عقدت إدارة المحميات الطبيعية بالبحر الأحمر التابعة لوزارة البيئة، الخميس الماضي، اجتماعًا مع منسق العلاقات الدولية في مؤسسة ماريفيفو الإيطالية بيير باولو سيليست، وذلك بعدما نشرت المنصة تحذيره من هروب دلافين مرسى علم بسبب "فوضى القوارب".
ونشرت المنصة الاثنين الماضي تصريحات سيليست التي قال فيها إن ما تواجهه شعاب سطايح بمحمية وادي الجمال قبالة مرسى علم اليوم "هو خطر مزدوج وأزمة بيئية عالمية تتجلى في تداعيات الاحتباس الحراري وابيضاض الشعاب المرجانية التي تقوّض التنوع البيولوجي، يقابلها ضغط محلي متزايد يتمثّل في التدفق العشوائي للقوارب والأنشطة السياحية، ما يضع الدلافين والنظام البيئي برمته على حافة الانهيار".
وتتضمن خطة سيليست المقترحة، والمستلهمة من نجاح محمية صمداي بمرسى علم، أربع ركائز أساسية تتمثل في التقسيم الجغرافي، ووضع سقف لأعداد القوارب، والتحول الإلزامي للمحركات الكهربائية، والتدريب الإلزامي للأطقم السياحية.
وتقسم محمية صمداي إلى 4 مناطق للحفاظ على التوازن البيئي داخل المحمية ومنع التدهور الناتج عن الأنشطة السياحية، منطقة مخصصة للدلافين فقط ويُمنع دخول أي قوارب أو أنشطة بشرية فيها، وأخرى مخصصة للغوص والسباحة فقط، وثالثة مخصصة لرسو القوارب السياحية، وأخيرة مفتوحة لكل الأنشطة البحرية المصرح بها، وذلك بالتعاون بين وزارة البيئة وجمعية HEPCA.
تواصلت إدارة المحميات الطبيعية بالبحر الأحمر مع المنصة لتسهيل التواصل مع سيليست والاستماع لمقترحاته.
وعقدت معه اجتماعًا الخميس، وكان من بين الحضور الدكتور محمد إسماعيل، الذي سبق وأعد رسالة ماجستير متخصصة في دراسة الدلافين بمنطقة سطايح.
وحول تفاصيل الاجتماع، قال مدير عام المحميات الطبيعية بالبحر الأحمر أحمد غلاب لـ المنصة إن النقاش تناول الجهود المبذولة في سطايح "كانت إحدى أهم نتائج دراسة الدكتور محمد إسماعيل هي ضرورة تطبيق خطـة تنطيق/Zone Management، أو إنشاء منطقة مخصصة للاستخدامات السياحية، كان ذلك في 2018، كنا قد حاولنا تطبيق هذه الخطة، لكن نقص العناصر البشرية المدربة حال دون تطبيقها بشكل كامل".
وأكد استئناف العمل بالخطة، وفيما يخص توقيت التنفيذ الفعلي، قال "بكل أمانة، التوقيت الحالي ليس المثالي لعملية الرصد، خاصة في فترة الشتاء".
ونفى غلاب هروب الدلافين، قائلًا "ده كلام غير دقيق بالمرة، الدلافين لم تهاجر"، مشددًا على أن الوضع مستقر ويخضع لرقابة مستمرة، وفيما يخص التعاون الرسمي مع المؤسسات الأجنبية "إحنا سمعنا منهم، لكن كلامهم كان كلام عام ومفيش حاجة مُحددة، ليست من صلاحياتنا في المحميات التعاون المباشر مع مؤسسات، التعاون يتم من خلال جهاز شؤون البيئة".
من جهته، أكد بيير باولو سيليست لـ المنصة أن الاجتماع كان مثمرًا للغاية، موضحًا ما تم الاتفاق عليه "النقطة الأولى والأهم هي أن الجميع باتوا على وعي كامل بالمشكلة والمخاطر المرتبطة بظاهرة الإفراط في السياحة/Over-tourism التي تتعرض لها المنطقة".
وكشف سيليست عن أهمية الدراسات السابقة "تبيّن لنا أن هناك دراسات قد تم تنفيذها بالفعل على المنطقة"، موضحًا أن الهدف هو "العمل على تحديد أولوياتنا لإيجاد حلول حاسمة ومُحددة تضمن الحماية والمحافظة على المنطقة، وذلك عبر تبني نموذج للسياحة التجديدية/Regenerative Tourism، الذي يوفر الأمان لجميع الأطراف؛ النظام البيئي، والمجتمعات المحلية، والحيوانات، والسياح".
"كان هذا الاجتماع الأول فقط"، قال سيليست مشيرًا إلى أن كل طرف سيعمل على تجهيز الدراسات والمقترحات الخاصة ومشاركتها في بداية العام الجديد.
وسبق أن قال سيليست لـ المنصة، الأسبوع الماضي، على هامش ختام فعاليات الاجتماع الرابع والعشرين للأطراف المتعاقدة في اتفاقية برشلونة وبروتوكولاتها الذي استضافته مصر في الفترة من 2 إلى 5 ديسمبر/كانون الأول الحالي، إن الفشل في التدخل الفوري يعني انهيارًا مزدوجًا للبيئة والاقتصاد.
وأشار وقتها سيليست إلى ما رصدته مؤسسته في المنطقة، قائلًا "ما كان يومًا ملاذًا آمنًا لمجتمع مستقر من الدلافين الدوارة للراحة بعد الصيد الليلي، تحول اليوم إلى ساحة فوضوية، عشرات القوارب والزوارق المطاطية تحاصر الحيوانات يوميًا وسط ضجيج محركات لا ينقطع وسياح يطاردون حلم السباحة معها".