وجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رسالة تحذير إلى قطر، أمس الأربعاء، مستشهدًا بهجمات 11 سبتمبر في الولايات المتحدة، فيما ردت عليه الدوحة قائلة "سيكون هناك رد من المنطقة وهذا ما يجري بحثه مع الشركاء الإقليميين".
وقال نتنياهو في فيديو أمس "أقول لقطر وكل الدول التي تؤوي إرهابيين؛ إما أن تطردوهم أو تقدموهم للعدالة. لأنه إذا لم تفعلوا ذلك سنفعله نحن".
https://x.com/netanyahu/status/1965837519808770093
وتحدث نتنياهو عن ذكرى هجمات 11 سبتمبر في الولايات المتحدة، التي وقعت عام 2001، وقال "غدًا (اليوم الخميس) هو 11 سبتمبر. نحن نتذكر 11 سبتمبر. في ذلك اليوم ارتكب إرهابيون أبشع مجزرة على الأراضي الأمريكية منذ تأسيس الولايات المتحدة. لدينا أيضًا 11 سبتمبر خاص بنا. نحن نتذكر السابع من أكتوبر. في ذلك اليوم، ارتكب إرهابيون أبشع مجزرة بحق الشعب اليهودي منذ المحرقة"، وفقًا لتعبيره.
وأضاف "ماذا فعلت أمريكا عقب 11 سبتمبر؟ تعهدت بملاحقة الإرهابيين الذين ارتكبوا هذه الجريمة الشنيعة أينما وجدوا، كما أصدرت قرارًا في مجلس الأمن الدولي بعد أسبوعين ينص على أن الحكومات لا يمكنها إيواء الإرهابيين".
"حسنًا، بالأمس (الثلاثاء) تصرفنا وفق هذا النهج. استهدفنا العقول المدبرة للإرهابيين الذين ارتكبوا مجزرة السابع من أكتوبر. وفعلنا ذلك في قطر التي توفر لهم ملاذًا آمنًا، تؤوي الإرهابيين، تمول حماس، تمنح قادتها الفيلات الفاخرة، وتمنحهم كل شيء"، قال نتنياهو.
واستطرد "فعلنا بالضبط ما فعلته أمريكا عندما لاحقت إرهابيي القاعدة في أفغانستان وبعد أن ذهبت وقتلت أسامة بن لادن في باكستان. الآن تدين دول العالم المختلفة إسرائيل. يجب أن يخجلوا من أنفسهم. ماذا فعلوا بعد أن قضت أمريكا على أسامة بن لادن؟ هل قالوا: يا لها من جريمة مروعة ارتكبت بحق أفغانستان أو باكستان؟ لا، لقد صفقوا. يجب أن يصفقوا لإسرائيل لأنها تتمسك بالمبادئ نفسها وتنفذها".
والثلاثاء الماضي استهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي الوفد المفاوض لحركة حماس، الذي يضم قيادات الصف الأول في الحركة من بينهم خليل الحية وزاهر جبارين وخالد مشعل، أثناء اجتماعه في الدوحة لمناقشة مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف إطلاق النار في غزة.
من جهتها استنكرت قطر، الخميس، تصريحات نتنياهو، ووصفت الخارجية القطرية في بيان تصريحاته بـ"المتهورة"، وقالت إن "استضافة مكتب حماس تمت في إطار جهود الوساطة التي طُلبت من الدوحة من قبل واشنطن وإسرائيل".
وفي لقاء مع CNN، قال رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني "لا أجد كلمات تعبر عن مدى غضبنا من هذا العمل.. إنه إرهاب دولة"، وأضاف "لقد تعرضنا للخيانة".
ولم يكشف عن مصير كبير مفاوضي حماس خليل الحية، وقال "حتى الآن لا يوجد إعلان رسمي".
وقال إنه من غير الممكن التنبؤ برد فعل حماس على أحدث مقترح أمريكي لوقف إطلاق النار، لكنه أعرب عن اعتقاده بأن إسرائيل وحماس "ستفقدان فرصهما" في تأمين وقف إطلاق النار.
ودعا إلى تقديم رئيس الوزراء الإسرائيلي للعدالة، وقال "إنه الشخص المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية"، مضيفًا "لقد خرق كل القوانين الدولية".
وقال إن نتنياهو يحاول تقويض "أي فرصة للسلام"، وذلك عقب الهجوم على قيادة حماس في الدوحة. وأشار إلى أنه كان معلومًا علنًا أنه كان يلتقي بقيادة حماس، في إطار دور قطر كوسيط في الشرق الأوسط.
وأضاف أن "كل ما يتعلق بالاجتماع معروف جيدًا للإسرائيليين والأمريكيين. إنه ليس شيئًا نخفيه". وأكد "هناك ردٌّ قادمٌ من المنطقة، وهو قيد التشاور والنقاش حاليًا مع شركاء آخرين في المنطقة". وأضاف أن قمة عربية إسلامية ستُعقد في الدوحة خلال الأيام المقبلة، حيث سيقرر المشاركون فيها مسار العمل. وأشار إلى أن قطر لن تطلب من شركائها الإقليميين الرد بأي شكل من الأشكال.
وأضاف أن قطر "تعيد تقييم كل شيء" حول مشاركتها في أي محادثات مستقبلية لوقف إطلاق النار، وأنها كانت في "محادثة مفصلة للغاية" مع حكومة الولايات المتحدة حول كيفية المضي قدمًا.
وقبل أيام، أطلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دعوة لحماس لإطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين من أجل إنهاء الحرب، وهو ما رحبت به الحركة، مؤكدة استعدادها للتفاوض من أجل وقف إطلاق النار وانسحاب جيش الاحتلال من غزة.
بعدها أرسل ترامب مقترحًا إلى حماس تضمن خمس نقاط رئيسة تقوم على إطلاق سراح جميع المحتجزين أحياءً وأمواتًا خلال 48 ساعة من القبول مقابل إفراج إسرائيل عن عدد غير محدد من المعتقلين الفلسطينيين لدى الاحتلال.
كما تضمنت تفاصيل المقترح التي كشف عنها موقع دروب سايت الأمريكي، وقفًا لإطلاق النار لمدة 60 يومًا تُجرى خلالها مفاوضات بوساطة أمريكية، وبحث نزع سلاح غزة، وتشكيل حكومة جديدة تتولى إدارة القطاع، على أن يُنظر في انسحاب القوات الإسرائيلية بعد تنصيبها.
كما أشار المقترح عن "عفو" غير محدد الملامح عن عناصر حماس، وتدفق مفتوح للمساعدات الإنسانية، دون تحديد الجهة الموزعة أو حجم المساعدات.
وأثناء اجتماع قيادات حماس لمناقشة المقترح في الدوحة نفذت إسرائيل هجومها.
وأدانت حركة حماس الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف قادتها في الدوحة، وأعلنت عن مقتل 5 من الحركة بينهم نجل خليل الحية، إضافة إلى سادس من الأمن القطري.
وتقدِّر إسرائيل أن حركة حماس تحتجز 48 إسرائيليًا في غزة، بينهم 20 على قيد الحياة، في مقابل أكثر من 10 آلاف و800 فلسطيني في السجون الإسرائيلية، تقول منظمات حقوقية إن "كثيرين منهم يتعرضون للتعذيب والإهمال الطبي".