كشفت مصادر فلسطينية مطلعة على جهود مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة أن وفد حركة حماس في القاهرة تسلّم، أمس الاثنين، مقترحًا جديدًا من الوسطاء المصريين والقطريين يتضمن هدنة لمدة 60 يومًا، مقابل إطلاق سراح دفعتين من المحتجزين الإسرائيليين، وفق صيغة معدلة عن المقترح الأمريكي المعروف بـ"مبادرة ويتكوف".
وأكد مصدر فصائلي حضر اجتماعات الوفد الفلسطيني بالقاهرة لـ المنصة أن قادة الفصائل أبلغوا حماس بموافقتهم على التصور المطروح، لكن الحركة أرجأت إعلان موقفها النهائي من المبادرة إلى حين التشاور مع المستوى العسكري في غزة، على أن تسلم ردها للوسطاء خلال الساعات المقبلة.
وأوضح المصدر أن المقترح الجديد يعتمد على الصيغة المقدمة في مقترح ويتكوف كقاعدة أساس، ويتضمن تعديلات أدخلت من جانب الوسطاء في مصر وقطر بهدف تقريب وجهات النظر.
وأشار إلى أنه ينص على إطلاق سراح عشرة محتجزين إسرائيليين أحياء، إضافة إلى نصف عدد الجثامين التي تحتجزها المقاومة، مقابل إفراج إسرائيل عن مُعتقلين فلسطينيين، كما يتضمن انسحابًا إسرائيليًا من محور موراج ومنطقة رفح حتى حدود المنطقة العازلة، وهو مطلب تمسكت به حماس في المفاوضات.
وكان مقترح ويتكوف يتضمن إطلاق حماس سراح 28 محتجزًا إسرائيليًا، بينهم 10 أحياء و18 قتيلًا، على مدى 60 يومًا، بالتزامن مع إدخال مساعدات إنسانية عاجلة إلى غزة تحت إشراف الأمم المتحدة والهلال الأحمر، فضلًا عن انسحاب تدريجي لقوات الاحتلال يبدأ بعد الإفراج عن أول دفعة من المحتجزين.
وألزم مقترح ويتكوف حماس في اليوم العاشر من الهدنة بتقديم معلومات عن بقية المحتجزين، مقابل تقديم إسرائيل بيانات عن أكثر من ألفي معتقل فلسطيني تحتجزهم إداريًا منذ بداية الحرب، مع التزامها بالإفراج عنهم في إطار الاتفاق النهائي.
وأكد المصدر أن الاتفاق المطروح يعد "جزئيًا" ولا يشمل قضايا شاملة مثل ملف سلاح المقاومة أو مصير قادتها، في ظل رغبة الوسطاء التركيز أولًا على وقف المذابح في القطاع، تمهيدًا لمحادثات أوسع بشأن "اليوم التالي" للحرب.
ولفت إلى أن حماس تمسكت خلال المناقشات مع الوسطاء في مصر بضرورة انسحاب جيش الاحتلال من محور موراج وكذلك من رفح حتى المنطقة العازلة.
وكانت حماس ردت على مقترح ويتكوف بالمطالبة بفتح معبر رفح من الجانب الفلسطيني بشكل دائم لإدخال المساعدات، وانسحاب القوات الإسرائيلية وفق رؤية مختلفة عما تقترحه إسرائيل، ما أدى إلى انسحاب الوفدين الأمريكي والإسرائيلي من المفاوضات.
بالتوازي، عقدت قيادات من الفصائل الفلسطينية اجتماعًا في مدينة العلمين الجديدة بمشاركة حسام بدران، رئيس دائرة العلاقات الوطنية في حماس، ضمن مساعٍ مصرية لتوحيد الصف الداخلي الفلسطيني وبناء موقف موحد في مواجهة المخاطر المحدقة بالقضية الفلسطينية، وفق مصدر بالحركة لـ المنصة.
ونفى القيادي في حماس وجود خلافات بين الفصائل كما تروج بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية، مؤكدًا أن الحركة وفصائل المقاومة متوافقة على خطوط المبادرة المطروحة.
وأوضح أن تمسك حماس بالانسحاب من موراج ورفح يستهدف منع محاولات تهجير سكان القطاع والتصدي لخطط إسرائيل الرامية إلى إعادة تشكيل خريطة السيطرة جنوب غزة، بما في ذلك تكليف مجموعات محلية لإدارة مناطق الإيواء المستهدفة.
وكان جيش الاحتلال أعلن أول أمس السبت أنه سيزود الفلسطينيين في قطاع غزة بخيام ومعدات إيواء ابتداء من الأحد استعدادًا لنقلهم من مناطق القتال إلى جنوب القطاع "حفاظًا على أمنهم"، وهو ما رفضته حماس مؤكدة أنها موجة جديدة من الإبادة الوحشية وعمليات التهجير الإجرامي بحق مئات الآلاف من السكان والنازحين في القطاع".
وفي 18 مارس/آذار الماضي، رفضت إسرائيل استكمال المرحلة الثانية من هدنة أقرتها في يناير/كانون الثاني الماضي، كان من المقرر أن تمتد إلى نهاية العدوان الإسرائيلي على غزة، واستأنفت حربها في القطاع، ولم يتمكن الوسطاء حتى الآن من إتمام هدنة أخرى أو اتفاق شامل يُجبر إسرائيل على إنهاء الحرب، رغم استمرار المفاوضات بهذا الشأن.