أطلقت مؤسسة "براح آمن" خريطة لخدمات الصحة الجنسية والإنجابية في مصر، لتعزيز وصول الأفراد بسهولة إلى خدمات الفحص والمشورة والعلاج، خاصة للفئات الأكثر هشاشة، ومنهم النساء، والمتعايشين والمتعايشات مع فيروس نقص المناعة البشرية/HIV، والفئات الأكثر عرضة للإصابة.
وقالت المديرة التنفيذية لمؤسسة براح آمن شيماء طنطاوي لـ المنصة إن إطلاق الخريطة جاء استجابة "لاحتياج لاحظناه من خلال عملنا على إنتاجات معرفية تتعلق بالصحة الجنسية والإنجابية، انتجنا منذ فترة تقرير عن الوصم والتمييز الذي يتعرض له الفئات الأكثر هشاشة في الحصول على خدمات الصحة الجنسية والإنجابية، والذي كشف لنا مؤشرات عن انتشار فيروس نقص المناعة البشرية، وكذلك التمييز الذي يتعرض لها المتعايشين مع الفيروس في الوصول للخدمات الصحية".
ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، أشارت التقديرات إلى أن عدد المصابين بالفيروس بلغ 40.8 مليون شخص في نهاية عام 2024، منهم نسبة 65% في إقليم المنظمة الإفريقي.
وحسب تقديرات برنامج الأمم المتحدة المشترك لمكافحة "الإيدز" فإن عدد المتعايشين مع الفيروس في مصر وصل إلى نحو 30 ألفًا للعام 2021، بينما تصل نسبة الأشخاص الذين هم على دراية بحالتهم الصحية إلى حوالي 65% من إجمالي عدد المتعايشين. وقدرت نسبة المتلقين للعلاج المضاد للفيروسات من بينهم بنحو 40%.
"هناك نساء ينتقل لهن الفيروس من الزوج دون أن يعلمن، وللأسف ينتقل بعد ذلك للأطفال"، قالت شيماء طنطاوي، موضحة أن "نقص التوعية والوصم المحيط على أي تحاليل تتعلق بالأمراض المنقولة جنسيًا، يُقلل فرص اكتشاف المرض مبكرًا ومن ثم علاجه".
وأضافت "نسعى من خلال الخريطة إلى نشر الوعي ومحدش يتساب من غير معلومة، وتشجيع السؤال وتمكين المتعايشين والفئات الأكثر إصابة للوصول لمراكز الخدمات الصحية بسهولة، خاصة إن إجراء تحاليل فيروس نقص المناعة باهظ الثمن في معامل التحاليل الخاصة، فضلًا عما يلاقيه المريض من وصم وتمييز".
وتُغطي الخريطة جميع المحافظات، وتشمل المرافق الصحية الحكومية وغير الحكومية التي تقدم خدمات الفحص والمشورة والعلاج والدعم النفسي والاجتماعي.
وتتنوع الفئات المستهدفة من الخريطة ولا تقتصر فقط على المتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشرية والفئات الأكثر عرضة للإصابة، تقول شيماء طنطاوي "أفراد الطاقم الطبي من أطباء وتمريض من الفئات الأكثر عرضة للإصابة".
"اعتمدنا في إعداد الخريطة على جمع البيانات بطريقة منهجية من عدة مصادر، الجهات الحكومية مثل وزارة الصحة والبرنامج الوطني لمكافحة الإيدز، ومنظمات المجتمع المدني والمبادرات المجتمعية العاملة في مجال الصحة الجنسية والإنجابية" توضح شيماء طنطاوي.
واعتبرت أن "خريطة خدمات الصحة الإنجابية والجنسية هي أحد أشكال المعرفة مفتوحة المصدر، تساعد كل شخص يحتاجها للوصول لحقوقه الصحية بشكل عادل".
مؤسسة براح آمن هي مجموعة نسوية مصرية تأسست في مايو/أيار 2015، تسهتدف مناهضة العنف والتمييز الواقع على النساء والفتيات داخل المجال الخاص، وتسليط الضوء على علاقته المباشرة بإقصاء النساء من المجال العام، كما تعمل على تعزيز الحق في الوصول إلى المعلومات والخدمات من خلال برامجها المختلفة.