زهران القاسمي يحصد جائزة البوكر العربية.. وتقليد جديد من الدورة المقبلة

أعلنت الجائزة العالمية للرواية العربية "البوكر" اليوم عن فوز رواية "تغريبة القافر" للروائي العُماني زهران القاسمي، ليكون بذلك أول روائي عُماني يحصل على جائزة البوكر في نسختها العربية، بعد فوز الروائية العُمانية خوجة الحارثي بجائزة مان البوكر الدولية عام 2019.

كما أعلن البروفيسور ياسر سليمان، رئيس مجلس أمناء الجائزة خلال كلمته فى حفل الإعلان الذي أذيع مباشرة على فيسبوك عن تقليد جديد بداية من دورة العام المقبل يتمثل فى دعوة شخصية ثقافية عربية أو عالمية، لتقديم الجائزة إلى صاحب الرواية الفائزة.

وتدور أحداث "الغريبة القافر" في إحدى القرى العُمانية وتحكي قصة أحد مقتفي أثر الماء، تستعين به القرى في بحثها عن منابع المياه الجوفية. تكون حياة القافر منذ ولادته مرتبطة بالماء، فأمّه ماتت غرقًا، ووالده طُمر تحت قناة أحد الأفلاج حيث انهار عليه السقف، ينتهي سجينًا في قناة أحد الأفلاج ليبقى هناك يقاوم للبقاء حيًا.

تعمل الرواية من منطقة جديدة في السرد، هي ذاكرة الأفلاج، والأفلاج نظام فلاحي لريّ البساتين، مرتبط بالحياة القروية في عُمان ارتباطاً وثيقاً دارت حولها الحكايات والأساطير.

وزهران القاسمي شاعر وروائي عُماني، من مواليد دماء والطائيين، سلطنة عُمان، عام 1974. صدر له أربع روايات: "جبل الشوع" (2013)، " القنّاص" (2014)، "جوع العسل" (2017) و"تغريبة القافر" (2021)، بالإضافة إلى عشرة دواوين شعرية و"سيرة الحجر 1 (قصص قصيرة، 2009) و و"سيرة الحجر 2" (نصوص، 2011).

وضمنت القائمة القصيرة هذا العام خمس روايات، بخلاف الرواية الفائزة وهما "أيام الشمس المشرقة" للروائية المصرية ميرال الطحاوي، و"منّا..قيامة شتات الصحراء" للروائي الجزائري الصديق الحاج أحمد، و"حجر السعادة" للعراقي أزهر جرجيس، و"كونشيرتو قورينا إدواردو" لليبية نجوى بن شتوان، و"الأفق الأعلى" للكاتبة السعودية فاطمة عبد الحميد.

وتتكون لجنة التحكيم هذا العام من الكاتبة والروائية المصرية ريم بسيوني، والمترجم السويدي تيتز روك، والكاتبة والأكاديمية العُمانية عزيزة الطائي، والروائية والصحفية الجزائرية فضيلة الفاروق، وعضو مجلس الأمناء ياسين عدنان.

وجاء من حيثيات فوزه اليوم بجائزة البوكر، وفق ما صرح به رئيس لجنة التحكيم محمد الأشعري "اختارت لجنة التحكيم رواية تغريبة القافر؛ لكونها اهتمت بموضوع جديد في الكتابة الروائية الحديثة وهو موضوع الماء في علاقته بالبيئة الطبيعية وبحياة الإنسان في المناطق الصعبة. وقد قدّم الكاتب لنا هذا الموضوع من خلال تآلف مستمر بين الواقع والأسطورة، ويفعل ذلك من خلال بناء روائي محكم ولغة شعرية شفافة ومن خلال نحت شخصيات مثيرة تحتل دورًا أساسيًا في حياة الناس وفي نفس الوقت تثير نفورهم وتخوّفَهم. وقد استطاع الكاتب أن يقرّبنا من مسرح غير مؤلوف للرواية المتداولة في الوطن العربي، هو مسرح الوديان والأفلاج في عُمان وتأثير العناصر الطبيعية في علاقة الإنسان بمحيطه وبثقافته".

والجائزة العالمية للرواية العربية العربية جائزة سنوية، ترعاها دائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي، وتخصص بمجال الإبداع الروائي المنشور بالعربية، وتبلغ قيمتها 110 ألف دولار أمريكي، يحصل الفائز بها على 50 ألف دولار منهم، فيما يحصل الكتاب الست الذين وصلت أعمالهم إلى القائمة القصيرة على 10 آلاف دولار لكل واحد منهم على حدة.