استهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء السبت، شقة في بناية سكنية بحي الرمال وسط مدينة غزة، ما أدى إلى مقتل 7 وإصابة أكثر من 25، حسب مصدر طبي بمستشفى الشفاء لـ المنصة، موضحًا أنّ عددًا من الضحايا وصلوا أشلاءً.
وقال مصدر صحفي لـ المنصة إن الاحتلال استهدف الشقة السكنية بالطابق الأول في عمارة بسيسو بحي الرمال، وهي منطقة مأهولة بالمدنيين النازحين من مختلف المناطق الشمالية والشرقية للمدينة، ما تسبب في مقتل وإصابة مواطنين.
وأوضح المصدر أن الاحتلال تعمَّد استهداف الشقة السكنية دون تحذير، رغم ما يحيط بها من المباني المأهولة وخيام للنازحين وتقع في منطقة حيوية تعج بالمارة.
وأعلن جيش الاحتلال في بيان على إكس عن هجوم استهدف قياديًا مركزيًا في حركة حماس، وصفه "بالمخرب المركزي" في استهداف الشقة السكنية بحي الرمال بغزة، دون تحديد هويته أو ذكر تفاصيل إضافية عن شخصيته أو مركزه.
وزعم جيش الاحتلال اتخاذه العديد من الخطوات قبل تنفيذ الهجوم الجوي للتقليل من احتمالية إصابة المدنيين، واستخدامه أنواعًا دقيقة من الذخيرة الحربية، متجاهلًا مقتل وإصابة العشرات من بينهم عدد من الأطفال خلال تنفيذ الهجوم.
عقب ذلك، وصفت حركة حماس في بيان على تليجرام الهجوم الإسرائيلي بـ"جريمة الإبادة والتصعيد الوحشي ضد المدنيين"، معبرة عن استهجانها استهداف الاحتلال لبناية سكنية مكتظة بالنازحين والأهالي المدنيين.
وقالت إن تلك الجريمة واستمرار جيش الاحتلال بارتكاب الجرائم وقتل المدنيين ما هو إلا تجسيد لخطط الاحتلال المعلنة لتدمير مدينة غزة وتهجير سكانها قسرًا تحت القصف البري والجوي والبحري وإطلاق النار الكثيف ودفعهم لترك المدينة.
ودعت حماس المجتمع الدولي والأمم المتحدة والدول العربية والإسلامية للتدخل الفوري ووقف حرب الإبادة الجماعية، مطالبة بمحاسبة قادة الاحتلال على ارتكابهم جرائم حرب ضد الإنسانية.
في السياق، وصلت مستشفيات قطاع غزة، السبت وحتى فجر الأحد، أكثر من 85 ضحية إلى المستشفيات، حسب مصدر طبي في وزارة الصحة لـ المنصة نتيجة عمليات القصف والاستهدافات المكثفة التي تعرضت لها مناطق وسط وغرب مدينة غزة المكتظة بالمواطنين النازحين من منازلهم وأحيائهم بفعل توسيع الجيش لمساحات عمليته العسكرية.
بالإضافة إلى انتشال 7 ضحايا من استهداف حي الرمال، انتشلت الطواقم الطبية 12 ضحية وأكثر من 20 إصابة من استهداف الاحتلال لتجمع مواطنين أمام مخبز في حي النصر شمال غرب مدينة غزة.
وانتشلت الطواقم الطبية عددًا من الضحايا من استهدافات متفرقة لخيام وتجمعات مواطنين في حي الصبرة وحي الدرج وشارع الجلاء ومخيم الشاطئ بغزة، إلى جانب انتشال نحو 4 ضحايا من منتظري المساعدات بالقرب من حاجز زيكيم شمال غرب القطاع، من بينهم طفل قتل نتيجة إصابته برصاصة في الرأس، حسب مصدر في الإسعاف لـ المنصة.
وقال مصدر صحفي لـ المنصة إن الاحتلال استهدف منطقة الكلية الجامعية وشارع 8 جنوب حي الصبرة، وكذلك تعمد إشعال النيران وإحراق عدد من المنازل بواسطة المسيّرات.
وأشار المصدر إلى استمرار الاحتلال بزرع وتفجير الروبوتات المتفجرة في منطقة جباليا شمال القطاع، وإطلاق النار من المُسيرات على السكان في منطقة الصفطاوي وأبو اسكندر ودفعهم على النزوح القسري وإخلاء منازلهم تحت القصف والتفجير والملاحقة بالرصاص.
وفي وسط القطاع، وصل مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح ومستشفى العودة بمخيم النصيرات 14 ضحية وعشرات الجرحى جراء استهداف الاحتلال منزلًا مأهولًا بالمواطنين، وخيمة للنازحين وعددًا من منتظري المساعدات الأمريكية في محور نتساريم، حسب مصدر طبي لـ المنصة.
واستقبل مُجمع ناصر الطبي بخانيونس 20 ضحية وعددًا من الجرحى، نتيجة استهدافات طالت خيام النازحين في منطقة المواصي غرب المدينة، حسبما أفاد مصدر صحفي لـ المنصة.
من جانب آخر، أعلن جيش الاحتلال، مساء السبت، عن استعادته جثمان المحتجز عيدان شطيوي، الذي تعرض للاختطاف والقتل في 7 أكتوبر 2023، حيث عملت قوات الاحتلال بتوجيهات استخباراتية من جهاز الأمن العام الإسرائيلي على انتشال جثمانه من داخل قطاع غزة.
وأشار بيان الاحتلال إلى أنه تمكن من استعادة جثمانين خلال الأسبوع الماضي، وبعد الفحوصات التي أجراها في مستشفى الطب العدلي أعلن قبل أيام عن استعادة جثمان إيلان فايس، واليوم تأكد من استعادته جثمان شطيوي.
كان المحتجز الإسرائيلي تعرض للقتل خلال الهجمات التي نفذتها عناصر المقاومة الفلسطينية على المستوطنات الإسرائيلية قبل نحو عامين، حيث يتهم الاحتلال عناصر حماس بقتله، حسب وصف البيان.
كانت مصادر إسرائيلية رسمية تحدثت في وقت سابق عن أن المقاومة الفلسطينية في غزة لا يزال لديها 50 محتجزًا إسرائيليًا، من بينهم 20 أحياء و30 جثمانًا.
وفي 18 مارس/آذار الماضي، رفضت إسرائيل استكمال المرحلة الثانية من هدنة أقرتها في يناير/كانون الثاني الماضي، كان من المقرر أن تمتد إلى نهاية العدوان على غزة، واستأنفت حربها في القطاع التي بدأتها منذ السابع من أكتوبر 2023.
وفي 8 أغسطس/آب الحالي أقر المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية/الكابينت خطةً اقترحها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "للسيطرة العسكرية الكاملة" على مدينة غزة، مع رفع جاهزية القوات واستدعاء وحدات احتياط وتنفيذ تدريبات استعدادًا للعمليات المقبلة.
وهي الخطة التي لاقت انتقادات دولية، إذ حذر عدد من القادة والمسؤولين الأوروبيين من العواقب الكارثية للعملية العسكرية الإسرائيلية المزمعة لاحتلال مدينة غزة، وأكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن الهجوم الإسرائيلي المرتقب، مع استدعاء نحو 60 ألف جندي احتياط "لن يؤدي سوى إلى كارثة فعلية للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي".