شهد قطاع غزة اليوم، سلسلة من المجازر المروعة التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي، أسفرت عن مقتل أكثر من 114 مدنيًا منذ ساعات الفجر، بينهم صحفيان بارزان، في وقت يواصل فيه الاحتلال إصدار أوامر بإخلاء أحياء واسعة من مدينة غزة.
واستهدفت طائرة حربية إسرائيلية منزل الصحفي حسن سمور، مذيع البرامج في "إذاعة صوت الأقصى"، إثر في منطقة عبسان الجديدة شرق خانيونس جنوب القطاع، ما أسفر عن مقتله و12 من أفراد عائلته، من بينهم زوجته وأطفاله الأربعة، بالإضافة إلى والده وعدد من أفراد العائلة الموسعة.
وقال مصدر عائلي لـ المنصة، إن الغارة الإسرائيلية وقعت فجرًا، واستهدفت المنزل بشكل مباشر، مما أدى إلى دمار كامل ووقوع عشرات الضحايا من الأسرة ذاتها. وعُرف سمور، الذي عمل في الحقل الإذاعي لنحو عقدين، بصوته المميز وبرامجه الإذاعية ذات الطابع الوطني.
وفي حادثة منفصلة، قُتل الصحفي أحمد الحلو، مصمم ومونتير في "شبكة القدس الإخبارية"، مع شقيقه بعد تعرضهما لقصف مباشر من طائرة استطلاع إسرائيلية أثناء مرورهما بأحد شوارع شرق خانيونس.
وأدان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، في بيانين منفصلين، استهداف الصحفيين، مشيرًا إلى أن عدد الصحفيين الذين قضوا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على القطاع ارتفع إلى 217 صحفيًا وصحفية.
ودعا البيان المؤسسات الصحفية الدولية، وعلى رأسها الاتحاد الدولي للصحفيين واتحاد الصحفيين العرب، إلى التحرك العاجل لإدانة هذه الجرائم وتحميل الاحتلال وحلفائه المسؤولية الكاملة عنها.
وفي شمال قطاع غزة، ارتكب جيش الاحتلال مجزرة جديدة بعد قصفه عيادة طبية ومُصلى في منطقة التوبة غرب مخيم جباليا بصاروخ من طائرة استطلاع، ما أسفر عن مقتل 15 مدنيًا وإصابة أكثر من 40 آخرين، وفق مصدر طبي تحدث لـ المنصة.
وذكر المصدر أن العيادة كانت تُستخدم لتوزيع المساعدات الإغاثية على النازحين، وأن الهجوم وقع أثناء تكدس المواطنين لاستلام المواد الغذائية، مما أدى إلى انتشار أشلاء الضحايا في المكان.
كما قُتلت أسرة كاملة من عائلة شهاب، مكونة من الأب والأم وثلاثة أطفال، إثر استهداف منزلهم في جباليا، بينما قُتل شابان في غارة أخرى على مفترق حمودة قرب بيت حانون شمال القطاع، حسب ما أفاد شهود عيان.
وفي تطور خطير، أصدر جيش الاحتلال تحذيرات جديدة لسكان حي الرمال الجنوبي في مدينة غزة، مطالبًا بإخلاء المناطق التي وصفها بـ"مواقع لنشاط عناصر من حماس"، وفق بيان نشره المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي عبر إكس. وشملت التحذيرات مدارس وجامعات تحولت إلى مراكز إيواء لآلاف العائلات النازحة.
وأكد البيان أن الجيش استهدف هذه المناطق سابقًا وسيواصل قصفها في الأيام المقبلة، مرفقًا خرائط وصورًا زعم أنها تُظهر عناصر مقاومة داخل مراكز الإيواء، داعيًا السكان لطردهم تحت طائلة الاستهداف المباشر.
وفي بيان لاحق، أعلن جيش الاحتلال تدمير أكثر من 600 موقع للمقاومة، بما في ذلك أنفاق ومخازن أسلحة، خلال عمليات نفذها لواء القدس في أحياء الشجاعية والدج والتفاح شرق مدينة غزة. وأضاف أن اللواء، بعد أكثر من شهرين من العمليات البرية، تم استبداله بقوات احتياط لمواصلة العمليات في شرق غزة.
وذكر البيان أن وحدات من سلاح الهندسة، بالتعاون مع وحدة "يهلوم"، عثرت على شبكات أنفاق تحت الأرض تحتوي على أسلحة ومعدات قتالية، تم تدميرها بالكامل.
وفي 18 مارس/آذار الماضي، عاود جيش الاحتلال الإسرائيلي العدوان على قطاع غزة مستأنفًا حربًا بدأها على القطاع في 7 أكتوبر 2023، بعد أن رفض استكمال اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، وكان من المقرر أن ينتهي بتبادل جميع المحتجزين لدى حماس وانسحاب إسرائيل من قطاع غزة لكن دولة الاحتلال لم تفعل.