حساب hamza على إكس
ضحايا هجوم شنته قوات الدعم السريع على مخيم زمزم للنازحين قُرب الفاشر، 11 أبريل 2025

بسبب الحرب والجوع.. تحذيرات من كارثة إنسانية في الفاشر السودانية

قسم الأخبار
منشور الثلاثاء 19 أغسطس 2025

حذرت شبكة أطباء السودان، اليوم، من كارثة إنسانية تهدد مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، بسبب تدهور الوضع الصحي في المستشفيات، نتيجة انعدام وجود الدواء والمستلزمات الطبية الضرورية لإنقاذ المرضى، وقالت في بيان على فيسبوك "نتابع بقلق بالغ الوضع الصحي في مدينة الفاشر، حيث يواجه آلاف المواطنين خطر الموت بسبب النقص التام في الأدوية الأساسية والمنقذة للحياة، وسط تزايد مستمر للحالات المرضية والإصابات، وعجز الكوادر الطبية عن تلبية احتياجات المرضى".

وطالبت الشبكة بــ"تدخل فوري وعاجل من المنظمات الإنسانية الدولية والإقليمية، بالتنسيق مع السلطات المحلية، لتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية، وفتح ممرات إنسانية آمنة لإيصال الإمدادات الطبية دون عوائق، بالإضافة إلى دعم الكوادر الطبية العاملة في ظروف قاسية وبإمكانات شبه معدومة".

وحملت قوات الدعم السريع المسؤولية الكاملة عن نقص الإمدادات الطبية وما ينتج عن هذا الوضع من وفيات ومعاناة إنسانية بسبب الحصار المفروض على المدينة، مطالبة السلطات الصحية في السودان بالتدخل والتنسيق مع المنظمات الأممية لتوفير المساعدات الطبية والغذاء بشكل عاجل لإنقاذ المدنيين العزل.

كان رئيس الوزراء السوداني محمد إدريس طالب مجلس الأمن والأمم المتحدة بالتدخل العاجل لإنهاء الوضع القائم في مدينة الفاشر، مؤكدًا خلال رسالته إليهم أمس على ضرورة فتح ممرات إنسانية، بشكل فوري لإيصال المساعدات إلى المدنيين الذين يعانون من نقص حاد في الاحتياجات الأساسية. 

وشدد إدريس على أن نجاة السكان تعتمد على التحرك الفوري، مشيرًا إلى أن "التاريخ سيذكر ما إذا كانت الأمم المتحدة قد اختارت الصمت أم التضامن، وهل سمحت لمدينة بأكملها أن تفنى، أم وقفت بثبات لحماية الأبرياء".

كان المدير الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي لشرق وجنوب أفريقيا إريك بيرديسون أعلن أن "الجميع في الفاشر  يواجهون صراعًا يوميًا للبقاء على قيد الحياة، بعد أكثر من عامين من الحرب، لقد استنفد الناس آليات التكيف المتاحة تمامًا"، حيث يواجه نحو 25 مليون شخص، أي نصف سكان البلاد، جوعًا حادًا، ويعاني 3.5 مليون امرأة وطفل من سوء التغذية، مما جعلها  أكبر أزمة جوع في العالم، وذلك بعد عام واحد من تأكيد المجاعة لأول مرة في البلاد.

وأكد على أن المدينة معزولة عن برنامج الأغذية العالمي والمساعدات الإنسانية الأخرى، وأن بعض السكان يعيشون على علف الحيوانات وبقايا الطعام.

ووفق مصدر من وزارة الصحة السودانية، رفض الإفصاح عن اسمه لوكالة فرانس برس، سجّلت في الفاشر 63 حالة وفاة على الأقل خلال أسبوع بسبب سوء التغذية وذلك في الفترة بين يومي 3 و10 أغسطس/آب، أغلبهم نساء وأطفال"، لافتًا إلى أن هذه الحصيلة تقتصر على من تمكّنوا من الوصول للمستشفيات، وأن كثيرين يعجزون عن ذلك بسبب العنف "إذا مات الشخص في البيت يتم دفنه مباشرة".

سكرين شوت من خريطة السودان، حيث تظهر مدينة الفاشر في الغرب بالقرب من حدود السودان مع ليبيا وتشاد وجمهورية أفريقيا الوسطى وجنوب السودان، 6 مايو 2025

مدينة الفاشر المحاصرة منذ أبريل/نيسان 2023 تعيش أجواء من العنف والتوتر بسبب المواجهات العسكرية المستمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، مما تسبب في مأساة إنسانية خطيرة في المدينة التي كانت ملاذًا آمنًا للنازحين الذين لجأوا إليها من مختلف مدن البلاد بسبب تداعيات الحرب، قبل أن تبدأ موجة نزوح منها بسبب اشتداد المعارك، وقدرت منظمة الهجرة الدولية أعداد النازحين من الفاشر بعشرات الآلاف، خلال أبريل الماضي.

وتشكل المدينة مركزًا للمساعدات الإنسانية، وواحدة من أهم المدن الاستراتيجية في إقليم دارفور الذي يربط حدود السودان بكل من ليبيا وتشاد وإفريقيا الوسطى، ويبلغ عدد سكانها حوالي 1.5 مليون نسمة من جملة سكان الإقليم، وتؤوي عشرات الآلاف من النازحين الموجودين في المدارس وبعض المساكن في الأحياء الجنوبية منها.

وتستمر الحرب بين الجيش السوداني بقيادة رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، نائب البرهان سابقًا، منذ أبريل2023، بعد تفجر صراع على السلطة بين الجانبين، ما أدى إلى مقتل الآلاف ونزوح 12 مليون شخص، وفق تقديرات المنظمات الدولية.