تصوير سالم الريس، المنصة
فلسطينيون يتفقدون منازلهم بعد استهداف جيش الاحتلال المفاجئ لها، 18 مارس 2025

الاحتلال يوسع سيطرته على غزة ويواصل المجازر بحق المدنيين والنازحين

سالم الريس
منشور الاثنين 26 مايو 2025

وسّع جيش الاحتلال الإسرائيلي مساء أمس، من رقعة سيطرته داخل قطاع غزة عبر عمليات توغل برية وقصف مكثف استهدفت مناطق متفرقة شمالًا وجنوبًا، وأسفرت عن سقوط عشرات الضحايا، معظمهم من الأطفال والنساء.

ووفق إفادات أربعة شهود عيان لـ المنصة، توغلت قوات الاحتلال مدعومة بجرافات وآليات عسكرية في محيط مستشفى غزة الأوروبي جنوب شرق مدينة خانيونس، ومنطقة القرارة القريبة من معبر كيسوفيم، إضافة إلى محيط مستشفى العودة في تل الزعتر شرق جباليا شمال القطاع.

وأشار أحد الشهود إلى أن جرافات الاحتلال شرعت في هدم منازل ومبانٍ سكنية قريبة من مستشفى غزة الأوروبي بعد أن أطلق الجنود النيران بكثافة لإجبار السكان على مغادرة المنطقة، ما تسبب بنزوح قسري واسع، مضيفًا أن الآليات الإسرائيلية دمرت عشرات المنازل والأراضي الزراعية في منطقة القرارة، ما أدى إلى انكشاف الشريط الشرقي بالكامل أمام قوات الاحتلال، وتعطيل حركة التنقل بين مدينتي خانيونس ودير البلح، باستثناء طريق الساحل الغربي.

وفي شمال القطاع، أفاد شهود بأن الجرافات الإسرائيلية توغلت شرق جباليا ووصلت إلى محيط مستشفى العودة، حيث بدأت عمليات تجريف وهدم لمبانٍ سكنية، بالتزامن مع استمرار التوغل البري شرق مدينة غزة في أحياء الشجاعية والزيتون والتفاح منذ أكثر من شهر، وقال الشاهد شاهر عليان إن الجيش أجبر سكان الأحياء الزراعية والسكنية على النزوح القسري نحو مدينة غزة، بعد ارتكابه مجازر مروعة بحق العائلات.

وفي هذا السياق، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة أن قوات الاحتلال باتت تسيطر على نحو 77% من مساحة القطاع البالغة 365 كيلومترًا مربعًا، عبْر عمليات تطهير عرقي وإبادة جماعية ممنهجة، مضيفًا أن قوات الاحتلال تستخدم القوة المفرطة لإخلاء السكان من منازلهم ومنعهم من العودة، ما يشكّل خرقًا صارخًا لاتفاقيات جنيف، ونظام روما الأساسي الذي يُصنف التهجير القسري كجريمة ضد الإنسانية.

ودعا المكتب الإعلامي الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمحكمة الجنائية الدولية لاتخاذ إجراءات عاجلة لوقف "الجرائم الإسرائيلية"، مطالبًا المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته ودعم حق الفلسطينيين في أرضهم.

وفي جريمة مروعة جديدة، ارتكب جيش الاحتلال فجر الاثنين مجزرة في مدرسة فهمي الجرجاوي التابعة لوكالة "الأونروا" في حي الدرج وسط مدينة غزة، حيث أسفر قصف مباشر لطائرة حربية عن مقتل أكثر من 15 نازحًا، معظمهم من الأطفال، وجرح العشرات، بحسب ما أفاد مصدر صحفي لـ المنصة.

وذكر المصدر أن النيران اشتعلت في خيام النازحين في ساحة المدرسة إثر القصف، ما أدى إلى احتراق أجساد أطفال وتفحم جثث، في حين لم تتمكن طواقم الإسعاف من التعرف على العديد من الضحايا بسبب شدة الحروق وتبعثر الأشلاء.

وقال أحد الناجين إن قوات الاحتلال تستهدف مراكز النزوح رغم علمها بتكدس النازحين فيها، مشيرًا إلى أن الأهالي فقدوا كل شيء وباتوا بلا مأوى أو طعام. وأكد مصدر في الدفاع المدني استمرار عمليات انتشال الجثامين، مع وجود مفقودين تحت الأنقاض.

وقبل هذه المجزرة، قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية الطابقين العلويين لمبنى سكني غير مكتمل في حي الرمال، ما أدى إلى سقوط الركام على خيام نازحين أسفل المبنى، ومقتل خمسة أشخاص، بينهم أطفال، وإصابة أكثر من 30 آخرين.

وأسفر التصعيد الإسرائيلي يوم الأحد فقط عن مقتل أكثر من 35 فلسطينيًا في أنحاء متفرقة من القطاع، وسط تحذيرات من تفاقم الكارثة الإنسانية مع تواصل القصف والدمار، لا سيما في مدينة خانيونس التي شهدت العدد الأكبر من الضحايا.

وفي 18 مارس/آذار الماضي، عاود جيش الاحتلال الإسرائيلي العدوان على قطاع غزة مستأنفًا حربًا بدأها على القطاع في 7 أكتوبر 2023، بعد أن رفض استكمال اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، وكان من المقرر أن ينتهي بتبادل جميع المحتجزين لدى حماس وانسحاب إسرائيل من قطاع غزة لكن دولة الاحتلال لم تفعل.