تستضيف الدوحة قمة عربية إسلامية طارئة يومي الأحد والاثنين المقبلين لبحث الرد على الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف قطر، يوم الثلاثاء الماضي، حسبما أعلنت وكالة الأنباء القطرية على إكس اليوم الخميس.
بالتزامن بعث الرئيس عبد الفتاح السيسي برسالة شفهية لأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني نقلها وزير الخارجية بدر عبد العاطي خلال زيارة إلى الدوحة.
ووفق بيان الخارجية المصرية، جددت مصر إدانتها للعدوان الإسرائيلي على قطر، ووصفته بأنه "يمثل انتهاكًا صارخًا، وخرقًا فاضحًا لأحكام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة"، مؤكدة تضامنها مع قطر وشعبها ودعمها الكامل لأي قرار تتخذه.
ووجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رسالة تحذير إلى قطر، أمس الأربعاء، وقال في فيديو "لقطر وكل الدول التي تؤوي إرهابيين؛ إما أن تطردوهم أو تقدموهم للعدالة. لأنه إذا لم تفعلوا ذلك سنفعله نحن".
من جهتها استنكرت قطر، الخميس، تصريحات نتنياهو، ووصفت الخارجية القطرية في بيان تصريحاته بـ"المتهورة".
وفي لقاء مع CNN، قال رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إن قمة عربية إسلامية ستُعقد في الدوحة خلال الأيام المقبلة، حيث سيقرر المشاركون فيها مسار العمل، وأشار إلى أن قطر لن تطلب من شركائها الإقليميين الرد بأي شكل من الأشكال.
لكنه توعد إسرائيل، قائلًا "سيكون هناك رد من المنطقة وهذا ما يجري بحثه مع الشركاء الإقليميين".
والثلاثاء الماضي استهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي الوفد المفاوض لحركة حماس، الذي يضم قيادات الصف الأول في الحركة من بينهم خليل الحية وزاهر جبارين وخالد مشعل، أثناء اجتماعه في الدوحة لمناقشة مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف إطلاق النار في غزة.
ولم يكشف وزير الخارجية القطري عن مصير كبير مفاوضي حماس خليل الحية، وقال "حتى الآن لا يوجد إعلان رسمي".
وأضاف أنه من غير الممكن التنبؤ برد فعل حماس على أحدث مقترح أمريكي لوقف إطلاق النار، لكنه أعرب عن اعتقاده بأن إسرائيل وحماس "ستفقدان فرصهما" في تأمين وقف إطلاق النار.
ودعا إلى تقديم رئيس الوزراء الإسرائيلي للعدالة، وقال "إنه الشخص المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية"، مضيفًا "لقد خرق كل القوانين الدولية".
وقبل أيام، أطلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دعوة لحماس لإطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين من أجل إنهاء الحرب، وهو ما رحبت به الحركة، مؤكدة استعدادها للتفاوض من أجل وقف إطلاق النار وانسحاب جيش الاحتلال من غزة.
بعدها أرسل ترامب مقترحًا إلى حماس تضمن خمس نقاط رئيسة تقوم على إطلاق سراح جميع المحتجزين أحياءً وأمواتًا خلال 48 ساعة من القبول مقابل إفراج إسرائيل عن عدد غير محدد من المعتقلين الفلسطينيين لدى الاحتلال.
كما تضمنت تفاصيل المقترح التي كشف عنها موقع دروب سايت الأمريكي، وقفًا لإطلاق النار لمدة 60 يومًا تُجرى خلالها مفاوضات بوساطة أمريكية، وبحث نزع سلاح غزة، وتشكيل حكومة جديدة تتولى إدارة القطاع، على أن يُنظر في انسحاب القوات الإسرائيلية بعد تنصيبها.
كما أشار المقترح إلى "عفو" غير محدد الملامح عن عناصر حماس، وتدفق مفتوح للمساعدات الإنسانية، دون تحديد الجهة الموزعة أو حجم المساعدات.
وكانت إسرائيل نفذت هجومها أثناء اجتماع قيادات حماس لمناقشة المقترح في الدوحة.
وأدانت حماس الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف قادتها في الدوحة، وأعلنت عن مقتل 5 من الحركة بينهم نجل خليل الحية، إضافة إلى سادس من الأمن القطري.
وتقدِّر إسرائيل أن حركة حماس تحتجز 48 إسرائيليًا في غزة، بينهم 20 على قيد الحياة، في مقابل أكثر من 10 آلاف و800 فلسطيني في السجون الإسرائيلية، تقول منظمات حقوقية إن "كثيرين منهم يتعرضون للتعذيب والإهمال الطبي".