تتمسك دول مجموعة "بريكس" بالتوجه نحو الاعتماد على العملات المحلية في التبادل التجاري، رغم تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جديدة بنسبة 10%، وهو ما يراه الخبير الاقتصادي مدحت نافع غير مؤثر كون المنتجات المصرية "الأقوى من حيث التنافسية بالسوق الأمريكية وستظل في أمان كبير".
وأوضح نافع لـ المنصة أن منتجات الدول المنافسة للمنتجات المصرية بالسوق الأمريكية تعاني من رسوم أكبر تتراوح بين 30 و50% وبالتالي حال وصول إجمالي الرسوم المفروضة على مصر إلى 20% ستظل تمتلك قدرة تنافسية أكبر هناك.
وأشار إلى أن أكثر المنتجات المصرية المصدرة للولايات المتحدة هي الملابس وأكسسواراتها، إذ تتمتع بقدر كبير من استحسان العميل الأمريكي لجودة القطن المصري، كما أن الدول المنافسة تعاني رسومًا أكبر ما يعزز من زيادة الصادرات المصرية.
والاثنين الماضي، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبر تروث سوشيال "سيتم فرض رسوم إضافية بنسبة 10% على أي دولة تدعم السياسات المعادية لأمريكا والتي تتبناها بريكس"، مؤكدًا أنه لن يكون هناك أي استثناءات في هذا الإجراء.
وأمس، أكد رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي أن هناك توجهًا متناميًا داخل مجموعة البريكس لاعتماد العملات المحلية في التبادل التجاري بين الدول الأعضاء، بل وبدأ تطبيق هذا التوجه بالفعل بين عدد من دول المجموعة، ويُعد أحد أبرز الملفات التي تُناقش حاليًا داخل المنظمة في ظل السعي نحو تقليل الاعتماد على الدولار والعملات الصعبة.
وأوضح مدبولي خلال مؤتمر صحفي أمس أن فاعلية هذا النموذج تزداد في حال وجود توازن نسبي في الميزان التجاري بين الدول، وهو ما يخلق بيئة مواتية لتبادل السلع والخدمات بالعملات المحلية دون الحاجة إلى استخدام احتياطيات كبيرة من النقد الأجنبي، ما يُسهم بشكل مباشر في تخفيف الضغط على العملات الحرة، ويمنح الدول النامية مساحة أكبر من الاستقرار النقدي.
وأشار إلى أن مصر تتابع هذا التوجه عن قرب، خاصة بعد انضمام دول جديدة إلى مجموعة البريكس، ما يعزز من فرص تفعيل هذا النموذج مع عدد من الشركاء التجاريين الذين ترتبط مصر معهم بعلاقات متوازنة ومصالح متبادلة.
وأضاف رئيس الوزراء أن هذه المنظومة لا تقتصر على البريكس، بل بدأ تنفيذها بالفعل بين عدد من الدول خارج المجموعة، ما يؤكد أنها فكرة قابلة للتوسع، وقد تمثل في المستقبل أحد البدائل المهمة في النظام المالي العالمي.
وشدد على أن تعميم هذه التجربة على نطاق أوسع يبقى خيارًا مطروحًا للنقاش في المستقبل، في ضوء نتائج المرحلة الأولى من التطبيق، وبما يتوافق مع التطورات في النظام الاقتصادي الدولي.
والثلاثاء الماضي، أدان الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا تهديدات ترامب بفرض رسوم جمركية ضد الدول الأعضاء في بريكس، وقال "نحن لا نقبل أي انتقادات تُوجَّه إلى قمة مجموعة بريكس، ونرفض تمامًا ما ألمح إليه رئيس الولايات المتحدة بشأن إمكانية فرض رسوم على التكتل"، حسب روسيا اليوم.
فيما اعتبر نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف تهديدات الرئيس الأمريكي للمجموعة جاءت بسبب تنامي نفوذ بريكس، وأضاف "ترامب أعلن أنه ستُفرض رسوم إضافية بنسبة 10% على أي دولة تدعم سياسة بريكس. إذن نحن نسير في الطريق الصحيح"، حسب الموقع نفسه.