تصوير أحمد مصطفى، بإذن لـ المنصة
مئات الغزيين الباحثين عن المساعدات يتجمعون على شارع الرشيد، فجر 15 يونيو 2025

إسرائيل تقتل 110 غزيين.. وتوقف إدخال المساعدات إلى شمال القطاع

سالم الريس
منشور الخميس 26 يونيو 2025

أوقفت إسرائيل إدخال المساعدات إلى قطاع غزة انتظارًا لإعداد جيش الاحتلال خطة كلفه بها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "لمنع حركة حماس من الاستيلاء على المساعدات"، فيما كثّف الاحتلال غاراته على القطاع مساء أمس وفجر اليوم، مُخلفًا 110 قتلى على الأقل.

وأصدر نتنياهو ووزير دفاعه يسرائيل كاتس تعليمات لجيش الاحتلال بإعداد خطة عمل خلال 48 ساعة، بعدما اتهما حماس بـ"العودة للاستيلاء على شاحنات مساعدات دخلت إلى شمال القطاع عبر معبر إيرز الغربي".

ووفق بيان مشترك نقله الإعلام الرسمي الإسرائيلي، زعمت السلطات أن حماس استولت على 45 شاحنة مساعدات إماراتية كانت موجهة للمدنيين، في حين نفت مصادر محلية هذه المزاعم، مؤكدة أن وجهاء ومخاتير العائلات في غزة أشرفوا على تأمين الشاحنات وضمان وصولها إلى مخازن المنظمات الدولية دون تدخل من أي جهة مسلحة.

وقال عضو الهيئة القيادية للتجمع الوطني للقبائل والعشائر في غزة الدكتور علاء الدين العكلوك لـ المنصة إن هناك تنسيقًا مشتركًا بين العائلات والمؤسسات الدولية والأهلية، تَحمل من خلاله الوجهاء وأبناء العائلات مسؤولية حماية الشاحنات وتأمين مسارها إلى المخازن، فيما تتولى المؤسسات الإغاثية عملية التوزيع خلال الأيام المقبلة.

وأكد رئيس جمعية النقل الخاص ناهض شحيبر، عبر فيسبوك، أن الشاحنات وصلت إلى شمال القطاع دون تعرضها لأي عمليات نهب، مشيدًا بجهود الشباب في تأمينها وحماية السائقين من المخاطر اليومية التي تواجههم.

إلا أن الوضع في جنوب القطاع بدا أكثر تعقيدًا؛ فحسب مصدر صحفي لـ المنصة، تعرضت عشرات الشاحنات، التي كان من المفترض أن تدخل منتصف ليل الخميس عبر معبر كرم أبو سالم لعمليات سطو في منطقة بني سهيلا بخان يونس، الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية.

وهو ما أكده شحيبر بقوله إن نحو 70 شاحنة نُهبت بالكامل بعد تعرضها لهجوم من مجموعات مسلحة أطلقت النار على السائقين، مما أسفر عن إصابات بينهم.

عدوان إسرائيلي مستمر

في سياق آخر، صعّد جيش الاحتلال من عملياته العسكرية خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، ما أسفر عن مقتل أكثر من 110 فلسطينيين، بينهم نساء وأطفال.

وكانت عمليات الاحتلال في شمال القطاع الأكثر دموية إذ قُتل خلالها 70 شخصًا، حيث أدت غارة إسرائيلية على مدرسة عمرو بن العاص في حي الشيخ رضوان إلى مقتل رجل وزوجته وأطفاله الثلاثة، بعدما سقط صاروخ على أحد الفصول التي كانت تؤوي نازحين، ولا تزال فرق الإنقاذ تبحث عن ضحايا تحت الأنقاض، حسبما قال مصدر بمستشفي الشفاء لـ المنصة.

في حي الشجاعية، أسفرت غارات عن مقتل 8 من عائلة الدحدوح و8 آخرين من عائلة أبو عجوة، كما قُتل 5 من عائلة التلمس في استهداف مباشر على منزلهم بحي الكرامة، فيما انتشلت الطواقم 9 ضحايا من عائلة عقيلان إثر قصف منزلهم في مخيم الشاطئ، وفق مصدر صحفي لـ المنصة.

وأشار المصدر إلى أن منطقة تل الهوى شهدت مقتل 6 أفراد من عائلة مطلق، بينما قضى 10 آخرون جراء استهدافات طالت تجمعات سكانية متفرقة.

وفي جباليا شمال القطاع، قُتل أكثر من 18 مدنيًا مع وجود تقارير عن ضحايا لا تزال تحت الأنقاض.

وفي وسط القطاع، استهدف جيش الاحتلال مخيم البريج بأربع قذائف مدفعية، ما أدى إلى إصابة 12 مدنيًا على الأقل، كما قُتل 21 شخصًا في النصيرات ودير البلح والبريج، بينهم 7 خلال محاولتهم الوصول إلى نقطة توزيع مساعدات أمريكية قرب محور نتساريم.

وفي خان يونس، قتل أكثر من 20 مدنيًا جراء استهدافات استهدفت خيام نازحين في منطقة المواصي، غالبيتهم من النساء والأطفال، وفق ما أفاد مصدر طبي في مجمع ناصر الطبي لـ المنصة.

وتأتي هذه التطورات فيما يواصل جيش الاحتلال عدوانًا بدأه على غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 في أعقاب إطلاق حركة حماس عملية "طوفان الأقصى" ردًا على الممارسات الإسرائيلية. وأسفر العدوان الإسرائيلي عن مقتل أكثر من 56 ألف شخص وإصابة 132 ألفًا آخرين على الأقل، وفق آخر إحصاء لوزارة الصحة في القطاع.