انطلقت أمس السبت أولى المظاهرات من بين أكثر من 2500 احتجاج مُخطط له ضد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وقال منظمو حركة "لا للملوك" إن ما يقرب من 7 ملايين شخص شاركوا في مظاهرات سلمية في حوالي 2700 مدينة وبلدية.
وسجلت شرطة نيويورك مشاركة 100 ألف شخص في المظاهرات المختلفة في جميع أنحاء المدينة، وقالت إنه لم تقع أي أعمال شغب ولم تنفذ أي اعتقالات.
كما جرت احتجاجات في العاصمة واشنطن، وكذلك في بوسطن، وأتلانتا، وشيكاغو، ولوس أنجلوس والعديد من المدن الأخرى.
ويخشى المتظاهرون أن تكون الديمقراطية الأمريكية في خطر، بعد أقل من 9 أشهر من ولاية ترامب الثانية. وحملوا لافتات بشعارات مثل "لا ملك.. لا أحد فوق القانون" و"ديمقراطية لا دكتاتورية".
واتهموا ترامب بتعيين شخصيات غير مؤهلة لمناصب عليا لمجرد ولائها الشخصي له، وبممارسة ضغوط على وسائل الإعلام، والجامعات، وحتى مكاتب المحاماة.
وحسب المنظمين، فإن الاحتجاج يهدف إلى مواجهة ما وصفوه بـ"سلطوية ترامب"، وقالوا إن "الرئيس يعتقد أن سلطته مطلقة.. لكن في أمريكا ليس لدينا ملوك، ولن نستسلم للفوضى والفساد والقسوة".
وعكست الاحتجاجات قلقًا متزايدًا بين العديد من الأمريكيين مع تطورات مثل حملة ترامب العسكرية على الهجرة، وإرسال قوات الحرس الوطني إلى المدن الأمريكية، وهي الخطوة التي قال ترامب إنها تهدف إلى مكافحة الجريمة وحماية وكلاء الهجرة.
وفي مختلف أنحاء أوروبا، خرج متظاهرون إلى الشوارع في برلين ومدريد وروما لإظهار التضامن مع نظرائهم الأمريكيين، وفق BBC.
وفي أول رد فعل منه على المظاهرات، نشر ترامب فيديو ساخرًا على تروث سوشال يظهره يطير بمقاتلة كتب عليها "الملك ترامب" ويحلق بها ملقيًا ما بدا أنها "فضلات" على المتظاهرين.

سكرين شوت من فيديو نشره ترامب على تروث سوشيال، 19 أكتوبر 2025وفي مقابلة مع فوكس نيوز من المقرر بثّها اليوم الأحد، ورُوِّج لها أمس، بدا أن ترامب يعلّق على التجمعات الاحتجاجية، وقال "إنهم يشيرون إليّ على أنني ملك. لستُ ملكًا".
وأفادت شبكة CNN بأنه تم احتجاز امرأة في ساوث كارولينا بعد أن وجهت سلاحًا نحو المحتجين وهي تقود سيارتها. وقال المنظمون إن إدارة ترامب "ترسل عملاء ملثمين" في شوارع أمريكا، وترهب المجتمعات وتعتقل الأشخاص دون أمر قضائي.
كما تتهم حركة "لا للملوك" ترامب بتعريض الانتخابات للخطر وتقويض إجراءات حماية الصحة والبيئة، والسماح للمليارديرات بالتربح بينما تكافح العديد من الأسر جراء ارتفاع تكاليف المعيشة.
وقبل أيام شارك الممثل روبرت دي نيرو فيديو يحث الأمريكيين على المشاركة في "رفع الأصوات سلميًا"، وقال "شهدنا قرنين ونصفًا من الديمقراطية.. غالبًا ما كانت صعبة، وأحيانًا فوضوية، لكنها دائمًا ما كانت ضرورية".
وأضاف "الآن لدينا من يسعى للملكية ويريد انتزاع الديمقراطية منا: الملك دونالد الأول".
وشاركت في الدعوة للاحتجاج أيضًا المرشحة الديمقراطية للانتخابات الرئاسية لعام 2024 كامالا هاريس.
واستنكر مسؤولون في حزب ترامب التظاهرات، وذهبوا إلى حد مقارنة المتظاهرين بإرهابيين، ووصف زعيم الجمهوريين في مجلس النواب مايك جونسون المسيرات بأنها "تعبئة كراهية ضد أمريكا"، قائلًا "أراهن على أنكم سترون فيها أنصارًا لحماس وأنتيفا (الحركة السياسية التي صنفها الرئيس الأمريكي منظمة إرهابية)".
ويشير اتحاد جامعة هارفارد لإحصاء الحشود إلى أن الاحتجاجات كانت أكثر تواترًا بكثير في ولاية ترامب الثانية، التي بدأت في أواخر يناير/كانون الثاني الماضي، مما كانت عليه في ولايته الأولى، ففي منتصف يونيو/حزيران الماضي، شارك عدة ملايين من الأشخاص في مظاهرات "لا للملوك"، لتصبح واحدة من أكبر الاحتجاجات الجماهيرية في تاريخ الولايات المتحدة.