برخصة المشاع الإبداعي، WIKIMEDIA COMMONS
مكتب Amazon Web Services (AWS) في هيوستن، تكساس.

عطل في خدمات "أمازون" السحابية يربك الإنترنت حول العالم

محمد الطاهر
منشور الاثنين 20 تشرين الأول/أكتوبر 2025

شهدت شبكة الإنترنت صباح اليوم الاثنين، اضطرابًا واسعًا، بعد عطل في منصة الحوسبة السحابية التابعة لشركة أمازون، ما تسبب في تعطل أو بطء أداء عدد من المواقع والتطبيقات حول العالم، من بينها Fortnite وSnapchat وRobinhood وCoinbase وPerplexity وSignal، إلى جانب خدمات تابعة لأمازون نفسها مثل Alexa وPrime Video.

وأعلنت الشركة عن ارتفاع في معدلات الأخطاء وزمن الاستجابة في منطقة US-EAST-1 بولاية فرجينيا، قبل أن تشير لاحقًا إلى "علامات تعافٍ كبيرة" مع استمرار العمل على تصفية الطلبات المتراكمة.

وذكرت تقارير إعلامية أن مؤسسات بريطانية كبرى، بينها Lloyds Bank وBank of Scotland وموقع هيئة الضرائب البريطانية/HMRC، تأثرت بالحادث نفسه، ما يشير إلى امتداد تأثير العطل خارج الولايات المتحدة.

وأوضحت أمازون أن جذور المشكلة تتركز في البنية التحتية لمنطقة فرجينيا، فيما نسبت شركات تقنية ومالية شهيرة انقطاع خدماتها مباشرة إلى مزود الحوسبة السحابية.

وبحسب التسلسل الزمني للتحديثات الفنية، رصدت الشركة المشكلة في الساعة 3:11 فجرًا بتوقيت الساحل الشرقي الأمريكي (10:11 صباحًا بتوقيت القاهرة)، ثم أعلنت عند 5:27 فجرًا (12:27 ظهرًا بتوقيت القاهرة) عن تحسن ملحوظ مع نجاح معظم الطلبات واستمرار العمل على معالجة التراكمات، وهو ما انعكس تدريجيًا على تراجع بلاغات الأعطال في الخدمات المعتمدة عليها.

وأفادت تغطيات اقتصادية وتقنية بأن الخلل يرتبط بمشكلة في نظام حلّ أسماء النطاقات/DNS أثّرت على واجهات برمجة تطبيقات قاعدة بيانات DynamoDB، وهي قاعدة مُدارة تعتمد عليها خدمات أخرى داخل أمازون مثل أنظمة الهوية والصلاحيات/IAM. وتؤدي هذه الأعطال إلى أثرٍ تسلسلي؛ إذ تفقد خدمات عديدة القدرة على الوصول إلى مكونات أساسية، ما ينتج عنه بطء شديد أو توقف كامل.

ورغم المخاوف الأولية من احتمال وقوع هجوم سيبراني، تُشير المؤشرات الأولى إلى أن السبب تقني داخلي تعمل الشركة على معالجته.

وتعيد الواقعة التذكير بخطورة التركيز البنيوي المتزايد للإنترنت العالمي على مناطق سحابية محددة؛ إذ تسببت أعطال سابقة في المنطقة ذاتها (US-EAST-1) خلال أعوام 2020 و2021 و2023 في اضطرابات مشابهة، ما يبرز هشاشة ما يُعرف بـ"نقطة الفشل الواحدة" عند تركّز سلاسل الخدمات في مزودٍ واحد فائق الحجم.

ويُرجّح أن تتحسن الخدمات تدريجيًا خلال اليوم مع اكتمال تصفية الطوابير، بينما قد تبقى بعض التطبيقات أبطأ من المعتاد لفترة قصيرة. أما على مستوى المؤسسات، فتُعدّ الحادثة تذكيرًا بأهمية توزيع الأحمال عبر مناطق متعددة أو اعتماد مزودين متنوعين للخدمات الحساسة، مع اختبار خطط الاستجابة للطوارئ دوريًا وتفعيل قنوات تواصل واضحة مع المستخدمين.