صفحة وكالة أنباء واس السعودية - فيسبوك.
ولي عهد المملكة يلتقي الرئيس السوري بشار الأسد على هامش قمة جدة.

"قمة جدة" تجمع حليف بوتين وخصمه.. وأبو الغيط يحتد على إعلامية سورية

قسم الأخبار
منشور السبت 20 مايو 2023

شارك الرئيس السوري بشار الأسد في  فعاليات الدورة الـ32 لاجتماعات مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، والتي عقدت الجمعة في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية، للمرة الأولى منذ ما يقرب من 12 عامًا، تزامنًا مع مشاركة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي يخوض حربًا مع روسيا منذ أكثر من عام. لتجمع قمة جدة بين حليف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وخصمه في قاعة واحدة.

ودعمت روسيا الأسد، منذ اندلاع الاحتجاجات في 2011، وتدخلت عسكريًا لحسم المعركة لصالح الحكومة السورية، حيث يعتبر الأسد حليفًا مقربًا لموسكو. وكانت هذه الاحتجاجات سببًا في تجميد عضوية سوريا في جامعة الدولي العربية في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2011، قبل أن يقرر مجلس وزراء الخارجية العرب عودتها لشغل مقعدها بالجامعة في اجتماع عقد في القاهرة في 7 مايو/أيار الجاري.

واختتمت القمة العربية فعالياتها مساء أمس الجمعة بـ"إعلان جدة"، الذي رحب بعودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، معربًا عن أمله في أن "يسهم ذلك في دعم استقرارها والحفاظ على وحدة أراضيها".

وواجه قرار عودة سوريا ردود فعل غاضبة من بعض الدول لا سيما الولايات المتحدة الأمريكية، وتعليقًا على ذلك قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، في مؤتمر صحفي مساء الجمعة عقب انتهاء فعاليات القمة العربية، إن "وجهة نظر السعودية ووجهة نظر الجامعة العربية وأعضائها، تقول أن الوضع القائم في سوريا لم يكن قابلًا للاستدامة، وأنه لا حل للأزمة إلا بالحوار مع الحكومة السورية، ولا بد من وجود سوريا في الجامعة ليكون الحوار سليمًا".

وأضاف "نتفهم وجهة نظر الولايات المتحدة وشركائنا في الغرب لكن لمعالجة التحديات القائمة، كان لا بد من مقاربة جديدة، وسنتحاور مع شركائنا لمعالجة مصادر القلق لديهم".

بدوره، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إنه "ينبغي أن نعمل بمعزل عن رؤية القوى الخارجية لهذه الخطوة تحديدًا، عودة سوريا، لأن هذا أمر خاص بالعالم العربي. سوريا دولة من الدول الأساسية المؤسسة لجامعة الدول العربية... واستعادة مقعدها شأن عربي، وعلينا إقناع الدول الأخرى بصحة المنهج العربي".

وأضاف أبو الغيط أن "هناك رغبة في أن تكون عودة سوريا بداية لانخراط عربي أكثر في حل الأزمة، واستعادة سوريا لوضعها الطبيعي في المنظومة العربية"، مشيرًا إلى أن سوريا "تحتاج لمساعدة إخوانها وفي الوقت نفسه ينبغي أن تتفاعل مع هذه الخطوة التي قامت بها المجموعة العربية".

وفي كلمته أثناء فعاليات القمة العربية، أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن الدول العربية أمام فرصة تاريخية لإعادة ترتيب شؤونها، واستثمار المصالحات التي سبقت قمة جدة. وأعرب عن أمله في أن تكون القمة "بداية مرحلة جديدة للعمل العربي للتضامن فيما بيننا للسلام في منطقتنا للتنمية والازدهار بدلاً من الحرب والدمار". وقال إنه "لا يمكننا معالجة الأمراض عبر معالجة الأعراض". وشدد على أن "سوريا ماضيها وحاضرها ومستقبلها هو العروبة".

وتضمن قرار عودة سوريا تشكيل لجنة وزارية مكونة من الأردن، والسعودية، والعراق، ولبنان، ومصر، والأمين العام للجامعة العربية، لمتابعة تنفيذ بيان عَمان، والاستمرار في الحوار المباشر مع الحكومة السورية للتوصل لحل شامل للأزمة السورية يعالج جميع تبعاتها، وفق منهجية "الخطوة مقابل خطوة"، وبما ينسجم مع قرار مجلس الأمن رقم 2254، وتقدم اللجنة تقارير دورية لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري.

