شكا عدد من مرضى التصلب المتعدد/MS من عدم توافر حقن "سولو - ميدرول" في المستشفيات والصيدليات، التي وصل سعرها لأكثر من 4000 جنيه إذا توفرت، في وقت أكد رئيس شعبة الأدوية باتحاد الغرف التجارية الدكتور علي عوف لـ المنصة توفير 200 ألف حقنة خلال الفترة المقبلة، فضلًا عن توافر بديل قال إنه "بنفس الكفاءة".
وقالت سماح حمدي، وهي من مرضى التصلب المتعدد لـ المنصة "لو يحسوا بتعبنا ويعرفوا إننا أصحاب مرض قاسي لا يرحم أي جزء من جسمنا، ولو يعرفوا إن الحقن دي مش علاج دي مجرد إنقاذ لبقايا أجزاء سليمة بنحاول نحافظ عليها لنكون شبه قادرين على ممارسة حياتنا كانوا هيرحمونا".
وعن معاناتها للبحث عن الدواء، قالت المريضة المقيمة في القاهرة "سألت كل الصيدليات، الكبيرة والصغيرة، المشهورة والمغمورة، والمستشفيات الكبرى، مفيش خالص، وسألت صيدلية الإسعاف نفس المشكلة، واتصلت بالهيئة المصرية للدواء قالوا غير متوفر، وفي جروبات المرضى قالوا لي أسأل في المحافظات، وبعد بحث طويل لقيت أرخص سعر في طنطا الحقنة الواحدة بـ3500 جنيه والتوصيل 500".
وعن البدائل، أوضحت أنها كانت تبحث عن "سولو - ميدرول" بالتحديد "لأن الدكتور أكد لي أن البدائل ملهاش أي لازمة وممكن تضرني، والنتيجة إني دفعت في 5 حقن 18 ألف جنيه، هجمة واحدة كلفتني حوالي 30 ألفًا بالكشف والفحوصات".
والتصلب المتعدد مرض مزمن يصيب الجهاز العصبي المركزي، ويؤثر على قدرة الجسم على التحكم في حركة العضلات. ففي التصلب المتعدد، يهاجم جهاز المناعة طبقة عازلة تسمى الميالين التي تحيط بالأعصاب، مما يؤدي إلى إتلافها.
وحقن "سولو- ميدرول" هي الاسم التجاري لدواء يحتوي على المادة الفعالة ميثيل بريدنيزولون، ويستخدم لعلاج العديد من الحالات الالتهابية والمناعية، وفي حالة التصلب المتعدد يعمل على تثبيط نشاط المناعة وتقليل شدة الانتكاسة وتسريع التعافي من الأعراض. ويؤخذ عن طريق الوريد مع محلول ملح، ويحتاج المريض للتعافي من الهجمة/الانتكاسة الواحدة من 3 إلى 5 حقن.
المعاناة نفسها تحكي عنها أميرة نجيب، وهي تبحث عن الدواء بلا جدوى، تقول لـ المنصة "بدور عليه من العيد الصغير في القاهرة والجيزة مش لاقية خالص، فدورت على البديل، لفيت كتير غير موجود أو غالي جدًا، ولما لقيت سولو - ميدرول كان بـ6 آلاف جنيه، والبديل بـ2900، ولما قلت أدور تاني وملقتش وجيت أشتري البديل بالغالي لقيته خلص، عندي هجمة في إيدي ورجلي ومش عارفة أعمل إيه".
ويحتاج المريض إلى إجراء فحوصات لتحديد نوع التصلب، ما بين الأكثر شيوعًا وهو "الانتكاسي" ويحدث نوبات من الأعراض "هجمات" تليها فترات من التحسن أو الاستقرار، أو"الثانوي التقدمي" الذي يبدأ عادة بالنوع الأول ثم يتطور حيث تقل فترات الهدوء وتزداد الأعراض حدة، أو "الأولي التقدمي" وفيه يحدث تدهور مستمر في الوظائف العصبية دون نوبات واضحة أو فترات هدوء.
أما "التقدمي الانتكاسي" فهو نوع نادر يتميز بتدهور تدريجي في الوظائف العصبية مع حدوث نوبات عرضية من الأعراض.
من جهته، اعتبر أمين عام شعبة الصيدليات باتحاد الغرف التجارية الدكتور حاتم بدوي لـ المنصة أن نقص الدواء "نوعٌ من أنواع الضغط لرفع سعره".
أما علي عوف فرد على شكاوى المرضى من عدم وجود الدواء ولا بديله حتى في صيدليات الإسعاف، قائلًا "رقم نواقص هيئة الدواء هو 15301 ورقم صيدليات الإسعاف 16682، دي أرقام ممكن تساعد المريض على سرعة الوصول للدواء"، موضحًا أن شركة فايزر الأمريكية المنتجة للدواء "مش مهتمين بيه لأن سعره ضعيف"، على حد قوله.
اللافت أن الدواء يحقق مبيعات بالملايين في مصر، فحسب تقرير لمؤسسة IQVIA، اطلعت عليه المنصة، قفزت مبيعاته من نحو 3 ملايين عبوة في 2019 إلى أكثر من 19 مليون عبوة في 2023، ما يمثل زيادةً تتجاوز 500% خلال 4 سنوات.
"منذ شهور فقط كنا نوزعه مجانًا على المرضى المحتاجين، كانت وقتها الحقنة بـ180 جنيهًا، الآن غير موجودة وتباع في السوق السوداء بمتوسط 4000 جنيه، والمريض يحتاج حوالي 5 حقن في الهجمة، منين نجيب لكل مريض 20 ألف جنيه؟"، يقول أحد أقدم المتطوعين في جمعية رعاية لدعم مرضى التصلب المتعدد عبد المسيح فاروق لـ المنصة.
وأشار عبد المسيح إلى تاريخ من النضال من أجل توفير الدواء لمرضى التصلب المتعدد، قائلًا "عملنا مظاهرات زمان، أذكر في 2011 و2012، لتوفير بعض الأدوية وتخفيض أسعار أخرى ونجحنا، وحاليًا نتواصل مع الجهات المسؤولة، على رأسها وزارة الصحة، ونلتقي بها للحوار والتفاوض لحل الأزمة".
وتقدر الإحصاءات عدد المصابين في العالم بالتصلب المتعدد بـ2.9 مليون، منهم 59 ألفًا و671 في مصر محتلة المركز الأول من حيث عدد المصابين به في الشرق الأوسط.
