واصلت الحماية المدنية بالقاهرة، صباح اليوم، أعمال التبريد للسيطرة على حريق مبنى سنترال رمسيس الذي شب في السادسة من مساء أمس الاثنين واستمر عدة ساعات، وأسفر عن وفاة أربعة موظفين وإصابة 22 آخرين باختناقات وحروق طفيفة، بخلاف انقطاع خدمات الاتصالات والإنترنت في أحياء بالقاهرة والجيزة.
ونعت اللجنة النقابية للعاملين بالشركة المصرية للاتصالات WE في بيان نشرته على فيسبوك، صباح اليوم، كلًا محمد طلعت وأحمد رجب وأحمد الدرس ووائل مرزوق، الذين قُتلوا جراء الحريق
كان الحريق اندلع مساء أمس في إحدى غرف الأجهزة بالطابق السابع من المبنى المكون من 10 طوابق، ما أدى إلى تلف بعض الكابلات الرئيسية والسيرفرات وامتداد دخان كثيف أعلى المبنى، فيما كشفت التحقيقات الأولية، وفق مصدر أمني لم تذكر سكاي نيوز عربية هويته، أن ماسًا كهربائيًا قد يكون سبب الحريق، ولا يزال المعمل الجنائي يرفع الأدلة لمتابعة التحقيقات.
https://www.facebook.com/almanassanews/videos/1416828699362008/
وفي وقت سابق من مساء الاثنين، قال المتحدث باسم وزارة الصحة حسام عبد الغفار إن 22 شخصًا على الأقل أصيبوا جرّاء الحريق.
وأثّر الحريق بشكل واسع على شبكات الاتصالات وخدمات الإنترنت ووسائل الدفع الإلكتروني في عدد من المحافظات، ما دفع النائبة ريهام عبد النبي عضوة مجلس النواب عن الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي لتقديم بيان عاجل إلى وزير الاتصالات عمرو طلعت بشأن الحريق الذي تسبب في "شلل شبه كامل للقطاع الحيوي".
وأوضحت النائبة خلال بيانها أن الحريق تسبب أيضًا في تلف كابلات مهمة تخدم أرقام الطوارئ مثل النجدة والمطافئ والإسعاف، مما يشكل تهديدًا مباشرًا لقدرة المواطنين على الاستغاثة أو طلب الإنقاذ في الحالات الحرجة، وهو أمر لا يمكن التغاضي عنه ويستلزم تحركًا عاجلًا من الحكومة لضمان استعادة تلك الخدمات في أقرب وقت.
وطالبت النائبة بمعرفة أسباب اندلاع الحريق، وما إذا كان هناك تقصير أو إهمال في إجراءات الصيانة أو وسائل الحماية المدنية داخل المبنى، بجانب تداعيات الحادث على الخدمات العامة والمواطنين وقطاع الأعمال.
وقالت إن "ما حدث إنذار خطير بشأن هشاشة البنية التحتية الرقمية في مصر"، ويتطلب مراجعة فورية وشاملة لخطط التأمين والسلامة الفنية في مراكز الاتصالات، مع الإعلان بشفافية عن نتائج التحقيقات وتحديد المسؤوليات.
وأوضح الجهاز القومي للاتصالات في بيان أن بعض دوائر الربط تعطلت نتيجة الحريق، وأنه تم نقل حركة الإنترنت الثابت بالكامل إلى مركز بديل بسنترال الروضة، مع تنسيق سريع مع شركات المحمول لإعادة الربط واستبدال الاتصالات التالفة على اتجاهات أخرى، مع توقع اكتمال التغطية خلال 24 ساعة.
وأشار البيان إلى أن الجهاز يقوم بحصر شامل للعملاء والخدمات المتأثرة، بما في ذلك خدمات الإنترنت الأرضي والهاتف الأرضي وتطبيقات الدفع الإلكتروني مثل "إنستاباي" و"فوري" التي شهدت أعطالًا مفاجئة بعد الحريق.
وتفقد وزير الاتصالات فجر اليوم مبنى سنترال رمسيس لمتابعة تداعيات الحادث وعمليات السيطرة على الحريق، وقال "إنه خلال 24 ساعة ستكون عادت كافة خدمات الاتصالات بشكل تدريجي"، موضحًا أنه تم نقل كافة الخدمات إلى أكثر من سنترال لتعمل كشبكة بديلة، ونفى أن تكون مصر معتمدة على سنترال رمسيس فقط كمركز رئيسي لخدمات الاتصالات.
وقال "لا يوجد سنترال واحد فقط تعتمد عليه مصر وسنترال رمسيس سيظل خارج الخدمة لأيام ومع ذلك ستعود الخدمات بشكل تدريجي بعد ما تم نقل كافة الخدمات التي توجد في سنترال رمسيس إلى أكثر من سنترال".
وبالتوازي مع محاولات الإطفاء أمس، أغلقت الإدارة العامة للمرور شارع رمسيس وكوبري 6 أكتوبر بالكامل باتجاه مدينة نصر للسماح بعبور مركبات الإطفاء والإنقاذ، مما تسبب في اختناقات مرورية حادة، والذي لازال مغلقًا حتى صباح اليوم، لاستكمال أعمال السيطرة على الحريق.
كما تأثرت حركة الطيران وتأخرت مواعيد بعض الرحلات نتيجة الدخان الكثيف المتصاعد، قبل أن تعود لطبيعتها في ساعة متأخرة من مساء أمس.