وقّع أكثر من 200 صحفي ومصور ومراسل حربي من مؤسسات إعلامية دولية، عريضة تطالب بالسماح الفوري وغير المشروط للصحفيين الأجانب بالدخول إلى قطاع غزة، لتغطية الحرب بشكل مستقل، وذلك في إطار مبادرة "حرية الصحافة" التي أطلقها المصور الصحفي أندريه ليون.
ومن بين أبرز الموقعين على العريضة، أليكس كروفورد مراسل سكاي نيوز الخاص، وكريستيان أمانبور كبيرة المراسلين الدوليين في سي إن إن، والمذيع مهدي حسن المذيع، وكبيرة المراسلين الدوليين كلاريسا وارد، إضافة إلى مصور الحرب البريطاني دون ماكولين.
وتوجّه العريضة نداءً مباشرًا لكل من إسرائيل وحماس لرفع الحظر المفروض على الصحفيين الأجانب، والذي يمنعهم من دخول القطاع منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023، معتبرة أن استمرار هذا المنع يهدد التغطية المستقلة ويفرض سردية أحادية الجانب حول ما يجري في غزة.
ووفق سكاي نيوز، تؤكد العريضة أنه حال تجاهل الأطراف المتحاربة هذا النداء، فإن الصحفيين سيُدعمون لمحاولة الدخول إلى القطاع "بأي وسيلة مشروعة"، سواء بشكل فردي أو جماعي، أو بالتنسيق مع منظمات المجتمع المدني والجهات الإنسانية.
وجاء في نص العريضة "إن الوصول المستقل للصحفيين الأجانب إلى غزة أمر عاجل، ليس فقط لتوثيق الفظائع والانتهاكات المتفشية، بل أيضًا لضمان ألا تكون الحقيقة رهينة لمن يتحكمون بالسلاح والسردية الإعلامية".
وأشار الموقعون إلى أن غزة تمثل "الحالة الأكثر إلحاحًا" لكنها ليست الوحيدة، محذرين من "نمط متسارع لإسكات الصحفيين وتقييد حرية الإعلام"، وأضافوا "إن التغاضي عن هذا القمع، خاصة من قبل العالم الديمقراطي، يعني التواطؤ في تآكل الحريات الأساسية".
وتسلط العريضة الضوء على المخاطر غير المسبوقة التي يتعرض لها الصحافيون في غزة، حيث تشير مبادرة "حرية التغطية الإعلامية" إلى مقتل نحو 200 صحفي، معظمهم فلسطينيون، ما يجعل الصراع الحالي بين إسرائيل وحماس "أعنف صراع صحافي سُجِّل على الإطلاق"، حسب وصفها.
ووفق وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية/وفا، فقد قتلت القوات الإسرائيلية أكثر من 230 صحفيًا فلسطينيًا منذ بدء الحرب، بعضهم استُهدف مع عائلاتهم، كما دُمرت عشرات المكاتب الصحفية، وسط استمرار منع الصحفيين الأجانب من الوصول إلى القطاع.
وكانت وكالات أنباء دولية كبرى مثل أسوشييتد برس وفرانس برس وبي بي سي ورويترز، أصدرت بيانًا مشتركًا الشهر الماضي، أشارت فيه إلى أن العاملين في المجال الإعلامي داخل غزة يواجهون أيضًا صعوبات معيشية شديدة، من بينها صعوبة الحصول على الطعام لعائلاتهم، رغم استمرارهم في العمل لصالح مؤسساتهم.
ووقتها، دعا وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، إسرائيل، إلى السماح للصحافة الأجنبية بدخول قطاع غزة مع ازدياد التحذيرات من مجاعة بعد نحو 22 شهرًا من العدوان.
ووقعت سكاي نيوز على بيان أصدره المعهد الدولي لسلامة الأخبار، يدعو فيه إسرائيل إلى فتح المجال للصحفيين الدوليين لدخول غزة، وضمان حرية التنقل للصحفيين المحليين وعائلاتهم داخل وخارج القطاع.
ويأتي هذا التحرك الإعلامي الواسع في وقت تشهد فيه غزة أوضاعًا إنسانية متدهورة، إذ وصف مدير منظمة الصحة العالمية في 23 يوليو/تموز الماضي الوضع بأنه مجاعة جماعية من صنع الإنسان، نتيجة الحصار الإسرائيلي المفروض على دخول المساعدات.
إلى جانب الدعوة العاجلة لتمكين الصحفيين الأجانب من دخول غزة، تؤكد العريضة على ضرورة احترام وضع الصحفيين كأطراف محمية بموجب القانون الدولي الإنساني، وتدعو الحكومات ومنظمات حرية التعبير إلى اتخاذ مواقف واضحة في الدفاع عن حرية الصحافة حول العالم.
ومنذ بدء العدوان على قطاع غزة، قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي 228 صحفيًا فلسطينيًا، وأصاب المئات وفق المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة التابع لحماس.