موقع الشركة الشرقية للدخان إيسترن كومباني
فرع تابع للشركة الشرقية للدخان إيسترن كومباني

استحواذ الإمارات على "سوق الدخان" يقلق الجميع.. إلا الحكومة

محمد الخولي محمد حميد أحمد صبري
منشور الأربعاء 6 سبتمبر 2023

وسط الأزمة الكبيرة التي يعاني منها سوق السجائر في مصر، أعلنت الحكومة بيع جزء من حصتها في الشركة الشرقية للدخان "إيسترن كومباني"، لصالح شركة جلوبال للاستثمار القابضة المحدودة، الإماراتية، في وقت يرى خبراء وتجار أن عملية البيع لن يكون لها تأثير على الأزمة الحالية، مع تخوفهم من ارتفاع أسعار منتجات الشركة الفترة المقبلة.

وبحسب الإعلان الحكومي، تستحوذ شركة جلوبال للاستثمار القابضة المحدودة على 30% من إجمالي أسهم إيسترن كومباني مقابل مبلغ 625 مليون دولار أمريكي، حوالي 19.3 مليار جنيه، مع توفير 150 مليون دولار لشراء المواد التبغية اللازمة للتصنيع.

وبموجب هذا الاتفاق تتخلى الشركة القابضة للصناعات الكيماوية، وهي  إحدى الشركات التابعة لوزارة قطاع الأعمال العام، عن جزء من حصتها بالشرقية للدخان لصالح جلوبال، ويتبقى لها حصة قدرها 20.9%.

توقيع على اتفاقية استحواذ على 30%من إجمالي أسهم الشركة الشرقية لصالح جلوبال للاستثمار- سبتمبر 2023

وضع الشرقية للدخان المالي

أظهر إفصاح الشرقية للدخان، المرسل للبورصة أول أمس الاثنين، تحقيق الشركة إجمالي مبيعات بلغت 66 مليار جنيه خلال الفترة المنتهية في يونيو/حزيران 2023، بانخفاض بنسبة 3% عن الفترة نفسها من العام الماضي.

وحققت الشركة صافي أرباح بعد خصم الضريبة حوالي 7.7 مليار جنيه خلال الفترة المنتهية في يونيو الماضي، بزيادة بنسبة 90% عن الفترة نفسها من العام الماضي، التي بلغت فيها الأرباح 4 مليارات جنيه، على الرغم من انخفاض مبيعات الشركة، بحسب إفصاح الشركة.

وسجلت أرصدة العملات الأجنبية، للشرقية للدخان تراجعًا خلال نهاية العام الماضي 2022، وبلغت قيمة أصول الشركة الدولارية 1.75 مليون دولار، فيما بلغت التزاماتها الدولارية نحو 66.76 مليون دولار، بمعدل نقص يقارب 65 مليون دولار، بحسب البيان المالي للشركة الصادر ديسمبر/كانون الأول الماضي.

كما بلغت أرصدة الشركة من عملة اليورو 49 ألف يورو، في حين بلغت التزاماتها 5.43 مليون يورو، بمعدل نقص 5.38 مليون يورو. ووصلت أرصدة الشركة من الجنيه الاسترليني 3 آلاف جنيه، بينما التزاماتها لامست 143 ألف جنيه.

تعود ملكية أسهم جلوبال للاستثمار إلى شركة يمتلك 90% من أسمهما الإماراتي أبوبكر الحسيني

وفي 2019 باعت الحكومة نسبة 4.5% من الشركة الشرقية، التي تعد أكبر منتج للسجائر، مقابل 180 مليون دولار، ثم في 2020 حصلت شركة فيليب موريس على رخصة جديدة لإنتاج السجائر التقليدية والإلكترونية، مقابل 450 مليون دولار، وتضمنت الرخصة أن تحصل الشركة الشرقية على حصة 24% في الشركة المتحدة للتبغ، وهي إحدى شركات فيليب موريس.

هيكل مساهمين جدد

بذلك يكون هيكل المساهمين الجديد للشركة موزعًا بين 30% جلوبال، و20.9% للقابضة للصناعات الكيماوية، و7.21% ، لصندوق استثمار ALLAN GRAY، واتحاد العاملين المساهمين الذي يمتلك 5.20%، إضافة إلى الأسهم الحرة بنسبة 36.20%، ويمتلكها صغار المتداولين.

