انتشلت قوات الإنقاذ بمحافظة الإسكندرية اليوم الأحد جثة شاب من موقع حادث الغرق الجماعي الذي وقع أمس السبت في شاطئ أبو تلات في العجمي بالإسكندرية أمس السبت، ليرتفع عدد الضحايا إلى 7 غرقى بينهم 3 فتيات صرحت نيابة العامرية الجزئية بدفنهم، فيما أرجع خبيران سبب الحادث إلى إنشاء مصدات دون دراسة.
وكانت وزارة الصحة أعلنت أمس غرق ستة أشخاص وإصابة 24 آخرين في شاطئ أبو تلات، وقالت إن الضحايا والمصابين كانوا ضمن رحلة تابعة لإحدى الأكاديميات المتخصصة في الضيافة الجوية، دون ذكر مزيد من التفاصيل.
فيما أعلنت الإدارة المركزية للسياحة والمصايف بالإسكندرية إخلاء شواطئ القطاع الغربي والعجمي بالكامل كإجراء احترازي، قبل أن تقرر اليوم الأحد وفق بيان نشرته على فيسبوك استمرار غلقها "كونها تشهد اضطرابًا ملحوظًا في حركة الأمواج".
وقال مدير مركز التحاليل والتنبؤات بالهيئة العامة للأرصاد الجوية الدكتور محمود شاهين لـ المنصة إن الهيئة تقدم تنبؤاتها بشأن حالة الأمواج إلى الجهات المعنية عن كل 3 أيام "ثم تتخذ هذه الجهات اللازم".
وأوضح المسؤول في هيئة الأرصاد، أن التحذيرات بشأن ارتفاع الأمواج لا تعني منع السباحة في كل الشواطئ "لكل شاطئ وضع مختلف ويتوقف على طبيعته، وما إذا كانت تجرى عليه أعمال إنشائية أو خلافه".
وأكد شاهين عدم وجود تغييرات كبيرة في ارتفاع أمواج البحر المتوسط خلال السنوات الماضية، وأن التحذيرات بشأن الأمواج طبيعية في مثل هذا التوقيت من السنة.
ويشرح أستاذ البيئة البحرية بالمعهد القومي لعلوم البحار والمصايد الدكتور أحمد عبد الحليم لـ المنصة "هناك الكثير من الشواطئ معروف للجميع أن بها تيارات بحرية تُكوِّن دوامات، ما يجعل السباحة فيها خطرًا".
وأوضح أن بعض الشواطئ تكون هذه طبيعيتها "والبعض بسبب تدخل الإنسان وإقامة إنشاءات أو حواجز خرسانية دون دراسة جادة".
وأضاف عبد الحليم، الذي شغل سابقًا منصب رئيس المعهد القومي لعلوم البحار والمصايد في الإسكندرية، أن شاطئ أبو تلات من الشواطئ التي أدى تدخل الإنسان إلى زيادة خطورة السباحة فيه "يبدو أن هذه الإنشاءات تمت دون دراسة جادة وحقيقية لطبيعة البحر في هذه المنطقة، وبالتالي أصبحت منطقة دوامات تسحب من يسبح فيها".
وقال إن شواطئ غرب الإسكندرية، التي من بينها العجمي وأبو تلات والنخيل، بها تلك التيارات البحرية الخطيرة.
وفي 24 يوليو/تموز 2018، أصدر محافظ الإسكندرية الأسبق محمد سلطان قرارًا بإغلاق شاطئ النخيل "لما يمثله من خطورة بالغة على المواطنين" وذلك بعد غرق 14 ضحية وقتها.
وأكد الخبير البحري أن إقامة أي إنشاءات في البحر، سواء مصدات أو ألسنة، يجب أن يخضع لدراسة متأنية، تقف على اتجاهات التيارات المائية. وهو ما اتفق معه رئيس مركز الحد من المخاطر البحرية بالمعهد القومي لعلوم البحار والمصايد الدكتور عمرو زكريا حمودة، الذي تحدث عن مشكلة فنية في تصميم حواجز الأمواج على شاطئ أبو تلات.
وأضاف أن حادث الغرق الذي وقع أمس ليس الأول "هذه المنطقة معروفة بأنها منطقة خطر".
ولفت إلى ضرورة إجراء دراسة حديثة لهذه المنطقة حتى يتم وضع تصور لحل المشكلة وتقليل نسب الغرق بها.
