"تميم" يبشر"مدبولي" بزيادة الاستثمارات القطرية في مصر
قال أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد إن استثمارات بلاده ستشهد زيادة في مصر الفترة القادمة، مثنيًا على ما قامت به الحكومة المصرية من جهود في الإصلاح الاقتصادي، قبل جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية، وذلك خلال استقباله رئيس الوزراء مصطفى مدبولي في أول زيارة رسمية له إلى قطر بعد سنوات القطيعة.
واستهل أمير قطر اللقاء بالترحيب برئيس الوزراء والوفد المصري، مشيدًا بما تشهده العلاقات الثنائية من تطور وزخم إيجابي، وطلب نقل تحياته "لأخيه الرئيس عبد الفتاح السيسي"، بحسب بيان مجلس الوزراء المصري.
وتأتي زيارة رئيس الوزراء المصري قطر عقب أسابيع من إعلان الحكومة عن طرح حصص في 32 شركة للاستثمار في البورصة، من بينها شركات بترول وبنوك. وكانت قطر أودعت مليار دولار لدى البنك المركزي المصري في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، تمهيدًا للاستحواذ على حصص في شركات حكومية، وكان البلدين اتفقا على ضخ استثمارات قطرية بقيمة 5 مليار دولار في مارس/ آذار الماضي.
وأضاف تميم أن حضور السيسي لافتتاح بطولة كأس العالم كان بمثابة رسالة مهمة تؤكد ما تشهده العلاقات المصرية القطرية من تطور كما أعرب عن شكره "للجهود التي يقوم بها الأشقاء المصريون العاملون في قطر، والذين كان لهم دور إيجابي ملموس على أرض قطر".
وقال أمير قطر ، إن "الفترة المقبلة ستشهد زيادة في حجم الاستثمارات القطرية بمصر؛ وزيادة حجم التعاون بين البلدين في جميع المجالات الممكنة؛ فمصر وقطر أشقاء".
ولفت إلى أن "الاقتصاد المصري كان يسير بشكل جيد جدًا خلال السنوات الماضية، وكانت مصر تحقق تقدمًا سريعًا في قطاعات متعددة، لكن جاءت جائحة كورونا، وتلتها الأزمة الروسية الأوكرانية لتلقى بظلالها على مصر مثلما أثرت على باقي دول العالم".
وأضاف أن "الدولة المصرية مع ذلك لا يزال لديها إمكانات كبيرة جدًا، ومن المهم الاستمرار في جهود وخطط التنمية".
من جانبه، أشاد مدبولي، بتنظيم قطر لكأس العالم و"بالطفرة العمرانية المتميزة التي شهدتها قطر على مدار السنوات الماضية"، مستعرضًا خلال اللقاء، جهود الدولة المصرية حاليًا لتشجيع الاستثمار المحلي والأجنبي، وتعزيز دور القطاع الخاص، كما استعرض عددا من الفرص الاستثمارية، مؤكدًا الترحيب دومًا باستثمارات الأشقاء من دولة قطر في مختلف القطاعات.
وقوبل مدبولي بحفاوة، حيث نظمت له مراسم استقبال رسمية، وعُزف السلام الوطني للدولتين.
وفي جلسة مباحثات عقدها رئيس الوزراء المصري والوفد المرافق له مع نظيره القطري الشيخ خالد بن خليفة بن عبد العزيز آل ثاني، أعرب مدبولي عن سعادته بالقيام بزيارته الرسمية الأولى لدولة قطر، وأكد أن العلاقات المصرية القطرية قديمة وراسخة، وهناك مجالات كثيرة لتعزيز تلك العلاقات خلال الفترة المقبلة.
وقال مدبولي "نحن حريصون على زيادة حجم استثمارات الشركات القطرية في مصر، وكذا زيادة معدلات التبادل التجاري بين البلدين، حيث إن حجم التجارة الحالي لا يرتقي لإمكانات البلدين وطموحات شعبيهما".
من جانبه، أكد رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية القطر أن بلاده تتطلع لتعزيز علاقاتها مع مصر في مختلف المجالات، وأن الفترة المقبلة ستشهد مزيداً من التعاون، لا سيما على صعيد الاستثمارات القطرية في مصر.
وأثنى رئيس وزراء قطر على توقيع اتفاقية منع الازدواج الضريبي بين البلدين خلال الزيارة، مؤكدًا أنه سيكون لها أثر ملموس على زيادة وتشجيع الاستثمارات القطرية في مصر، كما رحب بمجالات التعاون المقترحة مع مصر في مجال التصنيع الدوائي، والمناطق الحرة، والفنادق، والأنشطة الإنشائية والعقارية المختلفة.
كما تطرقت المباحثات إلى مقترحات زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين، وكذا إمكانات التعاون في مجال الهيدروجين الأخضر، وما تمتلكه مصر من مقومات للإنتاج بتكلفة تنافسية، بالإضافة لإمكانات الربط عن طريق الأنابيب مع أوروبا لتصدير الطاقة.
وخلال المباحثات أيضًا، تم التوافق على ترتيب زيارة لوفد من رجال الأعمال القطريين للمناطق الحرة في مصر، وكذا المنطقة الاقتصادية لقناة السويس؛ من أجل التعرف على الإمكانات والفرص الاستثمارية المتاحة.
وأشاد الجانب القطري، خلال المباحثات الموسعة، بما تتخذه الحكومة المصرية من إجراءات لتحسين مناخ الاستثمار وبيئة الأعمال، بما في ذلك التوسع في منح الرخصة الذهبية للمشروعات الاستثمارية، وتوحيد جهات إصدار الموافقات، وتقليص عددها، بالإضافة إلى تطوير منظومة تخصيص الأراضي الصناعية.
وقطعت العلاقات بين مصر وقطر في العام 2017 ضمن المقاطعة العربية لدولة قطر، وقبل ذلك توترت علاقات البلدين على خلفية الإطاحة بالرئيس الراحل محمد مرسي في 2013 ما وصفته الدوحة في حينه بـ "الانقلاب"، مقابل اتهام مصر لقطر بدعم "تنظيمات إرهابية" خصوصًا في سيناء.
ولكن في يناير/كانون الثاني 2021 انعقدت قمة خليجية مصرية في العلا بالسعودية انتهت إلى المصالحة مع قطر، وزار إثرها تميم مصر في يونيو 2022، بينما زار الرئيس المصري قطر مرتين الأولى في سبتمبر/ أيلول 2022، والثانية في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، لحضور افتتاح كأس العالم.