قُتل الصحفي الفلسطيني معتز رجب، مساء أمس، جراء قصف إسرائيلي استهدف سيارة تابعة لمؤسسة الإغاثة الإنسانية التركية/IHH وسط مدينة غزة، لترتفع بذلك حصيلة الصحفيين القتلى منذ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع إلى 221 صحفيًا وصحفية.
وقال شاهد عيان لـ المنصة، إن طائرة استطلاع إسرائيلية أطلقت صاروخًا نحو السيارة مباشرة أثناء مرورها في شارع النفق، ما أسفر عن مقتل رجب ومدير المشاريع في المؤسسة التركية محمد المبيض، وثلاثة مارة كانوا في محيط السيارة، فيما أصيب عدد آخر بجروح متفاوتة.
وكان رجب يعمل منذ سنوات مصورًا في قناة القدس اليوم الفضائية، المعروفة بتوجهها الإسلامي وإدارتها من شخصيات محسوبة على حركة حماس.
من ناحيته، أدان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة استهداف الصحفيين الفلسطينيين، معتبرًا استمرار استهدافهم جريمة حرب وانتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني.
ودعا المكتب اتحاد الصحفيين العرب والاتحاد الدولي للصحفيين والمؤسسات الإعلامية العالمية إلى التحرك العاجل لإدانة الجرائم الإسرائيلية الممنهجة ضد العاملين في الحقل الإعلامي.
ميدانيًا، شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية فجر الخميس، سلسلة من الهجمات الجوية المكثفة على مناطق متفرقة من قطاع غزة، خلّفت عشرات القتلى والجرحى.
وفي حي التفاح شرق مدينة غزة، قصفت الطائرات منزلًا لعائلة أبو الكاس، ما أدى إلى تدميره بالكامل فوق رؤوس قاطنيه. وأفاد شهود عيان لـ المنصة، بعدم تمكن فرق الإنقاذ من انتشال سوى جثمان واحد، فيما لا يزال أكثر من 20 شخصًا، معظمهم أطفال ونساء، تحت الأنقاض.
وأفاد الشهود بصعوبة عمليات الإنقاذ بسبب كثافة القصف المدفعي الذي طال الحي، وتزامَن مع استهداف منازل مجاورة، ما أعاق وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني.
وفي جباليا شمال القطاع، قُتل ستة مدنيين، بينهم طفلتان من عائلة عزام، جراء قصف استهدف منزلهم في شارع غزة القديم، ونُقل الضحايا إلى مستشفى الشفاء في غزة، بعد توقف العمل بكافة مستشفيات شمال القطاع نتيجة تعرضها للقصف الإسرائيلي، وإجبار الطواقم الطبية على إخلائها.
كما تعرضت بلدة بيت لاهيا شمالًا إلى قصف مدفعي كثيف طال عشرات المنازل والخيام، ما أدى إلى سقوط عدد من الضحايا.
ووصف أحد السكان المشهد لـ المنصة بقوله "الجثث ملقاة في الطرقات وفوق الركام، لا إسعاف، لا دفاع مدني، ونحاول مساعدة المصابين دون أدوات إسعاف أوليّة"، مشيرًا إلى أن محاولات التواصل مع جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني لتنسيق الدخول إلى المنطقة لم تلقَ أي استجابة.
وفي دير البلح وسط القطاع، قُتل طفل وأصيب خمسة آخرون، إثر قصف طائرة مروحية لخيمة تؤوي نازحين في منطقة البركة، بحسب مصدر طبي في مستشفى شهداء الأقصى لـ المنصة.
وأكد مصدر في وزارة الصحة بغزة لـ المنصة، أن 70 قتيلًا وصلوا إلى مستشفيات القطاع بين مساء الأربعاء وفجر الخميس، بينما لا تزال فرق الإنقاذ عاجزة عن الوصول إلى عشرات آخرين تحت الأنقاض، لاسيما في مناطق شرق غزة وشمال القطاع.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة ارتفاع عدد الضحايا جراء العدوان الإسرائيلي إلى أكثر من 54,150 قتيلًا خلال 600 يوم من الحرب، يشكل الأطفال نحو ثلثهم، فيما تجاوز عدد الجرحى 123 ألف مصاب.
وفي 18 مارس/آذار الماضي، عاود جيش الاحتلال الإسرائيلي العدوان على قطاع غزة مستأنفًا حربًا بدأها على القطاع في 7 أكتوبر 2023، بعد أن رفض استكمال اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، وكان من المقرر أن ينتهي بتبادل جميع المحتجزين لدى حماس وانسحاب إسرائيل من قطاع غزة لكن دولة الاحتلال لم تفعل.