ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي مساء الأربعاء مجزرتين بحق طالبي المساعدات الإنسانية شمال وجنوب قطاع غزة، ما أدى إلى مقتل 70 وإصابة أكثر من 700 بينهم حالات حرجة، حسبما أفاد مصدر طبي بوزارة الصحة لـ المنصة، فيما قُتل المصور الصحفي إبراهيم حجاج في قصف إسرائيلي استهدف محلًا تجاريًا في حي الدرج شرق مدينة غزة.
وأوضح المصدر أن 51 ضحية وقرابة 650 إصابة وصلوا إلى مستشفيات مدينة غزة، جراء استهدافهم بشكل مباشر من قبل جيش الاحتلال قرب حاجز زيكيم شمال شرق قطاع غزة، فيما وصل 19 ضحية وأكثر من 50 إصابة إلى مجمع ناصر الطبي بخانيونس، بعد استهدافهم من قبل الاحتلال على محور موراج جنوب المدينة.
وقال شاهد عيان لـ المنصة إن الاحتلال فتح نيران أسلحته الرشاشة وأطلق عددًا من القذائف المدفعية بعد الساعة الثامنة مساءً، على منتظري شاحنات المساعدات في منطق السودانية القريبة من حاجز زيكيم، حيث كانت شاحنات في طريقها من الحاجز إلى داخل القطاع.
وأضاف "الاحتلال صار يوميًا بسمح بدخول شاحنات المساعدات على عدّة مراحل، كل أكم ساعة بدخل عدد محدود من الشاحنات تقريبا 10، والناس اللي ما بتحصل على المساعدات بضلها في حالة انتظار".
ولفت شاهد العيان الانتباه إلى أن عددًا من الضحايا لا تزال أجسادهم ملقاة على الأرض في المنطقة التي تعرضوا فيها لإطلاق النار "الناس مع الطخ والانفجارات صارت تجري وتشرد، في ناس تصاوبت وفي ناس قتلت وما حد قدر يسحبهم تحت كثافة الرصاص".
وحول المجزرة الثانية جنوب خانيونس، قال مصدر صحفي لـ المنصة كان موجودًا في منطقة انتظار شاحنات المساعدات الإنسانية بين جموع المنتظرين إن جنود الاحتلال فتحوا النار بشكل كثيف باتجاه الناس بعد هبوط عتمة الليل بوقت قصير، ما أدى لمقتل وإصابة العشرات.
وأكد تعمد الاحتلال إطلاق النار في اتجاه منتظري المساعدات بشكل مباشر، وأشار إلى سماح الاحتلال بمرور الشاحنات عقب ارتكابه المجزرة، حيث انقسم الموجودون بين من يحمل وينقل الضحايا والجرحى، وآخرين يعتلون الشاحنات للحصول على ما استطاعوا من المواد الغذائية.
وقال مصدر في منظمة دولية إغاثية لـ المنصة طالبًا عدم نشر اسمه إن أكثر من 130 شاحنة سمح الاحتلال الإسرائيلي بدخولها إلى القطاع الأربعاء عبْر 4 منافذ حيث تعرضت معظمها للسرقة، فيما دخلت ثلاث شاحنات تحمل السولار.
وفي السياق، أسقطت 4 طائرات مساعدات إنسانية عبر الجو وسط وجنوب قطاع غزة، من بينها طائرة مصرية، حسب مصدر صحفي لـ المنصة.
وأدان المكتب الإعلامي الحكومي بغزة استمرار جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكابه للمجازر بحق آلاف المجوعين في مختلف مناطق دخول المساعدات الإنسانية بالقطاع في ظل المجاعة وآثارها الكارثية، التي يفرضها الاحتلال على السكان منذ عدّة أشهر، محملًا إياه مسؤولية تجويع أكثر من مليونين و400 ألف إنسان، بينهم أكثر من مليون طفل يُحرمون من الحصول على الغذاء وحليب الأطفال.
وقال في بيان إنّ الاحتلال "لا يزال يسمح بدخول شاحنات المساعدات التي تتعرض للسرقة والنهب نتيجة الفوضى الأمنية التي كرسها الاحتلال بشكل منهجي ومتعمد، وذلك ضمن سياسة هندسة الفوضى والتجويع الهادفة إلى إفشال عمليات توزيع المساعدات بشكل عادل وحرمان غالبية السكان المدنيين من الاستفادة منها".
وأضاف "هذه المجازر الدموية، وما سبقها من جرائم مماثلة، تؤكد مجددًا أن الاحتلال يستخدم الجوع كسلاح حرب، ويستهدف بدمٍ بارد المدنيين الذين يبحثون عن لقمة عيش، في انتهاك صارخ لجميع القوانين الدولية والإنسانية".
وطالب الإعلام الحكومي المجتمع الدولي والأمم المتحدة بالتحرك العاجل لفتح المعابر بشكل فوري، وكسر الحصار وتأمين دخول المساعدات الإنسانية بما فيها حليب الأطفال بشكل آمن ومنظّم تحت إشراف أممي كامل، مشيرًا إلى أنّ القطاع يحتاج ما لا يقل عن 600 شاحنة تحمل المواد الإغاثية والوقود بشكل يومي كحد أدنى.
من جانبها، أعلنت وزارة الصحة بغزة وفاة 7 حالات خلال الـ24 ساعة الماضية نتيجة التجويع وسوء التغذية، ما رفع أعداد ضحايا المجاعة إلى 154 ضحية من بينهم 89 طفلًا.
في سياق منفصل، قُتل المصور الصحفي إبراهيم حجاج في قصف إسرائيلي استهدف محلًا تجاريًا في حي الدرج شرق مدينة غزة، حيث كان موجودًا بالقرب من المكان خلال توثيقه لجرائم الاحتلال الإسرائيلي وعملياته العسكرية في المناطق الشرقية للمدينة.
ونعت نقابة الصحفيين الفلسطينيين حجاج، الذي كان يعمل مصورًا مع إندبندنت عربية، مشيرة إلى ارتفاع عدد الضحايا إلى 232 صحفيًا وعاملًا في المؤسسات الإعلامية منذ بدء حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة.
ووصفت في بيانها استهداف جيش الاحتلال لحجاج والصحفيين، بسياسة إعدام ميداني ممنهجة تهدف إلى كتم صوت الحقيقة الفلسطينية وترهيب الإعلاميين، محملة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن ارتكابه لهذه الجرائم.