تجمع نقيب الصحفيين خالد البلشي وعدد من أعضاء المجلس وعشرات الصحفيين في وقفة صامتة داخل النقابة حاملين الشموع، وذلك في بداية اليوم التضامني مع ضحايا الصحافة الفلسطينية الذي نظمته النقابة أمس.
وعلى جانبي مدخل قاعة محمد حسنين هيكل بالدور الرابع، أقامت النقابة معرض صور التقطت بعدسات صحفيين ومصورين فلسطينيين، ففي إحدى الصور ظهر الفلسطينيون وهم يتزاحمون للحصول على المساعدات.
عقب الوقفة، عقد المجلس مؤتمرًا أكد البلشي خلاله أن "الجريمة حاليًا في قطاع غزة تطورت من القتل بالرصاص إلى القتل بالتجويع، وارتكاب جرائم جماعية بحق الصحفيين".
وخلال الشهر الجاري ارتكب جيش الاحتلال مجزرة أودت بحياة 6 صحفيين جراء استهداف خيمة طاقم شبكة الجزيرة، ليرتفع عدد الضحايا الصحفيين إلى 238 شخصًا منذ بداية حرب الإبادة الجماعية على غزة.
وأضاف البلشي "نقف اليوم وهناك جريمة تحدث في حق الشعب الفلسطيني، وهذه الجرائم تستند إلى أفكار استعمارية توضحها تصريحات قادة الاحتلال الصهيوني المتعلقة بإسرائيل الكبرى، ونحن ندين هذه التصريحات الهمجية، التي لا تعتبر فقط خطابًا عنصريًا، لكنها إعلان عن مشروع فاشي عنصري لتدمير الوطن العربي".
والأسبوع الماضي، أكد نتنياهو تمسكه برؤية إسرائيل الكبرى؛ المخطط الذي يسعى لضم أجزاء من الأراضي الفلسطينية المحتلة والأردن ولبنان وسوريا ومصر، مؤكدًا شعوره بأنه يحمل رسالة تاريخية وروحانية تتوارثها الأجيال، ما أدانه وزراء خارجية 31 دولة عربية وإسلامية.
وأشار البلشي إلى مخاطبة النقابة لعدد من النقابات المهنية داخل مصر وخارجها للتضامن مع الشعب الفلسطيني، بالإضافة إلى مخاطبة الاتحاد الدولي للصحفيين واتحاد الصحفيين العرب لتقديم مذكرة مشتركة رسمية إلى المحكمة الجنائية الدولية.
غير أن السكرتير العام لنقابة الصحفيين جمال عبد الرحيم اعتبر أن الاتحاد الدولي للصحفيين واتحاد الصحفيين العرب ومنظمة مراسلون بلا حدود لا دور واضح لهم مما يحدث للصحفيين الفلسطينيين.
وقال عبد الرحيم إنه سبق و"طالبنا اتحاد الصحفيين العرب بإصدار بيان لرفض التطبيع مع إسرائيل، وخدنا حوالي ساعة ونص نقنع فيهم بإصدار البيان إلا أنه كان هناك رفض من رئيس الاتحاد والدول الأعضاء، وبعد تهديدنا بالانسحاب من الاتحاد، أبدى رئيس الاتحاد مرونة في إمكانية إصدار بيان لشجب وإدانة الأوضاع في القطاع ورفض التطبيع".
ورأى عبد الرحيم أن حادث اغتيال أنس الشريف وزملائه ليس صدفة "مدبر وقتل عمد مع سبق الإصرار والترصد".
وأكد نقيب الصحفيين الفلسطينيين ناصر أبو بكر أنه رغم مقتل نحو 238 صحفيًا فلسطينيًا في قطاع غزة، وتدمير نحو 115 مقرًا لمؤسسات إعلامية، وتدمير 1500 منزل للصحفيين الفلسطينيين لكن هناك "إصرار على مواصلة التغطية ونقل معاناة الشعب الفلسطيني".
وقال أبو بكر في كلمة مسجلة "نتعرض لحرب متواصلة وحرب إبادة جماعية، خاصة تجاه الصحفيين حيث إن جرائم الاحتلال تجاه الصحفيين الفلسطينيين هي الأكبر والأبشع في تاريخ الإعلام".
وعرضت نقابة الصحفيين فيلمًا بعنوان "التغطية لا تزال مستمرة"، ظهر فيه عدد من الصحفيين الفلسطينين رغم التعب الظاهر عليهم يواصلون تغطية الأحداث ونقل الحقيقة، كما ظهر فيه مشهد للصحفي الفلسطيني أنس الشريف وهو يقول "لا أعرف ماذا يريد هذا مني"، ردًا على مقطع مصور للمتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي وهو يهدده.
"خلال الأيام الماضية أجريت اتصالات عدة مع زملائنا الصحفيين الفلسطينيين، لتسجيل شهاداتهم لعرضها خلال اليوم التضامني، فغالبيتهم أكدوا أنه لا مكان ولا منزل لهم خاصة الصحفيات، ويتم تهديدهم بالقتل من قبل قوات الاحتلال" قالت عضوة المجلس إيمان عوف خلال المؤتمر.
وفي فيديو مسجل من أمام مبنى تم قصفه عرضته النقابة، قال مراسل قناة الغد في غزة محمود أبو سلامة "كونك صحفي في غزة يعني تعرضك لكافة المخاطر بدايةً من التهديد حتى القتل وصولًا لاستهداف عائلتك".
وأضاف أن جيش الاحتلال "لا يحترم القوانين الدولية، فمر نحو عامين على تغطيتي لهذه الحرب وشهدت فيها جرائم حرب كبيرة، فأنا تعرضت لكثير من التهديدات من قبل الاحتلال سواء عبر الاتصال المباشر أو النشر على مواقعهم للتحريض على قتلي".
وأكمل بحسرة "أكلنا أكل الحيوانات ولم نجد سبلًا للحياة، فالجوع يفتك بأجسادنا، ولا وجود لأي طعام أو شراب، إضافة إلى أن البنية التحتية تم تدميرها خاصة المستشفيات".
واتفق الصحفي الفلسطيني أسامة العشي مع أبو سلامة، وقال في فيديو مصور من أمام مجمع الشفاء الطبي "في هذا المكان ودعنا غالبية زملائنا الصحفيين، وآخرهم أنس الشريف الذي كان على يقين من استهدافه، لكنه أصر على أن يكون في الميدان لفضح جرائم الاحتلال الصهيوني".
وفي 18 مارس/آذار الماضي، رفضت إسرائيل استكمال المرحلة الثانية من هدنة أقرتها في يناير/كانون الثاني الماضي، كان من المقرر أن تمتد إلى نهاية العدوان على غزة، واستأنفت حربها في القطاع التي بدأتها منذ السابع من أكتوبر 2023، بينما تستمر جهود الوساطة لإقرار وقف جديد لإطلاق النار لم تفلح حتى الآن في الوصول لاتفاق. وأعلنت إسرائيل مؤخرًا خطة "للسيطرة العسكرية الكاملة" على مدينة غزة.