أعلنت شركة إنفيديا مؤخرًا الحصول على موافقة الحكومة الأمريكية لاستئناف بيع شريحة الذكاء الاصطناعي H20 المصممة خصيصًا للسوق الصينية، وذلك بعد نحو ثلاثة أشهر من الحظر الذي فرضته إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على مبيعات رقائق الذكاء الاصطناعي إلى الصين.
وأوضحت الشركة في بيان أن الحصول على ترخيص التصدير لا يزال ضروريًا، لكنها تلقت تطمينات من الإدارة الأمريكية بمنح التراخيص المطلوبة.
تأتي هذه الخطوة بعد لقاء مباشر جمع الرئيس التنفيذي لإنفيديا جنسن هوانج بالرئيس ترامب الأسبوع الماضي. وكان هوانج شن حملة ضغط واسعة في واشنطن خلال الأشهر الماضية محذرًا من أن إغلاق السوق الصينية قد يُلحق ضررًا بالغًا بالشركات الأمريكية، ويفسح المجال أمام شركة هواوي لتعزيز نفوذها داخل الصين وخارجها، وهو ما يشكل تهديدًا مباشرًا لموقع إنفيديا في السوق العالمية.
تشير التقديرات إلى أن مبيعات شريحة H20 وحدها كانت قد تصل إلى 15 مليار دولار خلال السنة المالية الحالية، ما يجعل القرار ذا أثر اقتصادي مباشر على أكبر شركة عامة في العالم من حيث القيمة السوقية، والتي تجاوزت أربعة تريليونات دولار.
تُمثّل العودة إلى السوق الصينية تحولًا جوهريًا في سياسة واشنطن التي سبق أن شددت القيود بدعوى الخوف من استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في تطوير القدرات العسكرية الصينية. وكانت إدارة ترامب بررت القيود السابقة بأنها تهدف إلى منع استخدام الرقائق في تنسيق هجمات أو تطوير أسلحة، ما منحها غطاء أمنيًا وسياسيًا قويًا آنذاك.
وكان وزير التجارة هوارد لوتنيك أكد في يناير/كانون الثاني الماضي أمام الكونجرس ضرورة وقف التعاون التكنولوجي مع الصين، مشيرًا إلى أن الشركات الأمريكية "تساعد خصمًا يعمل تحت سلطة مركزية معادية".
وجدد تصريحاته هذه مؤخرًا خلال جلسة نقاش بالكونجرس، منتقدًا ما وصفه بمحاولات بكين نسخ التقنيات الأمريكية واللحاق بها في سباق الذكاء الاصطناعي.
في المقابل، عبّر هوانج عن رؤية أكثر تصالحية تجاه العلاقة مع الصين، قائلًا في بودكاست له الأسبوع الماضي إن الصين "منافس وعدو، لكنها ليست عدونا الرئيسي"، ودعا إلى اعتماد "الحزمة التقنية الأمريكية" كمعيار عالمي، كما هو حال الدولار.
ينعكس هذا الموقف الجديد على مواقف بعض أعضاء الإدارة أيضًا، حيث أصبح مسؤول البيت الأبيض عن الذكاء الاصطناعي والعملات المشفرة ديفيد ساكس أكثر قربًا من موقف إنفيديا، ما يشير إلى تآكل الجبهة المتشددة ضد الصين داخل الإدارة الأمريكية نفسها.
لا تُعد شريحة H20 الأقوى بين منتجات إنفيديا حيث جرى خفض أدائها لتتماشى مع القيود الأمريكية على صادرات الذكاء الاصطناعي إلى الصين، وهي نسخة معدلة من الشريحة الأقوى H100. ومع ذلك، تحتفظ H20 بقدرات ذاكرة عالية تُعد جوهرية في عمليات "الاستدلال" التي تشغل نماذج الذكاء الاصطناعي.
ومع أن البيت الأبيض ووزارة التجارة لم يصدر عنهما تعليق رسمي، إلا أن القرار يثير تساؤلات داخل الكونجرس، خصوصًا أن لجنة في مجلس النواب فتحت في أبريل/نيسان الماضي تحقيقًا في مبيعات إنفيديا لرقائق الذكاء الاصطناعي في آسيا، وسط مزاعم بتزويد شركة DeepSeek الصينية بتقنيات حساسة بالمخالفة للقوانين الأمريكية.