وقالت الشرقية للدخان، في بيان لها، إن الاتفاقية الجديدة لن يكون لها تأثير على حصتها في الشركة المتحدة للتبغ.

وهو ما أكدت عليه إدارة البحوث بشركة HC لتداول الأوراق المالية والسندات، موضحة، في تعليق نشرته أول أمس، أنه بناء على اتفاقية المساهمين في المتحدة للتبغ، فإنه "إذا استحوذت شركة أجنبية على 10% من أسهم الشرقية، سيكون لمساهمي المتحدة الحق في الاستحواذ على حصة الشرقية 24% في المتحدة بالقيمة الاسمية، إضافة إلى 108 ملايين دولار".

من المالك الجديد؟

تُوضح البيانات المنشورة عن شركة جلوبال إنفستمنت المحدودة عبر موقع سوق دبي المالي، أنها تأسست قبل 3 أشهر فقط من شرائها الحصة الأكبر في الشركة الشرقية، أي في يونيو الماضي.

وتمتلك أسهم جلوبال للاستثمار، الشركة المصرية للاستثمار القابضة المحدودة، التي يمتلك 90% من أسهمها رجل الأعمال الإماراتي أبوبكر الحسيني، فيما يستحوذ محمد العبار على حصة فيها، بحسب ما نشرته صحيفة المال.

وفضلاً عن استحواذ رجال أعمال إماراتيين على الحصة الأكبر بالشرقية للدخان، يمتلك الحسيني مع مساهمين إماراتيين آخرين حصصًا رئيسية في الشركة المتحدة للتبغ.

مخاوف التجار

ومع الإعلان عن الصفقة الجديدة، اختلف الخبراء والتجار حول تأثيرها على السوق؛ سواء من حيث الحصص السوقية، أو أسعار المنتجات.

وقال تاجر سجائر في منطقة السيدة عائشة، إبراهيم جمال، للمنصة، إن الفترة الماضية شهدت انفراجة بسيطة في توافر السجائر، "مش عايز أقول المشكلة اتحلت بس كانت يعني اتوفرت شوية، ودا لمدة يومين بس ورجعت الأزمة تاني"، وأضاف أنه نتيجة لقلة المنتج تباع السجائر في السوق السوداء بأعلى من سعرها الرسمي.

وهو نفس ما أكده أحمد حسن، بائع في منطقة حلمية الزيتون، لافتًا إلى أنه يبيع السجائر كل يوم بسعر مختلف، مرجعًا ذلك إلى أنه يستلمها بأسعار مختلفة.

وهو أيضًا ما ذهب إليه رئيس شعبة الدخان والسجائر بغرفة الصناعات الغذائية باتحاد الصناعات إبراهيم إمبابي، مؤكدًا للمنصة أن "الصفقة الجديدة لن تحل أزمة ارتفاع أسعار السجائر".

ولفت إمبابي أن حل الأزمة الحالية "رهن انخفاض أسعار السجائر بإصدار التشريع الضريبي للسجائر وطرح الكميات التي تم ضبطها مُخزّنة لدى التجار والموزعين في محطات بنزين وطنية"، إضافة إلى "قلب" الهرم التوزيعي بإعطاء الأولوية في الحصول على السجائر لتجار التجزئة والأكشاك، وليس الوكلاء والموزعين تفاديًا لتخزينها.

وبيّن أن "السجائر المضبوطة مُخزّنة بالسوق تعادل حجم إنتاج شركة الشرقية للدخان في 3 أشهر".

ومن جانبه، قال الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب للشركة الشرقية هاني أمان، إن الصفقة لن يكون لها تأثير على أسعار منتجات التبغ في السوق المحلي، مؤكدًا في تصريحات صحفية أن "تغير هيكل الملكية ليس له علاقة بأسعار المنتجات أو الحصص السوقية في السوق.. ولكن الأمر مرتبط بتغير تكاليف الإنتاج".

ورغم المخاوف التي أكد عليها التجار والباعة وشعبة الدخان، قال أمان إن توفير المساهم 150 مليون دولار للشركة الشرقية من خلال علاقاته بالبنوك، سيعمل على "سرعة زيادة حجم إنتاج الشركة بدلًا من انتظار موافقات البنك المركزي لتدبير النقد الأجنبي لاستيراد المواد الخام".