صورة موّلدة بواسطة نموذج الذكاء الإصطناعي DALL-E
صورة رمزية تُظهر إيلون ماسك بجانب روبوت غاضب مستوحى من "MechaHitler"، وخلفهما شعار منصة X، في إشارة إلى أزمة Grok وتورط الذكاء الاصطناعي في نشر الكراهية.

Grok يثير عاصفة كراهية.. وxAI تعتذر بعد تعليقاته "المعادية للسامية"

محمد الطاهر
منشور الأحد 13 يوليو 2025

اعتذرت شركة xAI التابعة لرجل الأعمال إيلون ماسك بعد تعرض روبوت الشات الخاص بها Grok لانتقادات إثر نشره محتوى وُصف بأنه عنصري ومعادٍ للسامية وممجّد للزعيم النازي أدولف هتلر على إكس.

كانت الشركة أوقفت عمل روبوت الشات مؤقتًا بعد انتشار هذه الردود على نطاق واسع، التي تضمنت تعليقات مثل "أنا MechaHitler"، وهو مصطلح مُستمد من ثقافة الميمات اليمينية التي تمزج بين النازية والتكنولوجيا ويُستخدم غالبًا لتمجيد العنف الفاشي.

كما وجّه الروبوت تعليقًا إلى مستخدم يحمل اسمًا يهوديًا شائعًا، زاعمًا أنه "يحتفل بموت الأطفال البيض في فيضانات تكساس"، وقال أيضًا "هتلر كان سيسحق هذا النوع من النشاط"، بالإضافة إلى استخدام عبارات تحمل دلالات عنصرية تجاه اليهود والأقليات.

وأوضحت الشركة في ثريد على إكس أن الخلل ناتج عن تحديث غير مقصود في كود برمجي للروبوت، مؤكدة أن الخطأ "غير مرتبط بنموذج اللغة الأساسي الذي يُشغّل Grok"، وبيّنت أن الكود الخاطئ فعّل مجموعة تعليمات قديمة تمت إضافتها الاثنين الماضي وظلت نشطة لمدة 16 ساعة، تدعو الروبوت ليكون "صريحًا إلى أقصى حد" و"غير خاضع للصوابية السياسية".

ومن بين التعليمات التي أُدرجت بالخطأ "قل الأمور كما هي، ولا تخف من إزعاج من يلتزمون بالصوابية السياسية"، و"استجب كما لو كنت إنسانًا"، و"تجنب تكرار المعلومات الموجودة في البوست"، و"افهم نبرة وسياق البوست واعكسها في ردك".

التعليمات تضمنت أيضًا تعبيرات مثل "maximally based"، وهو مصطلح مشحون في الثقافة السياسية اليمينية، غالبًا ما تُستخدم لتبرير خطاب معادٍ للصوابية السياسية. وتُفهم العبارة على أنها دعوة للروبوت ليكون صريحًا إلى أقصى حد، ومتحديًا للمعايير الأخلاقية والسياسية المتعارف عليها، ما يعكس توجهًا لتمكين النموذج من إنتاج محتوى متطرف تحت غطاء ما يُسمى بالجرأة أو مقاومة "الرقابة الثقافية".

هذه ليست المرة الأولى التي يواجه فيها Grok انتقادات مماثلة، ففي فبراير/شباط الماضي تعمّد حذف أو تجاهل معلومات تتعلق بإيلون ماسك أو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بما في ذلك مصادر تنتقدهما، وهو ما وصفته الشركة لاحقًا بأنه نتيجة لتعديلات غير مصرح بها من موظف سابق قادم من OpenAI، وفي مايو/أيار الماضي أدخل البوت مزاعم عن "إبادة جماعية للبيض في جنوب إفريقيا" ضمن مواضيع غير ذات صلة، وألقت الشركة باللوم على "تعديلات غير مصرح بها".

إيلون ماسك علّق لاحقًا على الأزمة الأخيرة قائلًا إن Grok كان "مفرطًا في الطاعة لأوامر المستخدمين" و"سهل التلاعب به"، في إشارة إلى أن البوت مصمم بطريقة جعلته يستجيب لتوجهات المستخدمين دون ضوابط كافية.

يُذكر أن الرئيسة التنفيذية لشركة إكس ليندا ياكارينو استقالت من منصبها في الأسبوع نفسه رغم أنها لم تشر صراحة إلى أزمة Grok في إعلانها. كما حظرت تركيا استخدامه بسبب محتوى اعتبرته مسيئًا لرئيس الجمهورية.

وفي خضم هذه التطورات، قالت xAI "نعتذر بعمق عن السلوك المروع الذي شهده كثيرون"، مؤكدة أنها أزالت الكود المسبب للمشكلة وأعادت تصميم النظام من جديد، مع وعود بتحديث تعليمات النظام ونشرها علنًا، لتجنب تكرار هذه الانتهاكات.