أهداف وسط وشرق وغرب المدينة طوال الليل حتى الساعات الأولى من الصباح، في وقت عادت الاتصالات بشكل جزئي صباح اليوم إلى غزة بعد قطعها للمرة الرابعة عن القطاع أمس.
وتقدمت الدبابات والآليات العسكرية وصولًا إلى شارع صلاح الدين الذي يفصل شرق المدينة عن غربها، واجتازت الشارع باتجاه مركز المدينة، حسب مراسل المنصة.
ووصل إلى مستشفى ناصر الطبي عشرات القتلى والجرحى جراء القصف الإسرائيلي على خانيونس، بينما أكدت طواقم الإسعاف أنها لن تتمكن من دخول المنطقة الشرقية لإجلاء القتلى والمصابين بسبب استمرار القصف.
وتواصلت الاشتباكات بين جيش الاحتلال والمقاومة الفلسطينية، حيث سُمع صوت إطلاق نار كثيف من وسط المدينة طوال ساعات ليل أمس.
وصباح اليوم سُمعت أصوات اشتباكات وإطلاق نار كثيف في محيط مدينة حمد شمال غرب خانيونس، في وقت شهدت مدينة غزة قصفًا مدفعيًا على منطقة الشجاعية شرق المدينة، والشيخ رضوان شمال مدينة غزة، ما أسفر عن سقوط 3 قتلى، امرأة وطفلين، حسب وزارة الصحة الفلسطينية.
وأكد شهود عيان لمراسل المنصة، نزحوا من شارع صلاح الدين صباح الثلاثاء إلى المناطق الغربية، أن "عددًا من الجثث ملقاة في الشوارع شرق خانيونس نتيجة القصف والاشتباكات خلال الليل".
ومنع جيش الاحتلال الإسرائيلي، النازحين، من العبور عبر طريق صلاح الدين، وقال حساب باسم "المنسق" تابع لجيش الاحتلال في بوست عبر فيسبوك، "القتال والتقدم العسكري لجيش الدفاع في منطقة خانيونس لا يسمحان بتنقل المدنيين عبر محور صلاح الدين في المقاطع الواقعة شمال وشرق مدينة خانيونس. يشكل محور صلاح الدين في هذه المقاطع ساحة قتال فمن الخطورة الوصول إليه".
وأضاف "التنقل من منطقة رفح وخانيونس باتجاه دير البلح ومخيمات الوسطى سيتاح عبر المحاور التالية: شارع الرشيد البحر، شارع الشهداء في دير البلح".
يأتي ذلك في وقت يستعد عدد من النازحين وسط خانيونس، للنزوح مرة أخرى إلى مدينة رفح تخوفًا من تقدم الدبابات وجيش الاحتلال. واحدة من هؤلاء هالة عبد الرحمن، ذات الـ27 عامًا، أمٌّ لثلاثة أطفال، قالت لـ المنصة، إنها "عاشت وأطفالها ليلة من الرعب والخوف والتوتر، ولا يمكن أن تغامر بهم".
وأشارت هالة إلى أن الحركة رغم صعوبتها في الوقت الحالي إلا أنها أفضل من الانتظار حتى اللحظات الأخيرة، "عندي 3 أطفال، وين بدي أجري فيهم تحت القصف، أختي ساكنة جنوب رفح وبدي أروح عندها بالبيت".
وانقطع التيار الكهربائي عن مستشفى تل السلطان للولادة عصر اليوم مع نفاد الوقود فيها، وفق تصريح صحفي لإدارة المستشفى وصل إلى مراسل المنصة اليوم.
وحمّلت إدارة المستشفى الاحتلال المسؤولية عن حياة المواليد الخدج في قسم الحضانات، بالإضافة إلى حياة المريضات في أقسام المستشفى المختلفة، خصوصًا في ظل توقف قسم العمليات والحضانات والأجهزة الطبية.
وعلقت إدارة المستشفى "نحن أمام جريمة جديدة ضد الأطفال الخدج والنساء الحوامل"، مناشدة الجهات المعنية والمؤسسات الدولية "التدخل العاجل فورًا لتوفير الوقود والمستلزمات الطبية لإنقاذ المستشفى من كارثة إنسانية حتمية".
في سياق متصل، حذرت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية المقيمة في الأراضي الفلسطينية لين هاستينجز من أن الظروف الضرورية لتوصيل المساعدة إلى سكان غزة "منعدمة"، قائلة "ما نشهده يتجسد في مراكز إيواء بلا إمكانيات، ونظام صحي منهار، وانعدام مياه الشرب النظيفة، وعدم وجود الصرف الصحي الملائم، وسوء التغذية، يعد الصيغة التي تُدرس عن ظروف انتشار الأوبئة وحدوث كارثة صحية عامة"، وفق ما نقله موقع بي بي سي.
وغادر قطاع غزة أمس، 621 شخصًا، بينهم 25 من الجرحى و560 من حملة الجوازات الأجنبية، و3 أمهات لأطفال خدج، حسب بيان نشره مسؤول إعلام المعبر وائل أبو محسن، عبر واتساب. وأشار أبو محسن إلى دخول 100 شاحنة من بينها شاحنتا وقود تحملان 65 ألف لتر.