وغادر أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني جدة بعد ترؤس وفد بلاده المشارك في القمة العربية، دون أن يلقي كلمة في اجتماعاتها. ويُذكر أن قطر لم تبد ترحيبًا كبيرًا بقرار عودة سوريا للجامعة العربية.

مشاركة أوكرانيا

على الجانب الآخر، جاءت مشاركة الرئيس الأوكراني مفاجئة، وبرر وزير الخارجية السعودي دعوته لحضور فعاليات القمة العربية بأنها "جاءت من باب سماع وجهة نظر جميع الأطراف". وأكد أن الدول العربية "اعتمدت منذ البداية مبدأ الحياد الإيجابي في التعامل مع الأزمة الأوكرانية-الروسية، والانخراط في فتح الحوار مع الطرفين، أملًا في الوصول إلى حل للأزمة". وأشار إلى أن القمة رحبت برسالتي الرئيس الروسي بوتين، والرئيس الصيني للقمة.

وأكد الرئيس الروسي، في برقية للقمة العربية، اهتمام بلاده بتطوير العلاقات الودية مع الدول العربية، من أجل مواجهة التهديدات والتحديات الحديثة بشكل فعال. وقال "نحن عازمون على مواصلة دعم الجهود الجماعية من أجل الحل السلمي للقضايا الإقليمية الحادة، بما في ذلك الأزمات في السودان واليمن وليبيا وسوريا، مع الاحترام الثابت لسيادة الدولة وأحكام القانون الدولي القائمة".

وكانت روسيا بدأت هجوما على أوكرانيا في فبراير/شباط 2022، ما أسفر عن أزمة عالمية أثرت على سلاسل الإمداد والتوريد، في ظل استمرار الصراع لأكثر من عام.

من جانبه، قال الرئيس الأوكراني، في كلمته أمام القادة العرب، إن "أوكرانيا لن تخضع أبدًا للمطامع الروسية". وأضاف "لم نختر الحرب ولم ننخرط في أي أعمال عدائية في أراضي دول أخرى... إننا مجبرون على مواصلة القتال، ولا أحد يوافق على تسليم أرضه".

بدوره، شدد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في كلمته في بداية اجتماع القمة العربية، على أهمية "حل الأزمة في أوكرانيا سلميًا"، مؤكدًا استعداد بلاده لبذل جهود وساطة بين روسيا وأوكرانيا.

وعلى غير العادة انتهت قمة جدة، مكتفية بالجلسة العلنية التي شهدت كلمات القادة العرب، دون الحاجة لجلسة مغلقة لمناقشة بنود إعلان جدة، في إشارة إلى "توافق عربي" على قرارات القمة قبل انعقادها، وهو ما أكده أبو الغيط خلال المؤتمر الصحفي الختامي، بقوله إن "هذه القمة اتسمت بصفة التوافق قبلها وخلالها وفي خلاصتها، وهو ما بدا واضحًا في سرعة إنجاز الاجتماعات سواء على مستوى المندوبين أو وزراء الخارجية أو حتى القادة العرب".

وشدد إعلان جدة، الذي تضمن 12 بندًا، على "أهمية تعزيز العمل العربي المشترك، والتعاون في صون الأمن والاستقرار، وحماية سيادة الدول العربية"، وأعاد التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية. وطالب بـ"تغليب لغة الحوار وتوحيد الصف، ورفع المعاناة عن الشعب السوداني، والحيلولة دون أي تدخل خارجي في الشأن السوداني يؤجج الصراع ويهدد السلم والأمن الإقليميين".

وجدد إعلان جدة التأكيد على دعم كل ما يضمن أمن واستقرار اليمن. كما حث كافة الأطراف اللبنانية على التحاور لانتخاب رئيس للجمهورية يرضي طموحات الشعب. وكرر الإعلان رفضه التدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية للدول العربية.

مقاطعة

وخلال المؤتمر الصحفي قاطع الأمين العام لجامعة الدول العربية قناة الإخبارية السورية، محتدًا على سؤالها عن "تراجع اهتمام الشارع العربي بالجامعة العربية والقمم العربية". وقال أبو الغيط "لا اتفق مع سؤالك إطلاقًا، وطوال شهر مضى قرأت مئات المقالات التي تشير إلى اهتمام العالم العربي بهذه القمة، وهذا المؤتمر يعكس حجم الاهتمام لكن أنتِ (الصحفية السورية) لديك رؤية أخرى". رافضًا أن يتيح لها الفرصة لإكمال سؤالها بقوله "السؤال انتهى".