حساب Lenka White على إكس
إصابة أحد عناصر الحرس الوطني الأمريكي في إطلاق نار بواشنطن، 26 نوفمبر 2025

حادث واشنطن.. تضارب حول حالة المصابين وإيقاف طلبات الهجرة المتعلقة بالأفغان

قسم الأخبار
منشور الخميس 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2025

تعرض عنصران من الحرس الوطني الأمريكي، مساء الأربعاء، لإطلاق نار وسط العاصمة واشنطن، على بعد بضعة شوارع فقط من البيت الأبيض، في هجوم اعتبره الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الخميس "عملًا إرهابيًا"، تشتبه إدارته في تورط مواطن أفغاني في تنفيذه.

وتضاربت الأنباء حول حالة عنصري الحرس الوطني، إذ تراجع حاكم ولاية فرجينيا الغربية باتريك موريسي عن تصريحه الذي أعلن فيه مقتلهما، قائلًا إنه تلقى "تقارير متضاربة" بشأن حالتهما الصحية.

وكتب موريسي على إكس "نتلقى حاليًا تقارير متضاربة حول حالة اثنين من أفراد الحرس الوطني وسنوافيكم بأحدث المستجدات بشأن الوضع عندما نحصل على معلومات أكثر اكتمالًا".

وكان موريسي أعلن قبل ذلك أن فردي الحرس الوطني توفيِّا متأثرين بجراحهما. وأضاف على إكس "لقد ضحى هذان الشجاعان من سكان وست فرجينيا بحياتهما في خدمة وطنهما"، وتابع "إننا على اتصال مع المسؤولين الفيدراليين بينما يتواصل التحقيق".

من جهته، قال ترامب إن إصابة عنصري الحرس الوطني "حرجة". فيما قال مسؤول في وزارة الأمن الداخلي لم تسمه CBS News إن مشتبهًا يزعم أنه فتح النار على أفراد الحرس الوطني أصيب ونقل إلى مستشفى في المنطقة، دون مزيد من التفاصيل عن حالته الصحية.

وذكرت إدارة شرطة العاصمة أن مسرح الجريمة تم تأمينه، وأن مشتبهًا به أصبح قيد الحجز، وحسب CBS News، حددت إدارة ترامب هوية المشتبه به وهو رحمان الله لاكانوال، وهو مواطن أفغاني دخل الولايات المتحدة في عام 2021، وتعتقد سلطات إنفاذ القانون أنه دبر الحادث بمفرده.

وقال المسؤول بوزارة الأمن الداخلي إن لاكانوال تقدم بطلب لجوء لدى دائرة خدمات الجنسية والهجرة الأمريكية في 2024، وحصل على الموافقة عام 2025. إلا أن طلبه للحصول على البطاقة الخضراء، المرتبط بمنح اللجوء، لا يزال معلقًا.

وكشفت FOX News أن لاكانوال عمل مع القوات الأمريكية في أفغانستان قبل أن يتم إجلاؤه إلى الولايات المتحدة، وقالت إنه "عمل مع العديد من كيانات الحكومة الأمريكية، بما في ذلك وكالة المخابرات المركزية، كعضو في قوة شريكة في أفغانستان".

وقال مدير وكالة المخابرات المركزية جون راتكليف لـFOX News "في أعقاب الانسحاب الكارثي لبايدن من أفغانستان، بررت إدارة بايدن إحضار مطلق النار المزعوم إلى الولايات المتحدة في سبتمبر/أيلول 2021 بسبب عمله السابق مع الحكومة الأمريكية، بما في ذلك وكالة المخابرات المركزية، كعضو في قوة شريكة في قندهار".

"ما كان ينبغي السماح لهذا الفرد، وكثيرين غيره، بالمجيء إلى هنا"، تابع راتكليف، قائلًا "يستحق مواطنونا وأفراد جيشنا ما هو أفضل بكثير من تحمل التداعيات المستمرة لإخفاقات إدارة بايدن الكارثية". 

وعلى تروث سوشيال، كتب ترامب أول تعليق على الحادث، قائلًا "الحيوان الذي أطلق النار على اثنين من أفراد الحرس الوطني، مما أدى إلى إصابتهما بجروح خطيرة، وهما الآن في مستشفيين منفصلين، مصاب هو الآخر بجروح بالغة، ولكنه سيتحمل ثمنًا باهظًا بغض النظر عن ذلك. بارك الله في حرسنا الوطني العظيم، وجميع أفراد جيشنا وقوات إنفاذ القانون. إنهم حقًا أناس عظماء. أنا، بصفتي رئيسًا للولايات المتحدة، وجميع المرتبطين بمكتب الرئاسة، معكم!".

وذلك قبل خطاب مسجل له قال فيه إن الهجوم على الحرس الوطني كان "عملًا إرهابيًا"، مضيفًا أن "وزارة الأمن الداخلي واثقة من أن المشتبه به دخل الولايات المتحدة قادمًا من أفغانستان".

وأشار إلى أنه أصدر توجيهات "بحشد 500 جندي إضافي من الحرس الوطني لواشنطن العاصمة".

كما قال إنه "يجب على الولايات المتحدة إعادة فحص كل مهاجر دخل إليها من أفغانستان في عهد بايدن"، في إشارة إلى برنامج التأشيرات الخاصة الذي أنشأته إدارة سلفه جو بايدن.

وعقب كلمة ترامب، أمرت إدارة الهجرة الأمريكية بإيقاف معالجة جميع طلبات الهجرة المتعلقة بالأفغان إلى أجل غير مسمى، وقالت على إكس "تظل حماية وسلامة وطننا والشعب الأمريكي محور اهتمامنا ومهمتنا الوحيدة".

قرار إدارة الهجرة الأمريكية ليس أمرًا فرضه حادث واشنطن، بل امتداد لسياسة ترامب نحو إجراء تغييرات واسعة داخل هيئة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك/ICE التي تهدف لتسريع وتيرة عمليات الترحيل، حسبما نقلت نيويورك تايمز عن ثلاثة مسؤولين الشهر الماضي. 

ويوم تنصيبه في 20 يناير/كانون الثاني الماضي، تعهد ترامب بوقف ما سمّاه "غزو الحدود والمهاجرين غير الشرعيين إلى أمريكا"، معتبرًا أنهم سبب في ارتفاع نسبة الجرائم في الولايات المتحدة، ولاحقًا منح إدارة الهجرة صلاحيات واسعة لتنفيذ أوامر الاعتقال والترحيل في أي مكان بما في ذلك المناطق الحساسة كالمدارس والكنائس.

وعلى أثره، رحّلت إدارة الهجرة أكثر من 400 ألف شخص بحسب وزارة الأمن الداخلي التي تتوقع الوصول إلى 600 ألف حالة ترحيل بنهاية العام الأول من فترة ولاية ترامب، لكن يبدو أن هذه الأعداد ليست على المستوى المأمول من الرئيس الأمريكي، خاصة وسط إشارة مراقبين إلى أن هذه الأرقام تتضمن أشخاصًا أُعيدوا فورًا عبر الحدود ولم يقيموا داخل الولايات المتحدة.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2023، قدّر مركز بيو للأبحاث في واشنطن عدد المهاجرين غير النظاميين بنحو 10.5 مليون عام 2021، وهم يمثلون حوالي 3% من إجمالي سكان الولايات المتحدة، و22% من السكان المولودين في الخارج. فيما قال معهد سياسة الهجرة إن أعدادهم بلغت 11.7 مليون شخص، بينهم 5.3 مليون من المكسيك، و700 ألف لكل من السلفادور وجواتيمالا، و500 ألف للهند وهندوراس.