بين الارتفاع الشديد في درجات الحرارة وانقطاع التيار الكهربائي وتوقف محطة مياه الشرب، عاش سكان عدة مناطق وأحياء بمحافظة الجيزة مأساةً خلال اليومين الماضيين، وبينما أكد البعض انتهاء الأزمة، قال آخرون إن الانقطاعات لا تزال مستمرة.
كانت محافظة الجيزة أعلنت عن عطل طارئ بالكابل الكهربائي الأرضي أمام محطة مترو ساقية مكي تسبب في توقف الخدمة بمحطة مياه وخلل فني بمحطة محولات جزيرة الدهب، وهي من المحطات الرئيسية على مستوى المحافظة، وأكد وزير الكهرباء والطاقة المتجددة محمود عصمت متابعته لموقع إصلاح العطل ميدانيًا.
وذلك قبل أن تعلن محافظة الجيزة، مساء الأحد، عودة التيار الكهربائي ومياه الشرب إلى المناطق التي تضررت نتيجة عطل في كابل الجهد العالي (66 ك.ف) بمنطقة ساقية مكي بحي جنوب الجيزة، مؤكدة الانتهاء من أعمال الإصلاح، وبدء إطلاق التيار الكهربائي تدريجيًا لكل المناطق المتضررة والمنشآت الحيوية والعامة، بالتوازي مع إعادة تشغيل محطة مياه جزيرة الذهب بشكل منتظم، لضمان عودة المياه إلى صورتها الطبيعية للمناطق التي تأثرت.
وبينما اعتذرت المحافظة عن "أي إزعاج أو معاناة نتجت عن انقطاع التيار الكهربائي أو تأثر خدمات المياه وحرصها الكامل على اتخاذ كافة الإجراءات العاجلة لضمان استقرار الخدمة في أسرع وقت ممكن"، قال ثلاثة سكان في مناطق الهرم والجيزة لـ المنصة إن الأزمة انتهت، بينما أكد أربعة آخرون يقيمون بمناطق العمرانية والمنيب وفيصل وخاتم المرسلين عودة الكهرباء والمياه بشكل متقطع منذ صباح اليوم الاثنين، مؤكدين تلف المواد الغذائية في الثلاجات بسبب انقطاع التيار الكهربائي لمدة تجاوزت الـ15 ساعة.
واعتبر عضو مجلس النواب عن الجيزة إيهاب منصور ما حدث دليلًا على وجود مشكلة كبيرة في إدارة الأزمات، بالإضافة إلى أزمة في البنية التحتية ليست وليدة اللحظة وإنما هي تراكم لسنوات.
وأكد منصور في حديث مع المنصة أن على وزارة الكهرباء تجهيز خطة للطوارئ يتم تفعليها في مثل هذه الأزمات، "لأنه رغم كل الجهد اللي قام به المسؤولون والعمال فإن هذا لا يجب أن يتكرر مرة أخرى".
وقال أحمد سليم أحد المقيمين بالمنيب لـ المنصة إن التيار الكهربائي عاد في ساعة متأخرة من مساء أمس الأحد واستمر لنحو ساعتين فقط ثم انقطع مرة أخرى، وحتى الآن (الساعة 1.30 ظهر الاثنين) لا يزال التيار منقطعًا، وهو نفس ما ذهبت إليه فريدة كامل، مقيمة بالعمرانية، مشددةً لـ المنصة على أن الكهرباء انقطعت عن المنطقة التي تسكن فيها لمدة 20 ساعة بشكل مستمر، و"اضطريت آخد الحاجة اللي في الثلاثة وأوديها عند أختي في الوايلي عشان متبوظش"، فيما قالت إيمان علي المقيمة في فيصل لـ المنصة إنها خسرت خزين الشهر المقبل كله من المواد الغذائية، و"لحمة وفراخ والخضار المتفرز كله باظ ورميته"، مشيرة إلى أن الكهرباء انقطعت عن منطقتها لأكثر من 19 ساعة بشكل متواصل.
ورفض إبراهيم شديد، المقيم في الجيزة، اعتذار المحافظة، لافتًا إلى أن هناك جوانب كثيرة من الأزمة لم تنته بعد، كالخسائر التي تكلفتها محلات الألبان والمجمدات والسوبر ماركت، مشيرًا إلى تلف كميات كثيرة من البضاعة تقدر قيمتها بالآلاف، وطالب بأن يتم تعويض أصحاب تلك المحلات أو على الأقل تحمل نسبة من الخسارة.
كذلك رفض رضا مصطفى، المقيم بالهرم، اعتذار المحافظة رغم عودة التيار الكهربائي لمنطقته، مشيرًا إلى أن ما حدث خلال اليومين الماضيين دليل واضح على وجود مشكلة كبيرة في إدارة المحافظة، متسائلًا عن الخطة البديلة التي من المفترض أن تكون جاهزة لمثل هذه الأزمات، مضيفًا "أمال لو دخلنا في حرب هنعمل إيه".
وشدد النائب إيهاب منصور على ضرورة أن تكون لدى الوزارة خطة تشغيل بديلة لمحطات المياه في حال انقطاع التيار الكهربائي، حتى لا تتكرر هذه الأزمة مرة أخرى.
وبخصوص الخسائر التي وقعت نتيجة انقطاع التيار الكهربائي، قال منصور إن على من تضرر من انقطاع التيار أن يتقدم إلى ديوان المحافظة بما يفيد ذلك، بالإضافة إلى أنه سيمارس دوره الرقابي كنائب "أنا قاعد في الشارع من ساعة حدوث المشكلة وبقالي يومين مروحتش بيتي وفيه خلية عمل في العمرانية بتتلقى الشكاوى وهنوصل صوت الناس".