صفحة مجلس الوزراء - فيسبوك.
في المنتصف وزير التنمية المحلية وإلى يساره وزيرة التخطيط خلال زيارتهم لسيناء.

جولة حكومية ثانية في سيناء خلال شهر لتعزيز الأمن.. والأهالي يترقبون موقعهم من التطوير

رحاب عليوة
منشور الثلاثاء 30 مايو 2023 - آخر تحديث الثلاثاء 30 مايو 2023

اختتم وزيرا التخطيط الدكتورة هالة السعيد، والتنمية المحلية اللواء هشام آمنة، أمس، جولة استمرت يومين في محافظة شمال سيناء، لافتتاح عدد من المشاريع الصغيرة، وسط وعود بتنمية المحافظة، بينما لا زال الأهالي يترقبون ترجمة تلك الوعود إلى أفعال ومعرفة موقعهم فيها، بحسب ما أكده الباحث السيناوي وأحد أبناء قبيلة الرياشات عبد المنعم الرفاعي للمنصة

وتعد الزيارة هي الثانية خلال شهر لوفد حكومي، بعد زيارة مماثلة لوزراء الثقافة والرياضة والتضامن الاجتماعي والتنمية المحلية في 26 أبريل/ نيسان الماضي، أي قبل نحو شهر. 

وأرجع الباحث السيناوي توالي الزيارات الحكومية لسيناء إلى الرغبة في إرسال رسالة بشأن "عودة الأمن في سيناء"، تمهيدًا لتنميتها وجذب الاستثمارات، وقال إن "الوزراء بيجوا سيناء لهدفين دراسة الأوضاع على أرض الواقع، ولنعلن للعالم أن سيناء خالية من الإرهاب وآمنة وإلا مكنتش الحكومة بنفسها تروح". 

ولفت الرفاعي إلى المجهود والميزانية الضخمة التي تحتاجها سيناء، وقال إنها "تخلصت من الإرهاب من نحو عام فقط، وتحتاج إلى استثمارات ضخمة لتنميتها، فمساحتها قد 5، 6، 7 محافظات، وتحتاج ميزانية دولة عشان تعمل تنمية في سيناء"، وأكد أن تنمية سيناء "مش كلمة وخلاص". 

وكانت وزيرة التخطيط قالت، خلال جولتها في سيناء، إن "قيمة الاستثمارات العامة الموجهة لشمال سيناء بخطة عام 22/2023 بلغت نحو 8 مليارات جنيه، بين مشروعات لإنشاء 13 تجمعًا زراعيًا، ومشروعات الطرق ومحطات المعالجة، ومشروعات الصحة، وكذلك تطوير وحدات الرعاية الأولية، ومشروعات الشباب والرياضة والتي تشمل تطوير استاد العريش وغيرها". 

إشادة ولكن

وأشاد الباحث السيناوي للمنصة، بخطة تنمية سيناء، من حيث الرؤية الاستراتيجية لها، والتي بدأت بتنمية البنية التحتية وتدشين العديد من الكباري والأنفاق لربط المحافظة ببعضها البعض، أي "طوي الأرض"، على حد وصفه، معلقًا "ده في سيناء أول خطوة وأهما لأن المسافات واسعة". 

كما أشاد برؤية التنمية الاستراتيجية، وما يتحدث عنه المسؤولون من مشروعات، خصوصًا في الزراعة، لكنه تساءل "ما موقع أهالي سيناء من تلك المشروعات؟"، متخوفًا من أن الحديث يجري حول المستثمرين والاستثمارات، مطالبًا الحكومة "بدعمهم زي ما بتدعم المستثمرين بالظبط، لأن سيناء ممكن نزرع فيها كل حاجة، وبالتالي نخفف العبء عن كاهل المواطن، والأساس في ده ابن سيناء، أنا اللي موجود في الأرض مش اللي هيجي من أي حتة".

وقال إنه يتوجب على الحكومة دعم المواطن السيناوي "ماديًا وفورًا، مش يجبلي شجرة زيتون، ازرعها، ومعنديش مايه ولا إمكانيات". 

وشدد الرفاعي على أن توطين أبناء سيناء يفيد الدولة في محورين "الأول أنه يعرف الأرض دي تنتج إيه ويجوز أزرع إيه، لأن في زراعات على أمطار، وزراعات بالري"، بالإضافة إلى المحور الأمني "فوجوده في صحراء سيناء بيمثل دبابات بل قواعد صواريخ في وش من يعتدي عليها". وحذر  إن "التنمية مستحيلة في سيناء دون أهاليها". 

رسائل الدعم

ولا تنكر الحكومة هذا، بل تشدد في كافة بياناتها وكلمات الوزراء على تقديرها لأهالي سيناء وتضحياتهم خلال الفترة الماضية. فمثلًا قال وزير التنمية المحلية، خلال الزيارة الأخيرة، إن "الوزارة ستقوم بالتنسيق خلال الشهر الجاري مع وزارة التخطيط لتلبية جميع مطالب واحتياجات أهالي شمال سيناء، فيما يخص مشروعات الخطة الاستثمارية للعام المالي القادم بما يحقق تحسين مستوى الخدمات في مختلف القطاعات" .

كما تضمنت جولة الوزير أمس، وضع حجر الأساس لمركز خدمات مصر بمدينة العريش، مشيرًا إلى أن "المركز سيسهم في تطوير الخدمات الحكومية وتقديمها على أعلى مستوى من الجودة، و التيسير على المواطن وتوفير الوقت والجهد، ما يتيح الحصول على الخدمات من مكان واحد"، لافتًا إلى أن "الفترة المقبلة ستشهد التوسع في إقامة تلك المراكز حيث تم افتتاح مركزين في محافظتي أسوان وجنوب سيناء". 

لكن تلك التأكيدات لا تمنع حالة الترقب التي يعيشها الأهالي في انتظار تحقق خطوات على الأرض، خصوصًا أن "بعض الأهالي لم يحصلوا على تعويضات عن منازلهم التي تهدمت في الحرب على الإرهاب"، بحسب الرفاعي، الذي قال إن "في ناس في العريش ورفح والشيخ زويد خدوا التعويضات، وفي ناس لسه مخدوش، ومفيش أسباب".

كما لفت إلى أن "التقييم لا يتم سوى على متر الخرسانة، كما لا يتناسب مع أسعار السوق"، مطالبًا بمنح تعويض مناسب للمواطنين في ظل ارتفاع الأسعار، واستشهد  أنه "لو قاعد في بيت في القاهرة كان بـ 200 - 300 ألف ممكن  دلوقتي يكون سعره 500 / 600 أو مليون جنيه، يبقى أتعامل مع أهالي سيناء بنفس القدر، واديله حقه". وأكد أن "أبناء سيناء إيدهم على إيد القيادة في تأمين وتنمية رسالة".